برعاية

لا ديربي في القصيم

لا ديربي في القصيم

أول مباراة شاهدتها للتعاون والرائد كانت في ليلة ماطرة مطلع التسعينيات، كان فيها أي شيء إلا كرة القدم، مواجهة ضعيفة تبعث على التثاؤب والاسترخاء في كل مكوناتها، رغم الصخب الكبير الذي سبقها واسترعى اهتمامي لمشاهدتها.

.. استمرت محاولات بعض الزملاء الصحافيين المنحدرين عن منطقة القصيم في محاولات إنعاش هذه المواجهة إعلاميا وإدراجها في قائمة الديربيات بالمقالات والتغطيات والتصريحات، كانت محاولات حثيثة ويائسة أشبه بمحاولات إعادة قتيل إلى الحياة.

.. أتفهم حماسة الزملاء الإعلاميين القصيميين في محاولة تصدير هذه المواجهة إلى الصفوف الأولى في المشهد الرياضي؛ وهو أمر يدفع كرة القدم في الإقليم المحلي إلى الأمام لكنها، فعلا لم تنجح حتى الآن، فلماذا؟

.. التعاون والرائد بقيا سنوات طويلة في الدرجة الأولى، أو صعود وهبوط بين الدرجتين، ولذلك لم يكن ممكنا أن يعلق عليهما أهالي المنطقة ذات الكثافة السكانية التي تمثل وحدها 5 في المائة من أجمالي سكان البلاد، أي طموحات في كتابة عنوان رئيس لكرة القدم هناك، وأثر ذلك في تحول الكثير من أهالي المنطقة إلى تشجيع أندية أخرى في الممتاز لا تنتمي لأي من مدن الإقليم الذي يحتل وحده أيضا 4 في المائة من المساحة الإجمالية لبلادنا، يظهر ذلك بوضوح عندما يلعب الهلال والنصر قطبا العاصمة أمام التعاون والرائد، حيث يتملك التردد أغلب أهالي المنطقة، من يشجعون؟ سكان الدار أم القلب؟

سبب آخر، مهم في تأخر تقدم ديربي بريدة أو القصيم إلى مكانه اللائق، وهو أن المجتمع المحلي هناك لم يكن محفزا كثيرا على ممارسة الرياضة، ولم تكن كرة القدم، تلقى رواجا لممارستها رسميا، فظل قطبا المدينة دون تقدم واضح في مستواهما الفني بسبب ندرة المواهب، حتى بدأ الاحتراف وتحديدا مادته التي تفرض على الأندية تسجيل 30 لاعبا محليا، فكان الفريقان من أكثر المستفيدين منها بتسجيل ما يتعدى حاجة الأندية الكبيرة، وأصبح استيراد لاعبين من خارج المنطقة كفيل بإلغاء السبب الأخير.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا