برعاية

لماذا تغيب شمس إنجلترا في البطولات الكبرى ؟!

لماذا تغيب شمس إنجلترا في البطولات الكبرى ؟!

** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

نجح المنتخب الإنجليزي في التأهل بجدارة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية، التي ستقام بفرنسا العام المقبل، وذلك بعد أن تمكن من تحقيق العلامة الكاملة محققاً 10 إنتصارات من 10 مباريات.

لكن التأهل للبطولات الكبرى لا يمثل مشكلة إطلاقاً للإنجليز في السنوات الأخيرة اللهم عدم تأهلهم ليورو 2008، بعد نكسة الهزيمة في ويمبلي علي يد كرواتيا بيليتش، فالإنجليز دوماً أول المتأهلين ومن أوائل المغادرين، وهو الأمر الذي يمثل لغزاً كبيراً، سواء لمتابعي الساحرة المستديرة عموماً أو محبي منتخب الأسود الثلاثة بشكل خاص.. فكيف لا يكون ذلك بمثابة اللغز الكبير! وهذه الإنتكاسات تأتي رغم إمتلاك إنجلترا لأقوى دوري بالعالم وهو "البريميرليج" ومع تواجد عديد النجوم من أمثال جيرارد ولامبارد وأوين وروني وهارجريفز وتيري وفيرديناند وكاراجير وأشلي كول والأخوين نيفيل، وغيرهم !

دولة مهد كرة القدم لا تملك في رصيدها سوى لقب وحيد لكأس العالم، وهو الذى تحقق منذ زمن بعيد عام 1966، بفضل ثلاثية تاريخية لـ "جيف هيرست"، واحد منها غير صحيح وأسس لعداوة تاريخية لا تزال قائمة حتى الآن بين الإنجليز والألمان.

ياترى ما هو السبب في إنتكاسات المنتخب الإنجليزي ولماذا تغيب شمس إنجلترا في البطولات الكبرى ؟

 سؤال لطالما شغل بال الكثيرين، وسأحاول في هذا المقال أن أجيب على هذا السؤال المُحير، وأن أقدم في السطور التالية أطروحة بسيطة لعلها تساعد في فهم هذه المُعضلة الكروية.

فكثيراً ما سبب الإعلام الإنجليزي مشاكل كبيرة للمنتخب، ولطالما مارست الصحافة الإنجليزية ضغوطاً علي المنتخب ومدربه، وفي أحيان أخرى محاولة الضغط لفرض لاعبين بعينهم على التشكيلة.

إهتمام بعض وسائل الإعلام بالفضائح وتسليط الضوء علي مثل هذه الأمور، ولنا في قضية جون تيري نجم تشيلسي العبرة، والتي إنتهت بإعتزاله وخسارة المنتخب لجهوده في وقت كان الفريق في أشد الحاجة اليه.

الإعلام في إنجلترا دائم التضخيم للاعبين الإنجليز ودائماً ما يخلق أبطالاً من ورق، فيحاول أن يبحث عن نجم ويجعل منه لاعب خارق حتي وإن لم تكتمل فيه صفات النجومية، ولذلك نجد دوماً أسعار اللاعبين الإنجليز في السماء، فلاعب مثل إندي كارول قالو عنه ألان شيرار الجديد ووصل سعره لـ 35 مليون جنيه إسترليني، لمجرد موسم واحد جيد، وكذلك رحيم سترلينج الذي استقطبه السيتي مقابل 65 مليون يورو رغم أنه لم يتعدى عمره العشرين بعد !

وكثيراً ما يمارس الإعلام الإنجليزي الضغط علي لاعب بمجرد أن يتوقف عن التسجيل لمباراتين متتاليتين، لذلك لن يتعافى المنتخب أو اللاعب الإنجليزي ما دام إعلامهم يتدخل في كل صغيرة وكبيرة، ولا يترك شاردة أو واردة إلا وأقحم نفسه فيها.

2- عدم الإهتمام بالناشئين وندرة المواهب

فالكرة الإنجليزية تعاني بالفعل من ندرة المواهب، والفرق تعتمد على شراء اللاعبين الأجانب إعتماداً على قدرتها الكبيرة على الدفع، ولا تصبر الفرق على اللاعب الإنجليزي لينضج، حتى وإن كان موهوباً.

رغم الإهتمام النسبي بمدارس تكوين الناشئين في إنجلترا مؤخؤاً إلا أن الفرق الإنجليزية لا تملك في الأصل مدارس راقية لتكوين الناشئين وتنمية المواهب بإستثناء مدرسة السانت ميرين "ساوثهامبتون"، والتي تعتبر ضمن أفضل خمس أكاديميات على مستوى العالم، وأخرجت من قبل ألان شيرار ومات لوتيسير، ويستفيد منها المنتخب الإنجليزي حالياً بلاعبين أمثال والكوت وتشامبرلين ولالانا ولوك شاو.

3- عدم الحصول على راحة شتوية

رغم شدة التنافس وصعوبة المباريات في البريميرليج وكذلك تواجد بطولة زائدة عن غالبية الدول الأوروبية وهي "كابيتال وان كاب" إلا أن الإنجليز لا يجصلون علي فترة راحة في منتصف المومم.

فبينما يكون لاعبو الليجا والبوندزليجا وغيرهم على شواطيء الهافانا هافانا ومدينة ديزني لاند في فترة الكريسماس، يكون اللاعب الإنجليزي في أشد فترات الموسم إرهاقاً وتعب، حيث يلعب حوالي 5 مباريات في عشرة أيام ويمارس نشاطه علي هذا المنوال حتى نهاية الموسم.

طبيعي أن هذه المباريات تصيب اللاعب بالإرهاق الشديد وكذلك يتعرض اللاعبون للإصابات، وعندما يأتي وقت التمثيل الدولي في الصيف تكون البطاريات قد نفذت شحنتها ولم يعد اللاعب قادراً على المواصلة، وهو ما يعد سبباً واضحاً لخيبات المنتخب الإنجليزي وعلى العكس تماماً يكون لاعبو المنتخبات الاخرى، فيمثل هذا ميزة إضافية لهم على حساب المنتخب الإنجليزي.

4- إنسجام غائب مع لاعبين من كل الفرق

فالمنتخب الإنجليزي دوماً يضم لاعبين من كل الفرق، فأندية ليستر وساوثهامبتون وإيفرتون وتوتنهام ونيوكاسل وغيرها يتواجد منهم لاعبون يمثلون المنتخب، هذا بالإضافة للاعبي الفرق الإنجليزية الكبرى، وبالتالي يقل الإنسجام المطلوب توافره في أي فريق ليحقق النجاح.

وبالتالي فأن تواجد لاعبين من عديد الفرق يمثلون المنتخب الإنجليزي أمر سلبي، فطبيعة المنتخبات وتجمعها على فترات متقطعة وبعيدة المدى لا يمكن معها تحقيق التجانس المطلوب، فتواجد أكثر من لاعب من نادِ واحد يكون له الأثر الإيجابي دوماً وخاصة في البلاد التي تمتلك بطولات محلية قوية، بدليل المنتخب الإسباني وفترته الذهبية بفضل لاعبي البرسا وكذلك المنتخب الألماني في كأس العالم الأخير كان يضم 7 لاعبين من بايرن و5 من بروسيا، وكذلك المنتخب الإيطالي في 2006 كان يضم 10 لاعبين من يوفنتوس وميلان فقط، وحتى عندما وصل الآتزوري لنهائي 1994 كانت صبغة الروسونيرو طاغية علي الفريق مع مالديني وكوستاكورتا ودونادوني وماسارو وألبرتيني.

عندما تعلم عزيزي القاريء أن الفريق الإنجليزي خرج من ربع نهائي كأس العالم نسختي 1990 و 2006 ، ربع نهائي اليورو عامي 2004 و 2012 ونصف النهائي عندما استضافت البطولة عام 1996 بركلات الحظ الترجيحية، فالأكيد أن هذا المنتخب يواجه حظاً عاثراً.. صحيح أن ركلات الترجيح جزء من اللعبة وتعتمد في جزء كبير منها على التدريب والإتقان لكن عندما تعلم أن لاعبين من أمثال جيرارد وبيكهام كانوا من بين المضيعين وهم الذين لطالما اُعتبروا من بين الأفضل في تسديد مثل هذه الكرات، فإن هذا الأمر بالفعل يمثل سوء حظ كبير !

6- عدم وجود مدرب قوي

من المعروف أن المنتخب الإنجليزي يعتمد دوماً علي المدربين المحليين، ومن بعد بوبي روبسون لا يوجد أصلاً مدرب إنجليزي يمكن إعتباره من بين الصفوة.

ووفقاً بهذا فقد تعاقب علي تدريب منتخب الأسود الثلاثة في السنوات الأخيرة مدربون عاديون من أمثال جلين هودل وكيفن كيجان.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا