برعاية

على هامش لقاء أورلاندو بيراتس ـ النجم:تكتيك البنزرتي والروح الجماعية وراء النتيجة الايجابية

على هامش لقاء أورلاندو بيراتس ـ النجم:تكتيك البنزرتي والروح الجماعية وراء النتيجة الايجابية

مرة أخرى يكون النجم الساحلي وفيا لسمعته كفريق لا يتعامل إلا مع النجاح، وفي ملعب «أورلاندو ستاديوم» بجوهانزبورغ أكد لأكبر المتشائمين أنه قادر على نسف الاحكام المسبقة... وقد كانت مباراته ضد أورلاندو بيراتس مثيرة فعلا للتخوفات فحجم المنافس وغياب حارسه الأول عن التشكيلة الى جانب حالة الارهاق البدني والذهني للمجموعة كلها عوامل شكلت مصدرا لكل هذه التخوفات لكن فوق الميدان كانت أرجل زملاء فرانك كوم «تتكلم» رجولة ومع كل لمسة كرة كنا نقف على هذه الخصلة وغيرها حيث أصبح النجم ينفرد بها كلما كان في مهمة خارج الوطن.

والحقيقة أن عوامل عديدة تضافرت لتفرز هذه النتيجة لعل أهمها الخبرة التي يتمتع بها ممثل كرة القدم التونسية على الصعيد القاري وما يتحلى به لاعبوه من قوة شخصية كما أننا لا نغفل عن ذكر الجانب التكتيكي حيث بدا واضحا أن المدرب فوزي البنزرتي قرأ جيدا المنافس ونجح في «خنقه»، كما يمكن أن نقف على حقيقة أخرى وهي أنه يحدث لفريق النجم أن يرتكب أخطاء ولكن عادة ما تكون فردية وهو ما يعني أن من نقاط قوة هذا الفريق الانسجام القائم بين لاعبيه وروح التضامن بينهم وهي ميزة تولدت عن روح المجموعة.

هذا الوصف ليس من قبيل المبالغة بالنظر الى الروح القتالية التي أظهرها الفريق في ذهاب هذا الدور النهائي حيث تمكن زملاء الرائع على الدوام محمد أمين بن عمر من خنق «القراصنة» في ملعبهم بالذات وهو المكان الذي كثيرا ما يشعر فيه الزائرون بالخوف والرهبة.

فريق جوهرة الساحل كسر ليلة أول أمس هذا الحاجز النفسي وفرض كلمته على المنافس وذلك بفضل «التكتيك» السليم لفوزي البنزرتي بعد أن اختار اللاعبين المناسبين في كل الخطوط التي كانت تتحرك في انسجام تام وهو ما تؤكده العمليات الهجومية التي تم بناؤها وفرص التهديف التي توفرت رغم غياب النجاعة المطلوبة.

النجم لم يحقق ما تحول لأجله بفضل الخطوط التكتيكية المحكمة فحسب بل أنه تخطى هذه العقبة بسلام اعتمادا على روح المجموعة حيث يساهم الجميع في التغطية الدفاعية بمن في ذلك اللاعبون الذين لهم نزعة هجومية والحقيقة أن هذا الامر لم يقتصر على أداء اللاعبين في الميدان بل أنه كان أحد الخيارات المهمة التي اتبعها فوزي البنزرتي أثناء التحضيرات حيث حرص على تقسيم الادوار بطريقة تضمن مشاركة مختلف الأطراف في الاعداد للمباراة.

النجاح التكتيكي في مباراة أول أمس لم يكن ليخلو من بعض الثغرات المتمثلة أساسا في تباعد الخطوط عن بعضها البعض بدليل أنه كلما تقلصت المسافة فيما بينها كان النجم أكثر خطورة على دفاع أورلاندو بيراتس. عامل آخر قد يكون حرم النجم الساحلي من العودة بالفوز وهو يتمثل أساسا في الدخول المتأخر للثنائي المهدي سعادة ودياغو أكوستا خاصة في ظل توفر المساحات في دفاع الفريق المحلي.

لئن عاد النجم بتعادل «واعد» من جوهانزبورغ فإن هذا لا يمنع من القول أنه أهدر فرصة ثمينة للعودة بالانتصار كما أسلفنا الذكر باعتبار السيطرة الميدانية النسبية التي فرضها. والحقيقة فقد تضافرت عدة عوامل لاجهاض ذلك يمكن أن نذكر منها الارهاق والاخطاء التحكيمية وعناد الكرة خاصة في المخالفة التي نفذها باتقان حمزة لحمر الا أن العارضة حرمته من هدف محقق.

حذار من «أورلاندو» في الاياب!

ستدور مقابلة الاياب بين النجم وأورلاندو بيراتس يوم الاحد القادم بالملعب الاولمبي بسوسة بداية من الساعة السابعة والنصف وسيكون ممثل كرة القدم التونسية في حاجة الى الاستعداد جيدا لهذه المواجهة التي قد تكون أصعب بكثير من لقاء الذهاب بحكم أن الفريق الضيف ليس لديه ما يخسر وسينزل بثقله الى مناطق النجم كما لا ننسى أن أورلاندو تمكن من الفوز في جل اللقاءات التي خاضها خارج ميدانه ولنا في فوزه على النادي الصفاقسي في الطيب المهيري وعلى الأهلي المصري في القاهرة أبلغ «درس» مما يعني أنه صعب المراس عندما يلعب خارج جنوب افريقيا.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا