برعاية

كيف هدم بينتيز ما بناه أسلافه؟

كيف هدم بينتيز ما بناه أسلافه؟

كنت قد تحدثت في منشور سابق لي أن بينيتيز جاء ليهدم ما فعله مورينيو ومن بعده أنشيلوتي في إزالة العقدة النفسية التي تشكلت لدى ريال مدريد من برشلونة 2009 ، لينقض علي محبو البلوغرانا بكل ما يعتمل في نفوسهم من شماتة وسعادة فرحين برباعية فريقهم الأخيرة على الملكي الأبيض في عقر داره.

والآن بعد ما هدئت النفوس لنأخذ بعض الوقت لنتأمل وضع كلاسيكو الأرض في السنوات القليلة الماضية.

ما لايمكن نكرانه أن عقدة نفسية كبيرة تشكلت لدى الملكي الأبيض عقب تكبده عدة خسارات متتالية من برشلونة غوارديولا، آخرها كانت السداسية في البرنابيو، ومازاد الطين بلة هي الخماسية الشهيرة في أول كلاسيكو لمورينيو. لكن بعد ذلك استطاع مورينيو استيعاب الفجوة بين الفريقين فنياً وذهنياً منتزعاً بطولة الكأس من أحضان برشلونة نفسه، وبعد ذلك انتزع منه لقب الدوري اثر انتصاره في معقل الكتلان، والموسم الذي تلاه لم يستطع ميسي ورفاقه إلحاق أي هزيمة لكتيبة مورينيو وإن كان الأخير خرج خالي الوفاض من الألقاب في ذلك الموسم.

هنا كان علو كعب ريال مدريد على برشلونة في أسمى صوره إذ كان التفوق نفسياً قبل أن يكون فنياً، لتنعكس الآية ويظل هذا التفوق أهم انجازات مورينيو مع ريال مدريد، حيث يشير إليه السبيشل ون مراراً و تكراراً إذا ما أراد التأكيد على نجاح مهمته مع النادي الأبيض، فقد استطاع إيقاف أقوى نسخة لبرشلونة، وهذا ما يجعل جماهير ريال مدريد تحن إليه من الحين للآخر، فاتحين له أبواب البرنابيو مستقبلاً إذا ما أراد العودة.

ثم جاء رجل السلام أنشيلوتي، الذي وإن خسر بعض مواجهات الكلاسيكو في عامه الأول، إلا أنه استطاع هزيمته في نهائي الكأس مع غياب رونالدو، كما أن الريال كان يقدم في كل مواجهاته أداءاً فنياً راقياً، وأدى ذلك إلى عودة التفوق الملكي على نظريه الكتلوني في موسم الإيطالي الثاني، حيث ألحق خسارتين لكتيبة أنريكي مقابل خسارة وحيدة تفوق فيها رجال أنشيلوتي من ناحية الفرص والأداء بدون الحسم أمام المرمى، الذي كان من نصيب قناصي الـMSN.

ثم جاء بينيتيز، ليخسر الكلاسيكو الأول له كما اعتاد مدربو ريال مدريد في سنواتهم الأخيرة، المشكلة هنا ليست في الخسارة بحد ذاتها فهي واردة بكل الأحوال، لكن بأداء الفريق مع الخسارة الذي لم يتكرر منذ خماسية مورينيو ، وإن كان الأخير لديه من الأعذار مايكفيه حيث كان يواجه أقوى نسخة لبرشلونة مقابل نسخة حديثة التكوين غير مستقرة لمدريد، أما الأسباني بينيتيز؛ فيمتلك بين يديه تشكيلة كانت مستقرة مع أنشيلوتي استطاعت الحصول على 22 انتصار متتالي ولم يهزمها سوى الإصابات التي دمرت موسمه الأخير، مقابل تشكيلة مرقعة لبرشلونة بدون نجم نجومها ميسي مع حدوث إصابة مفاجئة لأحد عناصرها المهمة ماسكيرانو، تشكيلة سبق وأن خسرت بالرباعية أكثر من مرة هذا الموسم بالذات، ولم تتفوق على كتيبة المدريدي سوى بالعامل النفسي والألفة بين عناصرها، أما بينيتيز فقد تفنن في زعزعة أركان الBBC  منذ يومه الأول كأنه أخذ على عاتقه مسؤولية تدمير هذا الثلاثي وإيجاد آخر بديل، بدءاً من تصادمه الغير مبرر مع رونالدو وإثارة الخلاف بينه وبين بيل حول هوية النجم الأول للملكي، واضعاً رهانه كله على فتى لم ينجح باثبات نفسه بعد، رافضاً في أكثر من حوار التسليم لنجم الفريق الأول سواء بالتصريح أنه أفضل من دربه أو بأحقيته أن يكون أهم لاعب لديه، ثم البدء بالعمل على تكوين مدريد دفاعي ثم يتنازل عن مبادئه عند أول اصطدام مع الجماهير ويزج بالتشكيلة التي طالبوه بها؛ تشكيلة أنشيلوتي الموسم الماضي لكن بالشكل بدون الجوهر، فجاءت خالية من توازنها أو قوتها الهجومية، بوضعه الأسماء بدون اعتبار لجاهزيتها النفسية أو البدنية أو غيابها عن اللعب في تشكيلة واحدة منذ بداية الموسم!.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا