اتحاد الكرة.. الذاكرة لاتحتفظ إلا بالإخفاقات

اتحاد الكرة.. الذاكرة لاتحتفظ إلا بالإخفاقات

منذ 8 سنوات

اتحاد الكرة.. الذاكرة لاتحتفظ إلا بالإخفاقات

    لم يعد امام الشارع الرياضي السعودي في ظل الفوضى الراهنة التي تعيشها رياضة الوطن والوعد التي ذهبت ادراج الرياح الا الصبر والاحتساب إلى حين انتخابات اتحاد الكرة المقبلة على أمل تحسين الصورة وانتقاء الاشخاص الذين يأخذون بيد "الكرة الخضراء" إلى مرفئ النجاح، ودائرة التخطيط وشاطئ العمل المميز، أما من يعيش الآمال ويسوق الأمنيات على الاتحاد الحالي فهو كمن ينفخ في قربة مثقوبة، والدليل التجارب العديدة التي خاضها هذا الاتحاد وأخفق فيها، حتى انهالت عليها الانتقادات وتواصل ضده الهجوم من مختلف الأندية والإعلاميين وبعض الاعضاء عقب أن انكشف الضعف ونفد الصبر وغابت كل الحلول، ونتيجة لهذا الضعف، وسوء العمل، واللجوء إلى اسلوب التهدئة على طريقة (كلن يصلح سيارته) ضاعت الطاسة وتوترت الاجواء وغابت الحقيقة، واستعصى اتخاذ القرار الصحيح.

هناك من يريد من اتحاد الكرة المنتخب أن ينحاز وفق تكتلات واحزاب بين ناخب ومنتخب، وتلك ثقافة من يظن أن تصويته يعني القبض والهيمنة على صاحب القرار وتطويعه وفق مصالح خاصة، غير مدركين أن انتخاب شخص ما أو مجموعة اشخاص تعني اختيار الافضل والاكفاء والقادر على الانصاف والاقتناع ببرامجه وتحمله المسؤولية لتنفيذها بعيداً عن المجاملات وخشية التكتلات ضده في الانتخابات المقبلة، هذا التصرف لا يقدم عليه الا الضعفاء الذين يرون أن الوصول الى المنصب او التشبث فيه لا يمر الا من خلال قنوات (شد لي واقطع) وتجميع الاصوات على طريقة "الفزعة". في الدول المتقدمة يتكتلون وينتخبون ويتقاسمون المناصب وعضوية اللجان، وهذا هو الصحيح، ولكن ليس من أجل تقديم شخص ضعيف وتأخير آخر قوي، وترسيخ مفهوم أن العلاقة وحدها كفيلة بانتخاب الاشخاص وابعاد آخرين عن القائمة، إنما من أجل المشاركة في تقديم منتج صالح يعود بالنفع على الجميع، ويحاكي في واقعه وتفاصيله طموحات الجميع وتطبيق العدل والمساواة من دون الرضوخ لقناعات وتأثيرات الآخرين، من يقول: إن الاتحاد الحالي نجح او أنه وضعنا على سلم الانتخابات، والديمقراطية لأول مرة وتلك تجربة كافية، فهو يخالف ما يراه الجميع ويتجاهل الواقع ويضرب بالحقيقة عرض الحائط، أي ديمقراطية؟ والتهديدات والانذارت تصدر من هنا وهناك فينحاز لها، أي شفافية والرئيس والاعضاء يغرقون في ملف القضايا العالقة من دون حلول، أي مساواة والكبار يهيمنون، والصغار في مشاكلهم يغرقون؟.، ما تحقق هو تكتل على طريقة (تحقيق المصالح الذاتية) والابتعاد عن المصالح العامة التي تخدم الجميع، واقرب الامثلة القضايا التي يكتسيها الغبار في ادراج هذا الاتحاد ورسوبه المتكرر في حسمها، خذوا مثال قضايا فاحت منها رائحة الاتهامات بالفساد والرشاوى، منها قضية لاعب الدرعية ورئيس نادي القادسية يومها اعلن الاتحاد عن تشكيل لجنة قبل عام وحتى الآن لم تر نتائجها النور، ثم تصريح (فساد.. فساد.. فساد) على لسان رئيس نادي الاتحاد ابراهيم البلوي، وقضية سعيد المولد وعبدالله البرقان وخالد شكري، واتحاد الكرة والاهلي والتي شكل الطرف الخصم لجنة لحلها، والنتيجة لا أحد يعلم، فالخصم هو الحكم، والحكم يريد ان تكون القرارات لصالحة.

في قضية مباراة المنتخب السعودي ونظيره الفلسطيني في تصفيات كأس العالم وكأس آسيا، لم يعد علينا التمثيل القاري والعلاقات التي يدعيها الرئيس والاعضاء ب(الفيفا) بأي فائدة حتى نفد صبر المسؤول الأول عن الرياضة السعودية الأمير عبدالله بن مساعد وخرج اكثر من مرة بالتأكيد على أن الممثلين السعوديين في الاتحادات القارية ليسوا على مايرام، وحتى نبصم بالعشرة على فشل هذا الاتحاد، تدخل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد في قضية نقل مباراة "الأخضر" وفلسطين عندما رأى أن الأمور استعصت والمفاوضات تعقدت، وأنه لا مناص من خوض المباراة في رام الله بقرار من (الفيفا) الذي أيد نقلها سابقا خارج الاراضي الفلسطينية، ولاة الأمر ربما يتدخلون مرة او مرتين في القضايا الرياضية الشائكة ولكن ليس كل وقت لأن لديهم قضايا هامة وكبيرة جداً والاتحاد او رعاية الشباب او الجهات المعنية لم يتم اختيارها وتنصيبها عبثاً.

الخبر من المصدر