بعد الهزيمة أمام السينغال:الكنزاري حوّل المنتخب إلى ملك خاص والجامعة في قمّة الغضـــب

بعد الهزيمة أمام السينغال:الكنزاري حوّل المنتخب إلى ملك خاص والجامعة في قمّة الغضـــب

منذ 8 سنوات

بعد الهزيمة أمام السينغال:الكنزاري حوّل المنتخب إلى ملك خاص والجامعة في قمّة الغضـــب

كنا على يقين بأن المواجهة «الثأرية» بين «نسور قرطاج» و«الأسود» السينغالية في «داكار» ستكون صعبة على منتخب ماهر الكنزاري ونزار خنفير لعدّة اعتبارات موضوعية، لكن لا أحد توقع أن نسقط في ملعب «سانغور» بتلك الطريقة الغريبة و«المذلة».

ومن المعلوم أن منتخب «أسود التيرانغا» دخل اللقاء بأسبقية تاريخية على فريقنا الوطني بحكم أن أشبال السينغال، كانوا قد سلبوا منّا حلم الأولمبياد أثناء التصفيات المؤهلة لألعاب عاصمة الضباب في 2012. كما أن الفريق السينغالي يعلب أمام جمهوره وداخل قواعده وهو ما يمنحنه شحنة اضافية للتألق في «كان» أقل من 23 عاما المؤهلة للألعاب الأولمبية في البرازيل سنة 2016. ويتمتع المحليون بمؤهلات فنية، وبدنية كبيرة وهو ما برهنوا عنه في الجولة الافتتاحية أمام جنوب افريقيا، حيث انتصر السينغاليون بثلاثية كاملة في فريق «الأولاد».

انتصر منتخبنا الوطني في الجولة الافتتاحية من منافسات المجموعة الأولى على «الرصاصات النحاسية» (زمبيا) بشق الأنفس. وكنا قد أشرنا إلى أن الاطار الفني للـ«نسور الصّغار» بقيادة ماهر الكنزاري ونزار خنفير على وعي تام بأن ممثل الخضراء في «كان» الشبان لعب بالنار، وأنه لا مفر من تعديل الأوتار لتجاوز عقبة السينغاليين بسلام. وقد قام قائدا السفينة التونسية في العاصمة السينغالية بالتحويرات والتعديلات اللازمة من وجهة نظرهما. وكان الدفاع الهاجس الأكبر في لقاء «أسود التيرانغا». ومن الواضح أن التركيز انصب على توفير الصلابة المنشودة في المنطقة الخلفية، وهو ما أكدته التشكيلة المثالية التي اختارها الكنزاري بالتنسيق مع رفيقه «المطيع « نزار خنفير. وكدّس الكنزاري أكبر عدد ممكن من المدافعين في الخط الورائي، حيث راهن على ثلاثة لاعبين في المحور وهم المشاني وكشك ومرياح، ويساندهم كشريدة والعابدي في المعاضدة الدفاعية على أن يكون لهذا الثنائي بعض «الاسهامات» في الهجوم. وزجّ الكنزاري بجزيري الافريقي لاستغلال حركيته وسرعته أثناء الهجومات المعاكسة. و تخلى في المقابل عن جويني الترجي وهو صاحب ثنائية الفوز في المباراة الأولى أمام زمبيا. ويؤكد هذا التوجه بما لا يدع مجالا للشك عدم رغبة الاطار الفني التونسي في صناعة اللّعب، وفرض ألوان تونس على السينغاليين كما حصل في اللّقاء الأول ضدّ الزمبيين. بالمختصر المفيد خطط الكنزاري لأمرين لا ثالث لهما: الأول النجاح في سدّ كل المنافذ المؤدية إلى مرمى بن حسن، واقامة «جدار اسمنتي» يصعب اختراقه، والهدف الثاني هو «سرقة» هدف يتيم قد يأتي عبر الكرات الثابتة أوالمجهودات الفردية لبعض عناصر منتخبنا مثل الرجايبي أو بقير أو الجزيري...لم تمض على انطلاق اللقاء سوى تسع دقائق حتى سقطت خطة الكنزاري في الماء. ووقع حارس «النسور الصغار» صبري بن حسن في نفس الخطأ تقريبا الذي كان قد ارتكبه فريقنا في اللقاء الأول أمام الزمبيين. وتلقت شباكنا هدفا عجيبا (وليس غريبا على بعض حراسنا) من منتصف الميدان عن طريق «ديديو» الذي لم يصدق نفسه بأنه عانق الشباك بتلك الطريقة الرائعة و»الغريبة». وكان فريقنا قد تلقى هدفا مماثلا تقريبا في المباراة الأولى ضد زمبيا.

لم يحسن المنتخب الوطني التعامل مع الدقائق الأولى من اللقاء الأول أمام زمبيا، عندما تلقت شباكنا هدف التعادل في غمرة الفرحة التونسية بهدف السبق عن طريق الجويني في الدقيقة الرابعة من الشوط الأول. وتكرر السيناريو ذاته أمام السينغال حيث اهتزت شباك بن حسن منذ الدقيقة التاسعة، وهو ما بعثر أوراق الاطار الفني الذي كان يخطط لكسب «معركة» الوقت، وفرض التعادل على السينغال لأطول فترة ممكنة، وادخاله في دوامة الشك، وامتصاص الضغط الجماهيري المسلط على «النسور» من قبل المحليين. ومن الواضح أن فريقنا يواجه اشكالا كبيرا يتمثل في غياب التركيز بدليل أن اثنين من الأهداف الثلاثة المسجلة في شباكنا جاءت في توقيت مبكر. كما جاء الهدف الثالث في اللحظات الأخيرة من لقاء السينغال (دق85). والغريب في الأمر أن الهدف الثاني للسينغاليين كان «مذلا» لفريقنا، بحكم أنه سجّل وسط بهتة سبعة من لاعبي الـ«نسور» الذين سقط بعضهم على أرضية الميدان شأنهم شأن حارسهم بن حسن في محاولة يائسة للتصدي للـ»الأسود» التي «افترست» مرّة أخرى «نسورنا». وعبرت على حسابنا إلى المربع الذهبي من «كان» الشبان.

هل درس الاطار الفني للمنتخب الوطني جيدا المنافس؟ قفز هذا السؤال المحير إلى الأذهان ونحن نتابع عملية الهدف الثاني للسينغاليين عن طريق «ديالو»، ذلك أن الهدف السينغالي صنعه «سار» و«ابراهيما» وهما من العناصر الذين لعبوا دورا حاسما في مباراة الجولة الأولى أمام جنوب افريقيا. وكان من المفترض أن يكون الاطار الفني للـ«نسور» على دراية تامة بمفاتيح قوة الخصم. نقول هذا الكلام بالنظر إلى التقاليد التي اكتسبناها على مستوى متابعة وتقييم المنافسين سواء على صعيد المنتخبات أوالجمعيات التي أصبح البعض منها متعاقدا مع شركات مختصة في هذا الميدان.

في ظل الانشغال الكبير لماهر وخنفير بالدفاع - وهو سبب الأوجاع في «النسور» «الكبار» و»الصّغار» - انتظر الجمهور أن يأخذ العناصر الموهوبون على عاتقهم مسؤولية الرجوع في النتيجة، والخروج على الأقل بأخف الأضرار من ملعب «سانغور» قياسا بمهاراتهم الفنية العالية، وارتفاع أسهمهم في سوق اللاعبين، واستحواذهم على اهتمام المحبين والإعلاميين. وكنا نعقد الأمل على «جوكار» «النسور» سعد بقير وآدم الرجايبي لإحداث الفارق لكن دون جدوى. وكان أداء هذا الثنائي (الذي كان حاسما في مواجهة المغرب في تونس أثناء التصفيات وأيضا في اللقاء الأول أمام الزمبيين في النهائيات) عاديا شأنهم في ذلك شأن بقية رفاقهم في كل الخطوط، وذلك باستثناء قلة قليلة حاولوا بكل طاقاتهم تقديم المطلوب مثل مرياح «السي .آس .آس» وعابدي الترجي وجزيري الافريقي...

الخبر من المصدر