مهزلة أخرى عن كرة القدم التونسية:تدليس في إمضاء الرابحي يقصيه من الملعب القابسي

يشهد المشهد الرياضي عموما في تونس بعد الثورة عديد الاخلالات وبصفة خاصة اللعبة الأكثر شعبية كرة القدم التي باتت أحد معاقل الفساد وحادت في عديد الاحيان عن اهدافها النبيلة ورسالتها الانسانية. المشهد الكروي في بلادنا اصبح اليوم يوصف بـ«بطولة العار» وذلك نتيجة كثرة الشبهات التي طالت خاصة كرة القدم. فكم سمعنا ذات موسم 2014 عن تلاعب بالنتائج وتسجيلات صوتية تدين لاعبين ومسؤولين وكم من مسؤول خرج « يتعنتر» خلال المواسم الماضية ليصف الجميع بالإرهابيين والمرتزقة وكم من مسؤول فضح ممارسات اكبر الهياكل الرياضية ووصفها بالمدعومة من ميليشيات تخدم اجنداتها... لكن رغم كل هذه الحقائق لم تقع عملية المحاسبة وتواصل السكوت «المريب» عن الاخطاء وهو ما أزم اكثر الوضعية.

ما جرنا للحديث عن هذه الاخلالات هو قضية لاعب موهوب وقع التلاعب بعقده دون علمه ليجد نفسه وسط «معمعة» من المشاكل لا ناقة له فيها ولا جمل. اتصل بنا السيد عبد السلام الرابحي من مدينة قابس ليسرد علينا قصة «دراماتيكية» عايشها رفقة ابنه عمر الرابحي المولود في 31 مارس 1994 بقابس وأمدنا بكل الوثائق التي توثق كلامه وتؤيد اتهاماته وهي بحوزتنا.

التحق اللاعب عمر الرابحي بالأصناف الشابة في الملعب القابسي وتدرب على يد اكبر المدربين على غرار المدرب شهاب الليلي وهو الذي طالب بإلحاقه بالفريق الاول وهو في سن 18 سنة وذلك في موسم 2013 – 2014. حيث يقول محدثنا « ابني عمر الرابحي لاعب موهوب وذلك بشهادة عديد المدربين على غرار الليلي وعبد الحي بن سلطانة وهو ما جعل فريقه الملعب القابسي يطلب الحاقه بالاكابر بعقد احتراف مدته خمس سنوات وذلك تحديدا في 23 ديسمبر 2013 والذي يتوال الى غاية نهاية جوان 2018. ونصّ العقد في بنوده على جميع المستحقات الخاصة باللاعب وهو ما اعتبره استحقاق له باعتبار الموهبة الكروية التي كانت تميزه».

يواصل والد عمر الرابحي سرده للاحداث حين تحوّل الحلم الى كابوس وذلك عندما طالبت هيئة الفريق برئاسة صابر الجماعي حسب محدثنا من اللاعب ان ينتقل على سبيل الاعارة الى فريق الدرجة الثالثة امل بوشمة وهو ما يتنافى مع القوانين المنظمة للعبة. فاللاعب المحترف لا يمكن اعارته الى فريق هاو الا بعد فسخ عقده اي ان يكون انتقاله حرّا. والد اللاعب اعلم مسؤولي الملعب القابسي ان الامر غير قانوني وهو ما جعل احد المسؤولين يرتكب المحظور حسب محدثنا الذي أكد حسب الوثائق التي امدنا بها وحسب ما صرّح به انه وقع فسخ عقد ابنه عمر الرابحي دون علمه ودون ان يوقع ابنه على اي وثيقة تثبت ذلك. السيد عبد السلام الرابحي اكد ان من قام بهذه العملية هو الكاتب العام للملعب القابسي مرسي بن رمضان وهو ما جعل محدثنا يتصل برئيس النادي صابر الجماعي لاستفساره عن الأمر بعد ان اعلمه فريق بوشمة ان انتقال ابنه من الملعب القابسي الى بوشمة كان انتقالا حرا وليس اعارة. من هنا بدات معاناة اللاعب ووالده الذي تكبد الخسائر وهو يلهث بين المسؤولين لفهم حقيقة ما حدث. ويضيف في السياق ذاته « طلب مني صابر الجماعي لملمة الموضوع وايجاد حلّ للمشكل وذلك بتنازل ابني عن قضية تدليس التوقيع الخاص به مقابل مبلغ مالي قيمته 5 الاف دينار وعقد جديد بثلاث سنوات مع الملعب القابسي وهو ما جعلني ارضخ لطلبه فقط خوفا من ضياع ابني في الزحام لابتعاده عن الرياضة والدخول في متاهات أخرى».