برعاية

يورو تكتيكس : الداهية شوبيرت يقدم درساً بكيفية مواجهة بايرن ميونيخ ومونشنغلادباخ يندم على ماضيه

يورو تكتيكس : الداهية شوبيرت يقدم درساً بكيفية مواجهة بايرن ميونيخ ومونشنغلادباخ يندم على ماضيه

أوقف بوروسيا مونشنغلادباخ سلسلة تألق بايرن وأجبره على تلقي الهزيمة المحلية الأولى هذا الموسم وملحقاً به الهزيمة الثانية على التوالي من خلال المواجهات المباشرة أما شوبيرت فنجح بجدارة بالاختبار الأصعب واستمر لعاشر أسبوع دون هزيمة.

شوبيرت اختار تغيير تكتيك فريقه كرمى لعيون مواجهة بايرن فزج بنوردفايت وكريستيانسين وإيلفيدي كثلاثي في عمق الدفاع وأعطى جونسون المزيد من الأدوار الهجومية إلى جانب رافاييل خلف شتيندل الذي تحول من اللعب كارتكاز بداية الموسم إلى مركز رأس الحربة الصريح علماً أن هذه المرة هي الأولى التي يلعب فيها غلادباخ بثلاثي في قلب الدفاع هذا الموسم ، أما تشكيلة بايرن فلم تخرج عن حدود التوقعات فلعب بيب بكومان ومولر خلف ليفا واعتمد على رافينيا كظهير أيسر بظل غياب بيرنات وألابا وأعاد مارتينيز للمشاركة في الوسط للمرة الأولى هذا الموسم.

الدقائق الأولى كشفت سريعاً سر تغييرات شوبيرت فتشكيلة بايرن المتوقعة جعلت مدرب المهور يفكر بطريقة تناسب ثلاثي بافاريا الهجومي وبالتالي أعطى إيلفيدي مهمة رقابة كومان مهما تغيرت وجهته أما كريستيانسين فتولى مهمة إيقاف ليفا بظل قدرات المدافع الدنماركي الشاب على الحركة وطول قامته.

بداية المباراة أوحت للجميع أن شوبيرت لبس ثوب فافري حيث اختار المدرب رص صفوفه بالخلف متخلياً عن الأسلوب الهجومي الذي خلقه مع الفريق منذ تولي قيادته ولحوالي 22 دقيقة بقي بايرن تحت رحمة ضغط بايرن ، وأبرز ما عانى منه أصحاب الأرض كان صعوبة إخراج الكرة للأمام فبظل الضغط العالي الناجح لبايرن تاهت الكرات البيضاء ليبدأ فريق بيب بالضغط على خصمه الذي استعان بقدراته الدفاعية تارة وبتألق الحارس سومر الذي يقدم موسماً استثنائياً ، أما بيب وبظل شعوره بتقيد الثلاثي الهجومي طلب من رافينيا وفيدال المزيد من الأدوار والتحركات الهجومية لمغالطة منظومة الخصم الدفاعية لكن هذه الطريقة لم تؤدي بالأحمر إلى الهدف.

نهاية الربع الأول من المباراة شهدت على إيجاد المهور لنقطة الضعف التي من الممكن استغلالها في دفاع بايرن فالاعتماد على شتيندل من خلال الكرات الطويلة وإعطاء داهود المزيد من الأدوار الهجومية ومن خلال هاتين الثغرتين أجبر غلادباخ بايرن على العودة للخلف والتخلي عن الضغط العالي خوفاً من استثمار شتيندل وسرعة رافاييل لخلق المرتدات وهو ما حول المباراة من وضعية استحواذ بايرن لوضعية التكافؤ من حيث الاستحواذ ومع فقدان الضيف لأسلوبه غابت الفرص وبات سومر يشعر بالمزيد من الراحة أما أبرز ما ميز هجمات المهور فتمثل بالتركيز العالي والتنويع ما بين اللعب على الأطراف أو العمق لكن الفريق لم يتمكن من استثمار ما أتيح له لينتهي الشوط الأول على التعادل.

بايرن بحصيلة الشوط الأول وصل لأدنى نسب استحواذه هذا الموسم واكتفى بنسبة 57% وخلق فريق بيب 12 فرصة للتسجيل مقابل 7 فرص لرافاييل وزملائه وهو ما أعطى غلادباخ المزيد من الثقة بإمكانياته.

مع بداية الشوط الثاني استمر منحى غلادباخ بالصعود ومنحى بايرن بالهبوط وأزمة نهاية الشوط الأول التي لم يجد لها بيب حلاً تفاقمت سريعاً حيث اختار شوبيرت تحرير فيندت وكورب من الالتزام الدفاعي وهو ما لم يفهمه بيب إلا حين انطلق فيندت مستغلاً تقدم رافينيا المبالغ به وبظل تألق لاعبي المهور بالكرات القصيرة والسريعة بمنطقة الخصم تعطلت المنظومة الدفاعية لبايرن وتجمدت أمام افتتاح فيندت للتسجيل.

الهدف الأول كان مهماً للغاية بالنسبة لأصحاب الأرض فانفجار المدرجات وتغير الحالة المعنوية للفريقين سهل كثيراً من مهمة فريق شوبيرت والأهم هو عدم رضوخ الفريق للعودة للخلف فخلق المهور 4 فرص محققة للتسجيل خلال 14 دقيقة واستثمروا نصفها ، أما السر فارتبط بتفكير بايرن بالخروج من مناطقه وهو ما كان ينتظره شوبيرت لإعطاء التعليمات للعب الكرات الطويلة التي عاقبت بايرن سريعاً بتلقيه ثلاثة أهداف.

ردة فعل بيب أوحت بمدى صعوبة الموقف الذي عاشه حيث اختار المدرب المجازفة فاختار إخراج ألونسو والزج برودة وإشراك ريبيري الذي لم يكن جاهزاً للمشاركة حيث حاول مدرب بايرن إرباك تمركز لاعبي غلادباخ من خلال تحويل كومان للجهة اليمنى ونقل مولر للعب كرأس حربة ، ومن خلال اعتماد لاعبي بايرن بشكل مطلق على ريبيري يمكن القول أن الضيوف شعروا بالعجز أمام تنظيم غلادباخ الدفاعي واستعانوا بصاحب الخبرة الذي استقبل بينية فيدال وسجل هدفاً بأول مشاركة له مع بايرن منذ حوالي تسعة أشهر.

تغييرات شوبيرت وتصرفاته بعد تقليص الفارق تظهر مقدار الوعي التكتيكي الذي يملكه هذا المدرب حيث رفض مدرب المهور العودة للخلف بل عزز وسطه بشولز مكان داهود قبل أن يشرك صاحبي الطبع الهجومي هازارد ودرميتش مكان رافاييل وشتيندل فارضاً على بايرن بذل جهد من أجل الحصول على الكرة والتقدم للأمام وهو ما أراح سومر من ضغط منتظر بالدقائق الأخيرة.

بحصيلة المواجهة يمكن القول أن شوبيرت تمكن من تعطيل المفاتيح الهجومية لبايرن بمعظم مراحل المواجهة ومن خلال الكرات الطويلة وسرعة لاعبي المهور وقدراتهم على تناقل الكرات السريعة نجح المدرب بخلق الكثير من الخطورة على مرمى نوير وما توقعه بيب عن غلادباخ هجومي حدث بدقة لـ68 دقيقة تقريباً لكن الإسباني لم يتمكن من التعامل مع توقعه كما يجب وانقاد للهزيمة عكس شوبيرت الذي نجح بتوقع ما سيقدمه بايرن وكسب الرهان.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا