برعاية

الجحود النصراوي

الجحود النصراوي

    في نادي النصر يمكن أن تتفق أو تختلف على كل الأمور فيه، غير أن ثمة حقيقتين لا يمكن الأخذ والرد فيهما، إذ تندرجان تحت بند المسلمات.

الحقيقة الأولى تتمحور حول الجمهور النصراوي الذي يمثل ظاهرة لا شبيه لها ليس محليًا بل حتى عالميًا، فهذا الجمهور الذي ذاق مرارة الإخفاقات وعذابات الحرمان ظل يكتب رواية وفاء بحبكة متخمة بالأحداث التي أفضت إلى نهاية هي أشبه بنهايات العشق الأسطوري.

الحقيقة الثانية تتمثل في رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي الذي يسجل له التاريخ النصراوي بأنه باني النصر الحديث وصانع أمجاده في حقبته الحديثة بعد اعوام عاش فيها في غياهب الإحباط المتتالي، ومتاهات الإذلال الموسمي.

تلكما الحقيقتان المسلم بهما تتقاطعان اليوم بل وتتشابكان بطريقة تعقد معهما المشهد النصراوي المأزوم في ظل النتائج المخيبة للفريق في منافساته في الدوري الذي دخله كبطل لموسمين متتاليين يشهدان على ما أحدثه الرئيس من انقلاب على الواقع السيئ في سنوات الضياع.

التشابك بين مُسلّمة الجمهور ومُسلّمة الرئيس تكمن في الأصوات التي ظلت تلاحق الأخير عند كل كبوة للفريق هذا الموسم مطالبة بنفض يديه عن الفريق والرحيل عن النادي، وهي أصوات نشاز يعزف على أوتارها محرضون ظلت السنوات والأحداث والمواقف تكشف مخططاتهم مع تقلب الأحوال حتى مع ارتقاء النصر لقمة التميز، ما يؤكد على أن المطلوب من ذاك الصخب ليس مصلحة النصر بل الانتصار للمخطط القديم الجديد.

ليس ثمة خلاف بأن النصر يعيش حالة هبوط حاد في مستوياته ونتائجه، لكن ما لا خلاف عليه هو أن المطالبة باستقالة الرئيس استغلال مفضوح لهذا الهبوط لتنفيذ أجندة الإطاحة بالرئيس الذي فشلت صيحات الاستهجان في المدرجات، والتجمهرات عند بوابة النادي، والبطاقات الحمراء المرفوعة في اعوام مضت في إسقاطه، وهم بذلك يريدون إعادة إحياء مخططهم القديم.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا