برعاية

ماذا لو أصبح هازارد ملكيا و ارتدى بيل الأزرق ؟

ماذا لو أصبح هازارد ملكيا و ارتدى بيل الأزرق ؟

** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي

بعد بداية متعثرة للريال في الليغا و أخرى  كارثية للبلوز في البريميرليغ تحدث الجميع عن الأجواء السلبية داخل الناديين و ضرورة تغييرها بتغيير المدربين و تمادى البعض إلى تغيير إدارتي الناديين خصوصا فلورنتينو بيريز، و لكن في الأسابيع الأخيرة تعالت الأصوات بتغيير أسلوب اللعب للفريقين في ظل تذبذب الأداء و عدم وصول الفرقتين إلى مرحلة الانسجام والانصهار الحقيقي كفريق.

بعيدا عن النواحي الدفاعية ، و بداية بالنادي الملكي الذي عانى الأمرين هجوميا في عديد المباريات هذا الموسم على الرغم من وجود ترسانة هجومية رفيعة المقام قادرة على الضرب من العمق و الإطراف، الضرب بالعرضيات أو الكرات الطولية بوجود رونالدو و بنزيما، و حتى التسديد من خارج المنطقة في ظل امتلاك جميع المهاجمين و لاعبي الوسط  - بلا استثناء- لهذه الخاصية . لكن عند التأمل بشكل أكثر عمقا سنجد ان هنالك مشكلة على مستوى التجديد ، فاغلب اللاعبين يمتلكون نفس الأسلوب تقريبا مع فارق الادوار الملعوبة ، فرونالدو يعتمد كثيرا على عنصر المباغتة و الانطلاق من الخلف للإمام و كذلك غاريث بيل  الذي يمثل الى حد كبير اللاعب الانجليزي التقليدي في اعتماده على سرعته و قوة تسديداته و امتلاكه رصيدا ليس بالمبهر ابدا من المهارات ، كذلك بنزيما تتجلى موهبته في التحرك في المساحات الخالية وخيمس رودريغيز يعتمد كثيرا على التمريرات الثنائية المتبادلة و تسديداته المباغتة و من النادر جدا مشاهدته يمر من لاعب في مواقف الواحد ضد واحد، و خيسي رودريغيز ليس إلا تقليدا –صينيا ربما- لكرستيانو رونالدو. ليست هذه أبدا بالصفات السيئة ، فكل واحد من هؤلاء النجوم قادر على قيادة فريق لوحده لكن وجودهم معا في فريق واحد يعني إن هذا الفريق لن يستطيع التنفس هجوميا دون وجود المساحات في ظل ضعفهم الواضح في التعامل مع المساحات الضيقة  كما رأينا مرارا و تكرارا في الديربي ضد اتلتيكو مدريد . ربما ايسكو هو الوحيد المختلف لكن بطئه الشديد يمنعه من التوغل بالكرة إلى مناطق أكثر بعدا و خطرا.

تتأكد لنا حاجة الريال للاعب قادر على الاستلام و التسليم بين غابة من السيقان، لاعب قادر على المراوغة و الانطلاق بالكرة في أضيق المساحات ،الأمر الذي يفسر لنا حصول فاسكويز على فرص أكثر من آخرين أعلى جودة منه، كونه يمثل التجديد المطلوب.  باختصار فان الريال في حاجة إلى دي ماريا آخر.

و في وجهة نظري فان من أهم أسباب تفوق البارسا على الريال في السنوات الماضية مقدرة اللاعب الكتلوني على التنفس بأريحية في أضيق المساحات والأسماء المطروحة ؟؟ هنالك الرائع كونوبليانكا ولكن مهلا فهنالك هازارد!.

على الجانب الآخر فان تشلسي يعاني حق المعاناة حتى اللحظة و يعيش موسما للنسيان ، و أذا تجاوزنا المشاكل الدفاعية فان الخط الأمامي يعيش أزمة حقيقة كون أسلوب اللعب أصبح كتابا مفتوحا للجميع ، و افتقاد الخط الأمامي للتجانس و أهم من كل ذلك افتقاره الواضح للحسم المطلوب أمام المرمى.

حتى بعد التحسن النسبي في الأسابيع الأخيرة ما زال الهجوم مرتكزا على التوغل عبر الأجنحة- هازارد و ويليان- الذي يتم بكل سلاسة مع إمكانياتهم الفردية العالية ، ثم بعد ذلك ينكشف  العجز الهجومي القاتل فلا يجد الجناح من يتمركز في مكان مناسب للتسجيل في ظل ابتعاد كوستا عن مستواه و تكالب المدافعين عليه في ظل عدم وجود دعم حقيقي من لاعبي المنتصف ، و نسبة لضعف فرصة التسجيل  يكتفي الجناح بإرسال عرضية يائسة ترتمي بسهولة بين المدافعين أو يعيد الكرة إلى الخلف في تدوير غير فعال و بلا أي خطورة تذكر.

حتى و إن استعاد كوستا مستواه فلا بد للنادي اللندني من خلق حلول هجومية أخرى فقد ولى عهد الاعتماد التهديفي الكلي غلى اللاعب رقم 9 ، و اقتضت الكرة الحديثة وجود الجناح الهداف أو المهاجم الثاني (( اللاعب نصف الجناح و نصف المهاجم و بعضا من صانع الألعاب)) ، بعد فشل هازارد في امتلاك حساسية الشباك باعترافه شخصيا و توهان بيدرو حتى اللحظة فلا بد من اقتناء لاعب سريع لمسته قاتلة أمام المرمى ... تريد لاعبا بهذه المواصفات؟؟ غريزمان خيار ممتاز و لكن قبل ذلك يوجد غاريث بيل.

ثم ماذا أنا حدثت هذه الانتقالات.. فلنتخيل معا:

ابتداء بهازارد إن ارتدى  قميص الملكي  فغلى الأغلب سيتحول الفريق إلى ال4-4-2  بوجود بنزيما و خلفه بقليل رونالدو في الخط الأمامي ، خيميس كجناح ايمن مركزي و هازارد على الخط الأيسر. من أهم المكاسب سيكون تخلص البلجيكي من التركيز الإعلامي والضغوط  في المباريات الكبيرة التي فشل في التعامل معها مسبقا، و يتخلص أيضا من الانتقادات الموجهة لضعفه التهديفي في وجود رونالدو و بنزيما.

أيضا رونالدو  سيتفرغ للتسجيل بشكل اكبر و لن يضطر لتوزيع جهده على الأروقة كثيرا مع تقدمه في العمر و تقلص مهاراته الفردية نسبيا. هازارد يستطيع اللعب كجناح أيمن أو أيسر دون مشاكل مما يوفر خيارات أكثر للفريق عند وقوع إصابات وعند الحاجة الماسة لهدف في مباراة ما ، فقط تخيل معي جبهة مكونة من رونالدو و خلفه هازارد و بدعم من مارسيلو!! في المقابل سيتوجب على البلجيكي الالتزام بواجبات دفاعية أكثر بكثير من التي يقوم بها حاليا.

بيل بالقميص الأزرق.. بالنسبة للاعب فانه سيتخلص من مساحات اللا ليغا الخانقة و يستطيع إن يسرح و يمرح في المساحات الشاسعة التي يكفلها له البريمير ليغ ، و يستغل أهم أسلحته المتمثلة  بالتسديد و الانطلاقات الصاروخية خلف المهاجم أو على الرواقين – أو الهروب كما يحلو للبعض – بشكل امثل. 

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا