كيف تحولت ملاعب أوروبا من "مرحبا باللاجئين" إلى بؤرة هجمات إرهابية

كيف تحولت ملاعب أوروبا من "مرحبا باللاجئين" إلى بؤرة هجمات إرهابية

منذ 8 سنوات

كيف تحولت ملاعب أوروبا من "مرحبا باللاجئين" إلى بؤرة هجمات إرهابية

"نرحب باللاجئين إلى البلاد التى رعت الحرب"

لافتات رفعها أنصار فريق ديبورتيفو ألافيش الإسباني الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية ستسهل عليك كثيرا فهم ما سيذكر في السطور اللاحقة.

عانى اللاجئون أثناء هربهم من سوريا نحو دول الاتحاد الأوروبي، خاصة في دولة المجر التي أساءت معاملتهم كثيرا ومن هنا بدأ كل شيء.

كانت البداية في ملاعب كرة القدم الألمانية التي رحب أنديتها وجماهيرها على مستوى الدرجة الأولى والدرجات الأدنى باللاجئين في المدرجات، بل وتطور الأمر أيضا إلى توجيه بعض الرسائل السياسية إلى حكومات أوروبا كما حدث من جماهير بايرن ميونيخ "ضد إفلاس اليونان وضد الاستقواء على اللاجئين.

تكمن المشكلة دائما في العنصرية".

مبادرة أشادت بها الصحافة العالمية والعربية بالطبع، كما تبعها ترحيب كبير من جماهير إنجلترا، إسبانيا، فرنسا، قبرص، إيطاليا، اسكتلندا وغيرها في ملاعب الكرة، بينما أغلقت نفس الملاعب أبوابها في شرق أوروبا أمامهم ليظهر وجه كرة القدم القبيح بقيادة بولندا والمجر، بل وقادت حملة مضادة ظهر منها بعض الرسائل العنصرية مثل "نحن لا نريدكم في بلادنا" "اوقفوا أسلمة بولندا" "لا للمهاجرين المسلمين".

كل ما سبق ذكره يبقى طبيعيا إذا كانت من المتابعين للكرة وجماهيرها في شرق أوروبا المعروفين دوما باتجاهاتهم اليمينية المتطرفة، بينما لم يطغى ذلك على حملة الترحيب باللاجئين في ألمانيا وجيرانها من دول أوروبا أيضا.

نستخلص مما سبق أن جماهير الكرة كانت سباقة في استقبالها للاجئين، سرقت الأضواء من الجميع بمن فيهم السياسيين والدبلوماسيين وأصحاب المناصب في مشهد يعبر عن التضامن ونبذ العنصرية وهو جوهر كرة القدم الحقيقي.

ولكن، كيف تبدل كل هذا في أقل من 60 يوما؟

14 نوفمبر 2015.. التاريخ المحدد لمباراة ودية بين منتخبي فرنسا (صاحب الأرض) مع نظيره الألماني على استاد دو فرانس الشهير بالعاصمة باريس، وهو تاريخ يتذكره الجميع ويدرك تماما دلالته وتأثيره على ملاعب كرة القدم بل تخطى الأمر ذلك بكثير.

"هناك تهديد بوجود قنبلة. تم تطويق الفندق، كما تم إجلاء جميع النزلاء"

اوليفر بيرهوف مدير المنتخب الألماني، صباح الرابع عشر من نوفمبر.

"الشرطة الفرنسية أخبرتنا بوصول تهديد بوجود قنبلة من مجهول. قررنا جميعا الرحيل عن الفندق مباشرة بالطبع".

هندريك جروس مسؤول الاتحاد الألماني، صباح الرابع عشر من نوفمبر.

*مقتل حوالي 140 شخصا في سلسلة حوادث إطلاق نار وتفجيرات في قلب العاصمة الفرنسية.

مركز فنون باتاكلون، المنطقة الـ 11، اُحتجز رهائن.

مطعم لوكارلون في المنطقة الـ 18 ، هجوم بالأسلحة النارية.

مطعم لو بتيت كامبودج في المنطقة الـ10، هجوم بالأسلحة النارية.

لا بيل إيكوييب في المنطقة الـ 11، هجوم بالأسلحة النارية.

قرب ستاد دي فرانس حيث كانت تقام مباراة كرة قدم ودية بين فرنسا وألمانيا، شمال باريس، تفجير انتحاري، حسب تقارير والذي كان شرارة الهجوم على العاصمة باريس.

يوم أسود في تاريخ كرة القدم وفرنسا بشكل عام.

لم يمر 5 أيام حتى.. وعادت الأمور لتسوء من جديد!

17 نوفمبر.. التاريخ المحدد لوديتي بلجيكا ضد إسبانيا وألمانيا ضد هولندا.. كلا المباراتين تم إلغائها.

الخبر من المصدر