برعاية

ماراثون بيروت 2015...إنجاز مغربي وفرح في شوارع بيروت

ماراثون بيروت 2015...إنجاز مغربي وفرح في شوارع بيروت

ماراثون بيروت 2015 كان مختلفاً لأنه شهد إنجازا عربيا بعد فوز العداءة المغربية قلطوم بوسايريا بالمركز الأول في سباق 42 كلم، في وقت سيطرت أجواء من الفرح والسعادة، بعد مشاركة الصغار والكبار في هذا السباق الدولي في مشهد يتكرر كل عام.

إنها السادسة والنصف صباحاً. الشمس ما زالت خجولة وترفض الخروج إلى العلن لأن الوقت ما زال باكراً. أقدام صغيرة تُهرول بالقرب من العائلة. عداؤون يغزون شوارع مدينة بيروت وأحياءها متوجهين نحو ساحة الحدث. صغار وكبار من مختلف الأعمار تحدوا صقيع الصباح واختاروا أن يكون الأحد 8 نوفمبر/تشرين الأول 2015 يوماً رياضياً لن يتكرر إلا بعد عام من الآن، إنه ماراثون بيروت الدولي 2015. 

في الساحات التي ستحتضن العدائين الذي يستعدون للانطلاق في السباق، هناك فرحة الطفل الذي نزل لممارسة الرياضة من دون أن يفكر بالوضع السياسي في لبنان، وهو بالطبع لن يفهم قضية النفايات الشائكة، هذا الطفل سيركض في الماراثون لأنه يُحب الحياة وهو اكتسب هذه الصفة من أهله الذين أيضاً وضعوا رقماً للسباق على الصدر، ولن يكونوا بعيدين عن طفلهم السعيد، الذي يرقص بفرح وينتظر بشغف وحماس انطلاق سباق الـ 5 كلم الخاص بالصغار.

وخلف هذا الطفل هناك في آخر الساحة رجال ونساء تجمعهم الجدية والإصرار لأن الماراثون ليس يوماً ترفيهياً فقط، بل على العكس هو سباق عالمي يجب الفوز به وتحقيق أرقام مُميزة، هؤلاء هم العداؤون المحترفون الذين سيخوضون غمار سباق الـ 42 كلم الأكبر في ماراثون بيروت الدولي 2015. بعضهم يرتدي ثيابا تدلُ على مستوى الاحترافية التي وصلوا إليها وبعضهم الآخر يختبر مدى الاحترافية الرياضية التي يملكها من خلال حركات التحمية التي يقوم بها تحضيراً لخوض السباق.

أما قرب منصة الموسيقى والترفيه، فشباب وشابات يجمعهم الرقص والفرح والسعادة والأهم الروح الشبابية الجميلة، تارةً تجد مجموعة تأخذ الصور التذكارية لهذا اليوم الرائع، في وقت تجلس مجموعة أخرى على الأرض تتحدث وتضحك وتناقش تحضيرات هذا السباق. لكن الأهم أن هؤلاء الشباب نزلوا إلى هذه الساحات بحثاً عن الحرية المفقودة في بلد لا تبتعد عنه المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

بالنسبة لوزير الشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي الذي كان في منصة ضيوف الشرف، فإن هذا اليوم كان مهرجانا رياضيا كبيرا يمنح الحافز لكل الشباب للابتعاد عن كل الأخطار التي تُهدد حياتهم، في وقت على الصعيد الشعبي فإن الماراثون يرسم البسمة لكل الشعب اللبناني، وخصوصاً المشاركين الذين أكدوا أنهم يحبون الحياة ويريدون العيش بسعادة دائماً بعيداً عن كل التجاذبات السياسية الحاصلة في العالم العربي ولبنان.

عند خط الانطلاق يصطف العداؤون المحترفون تحضيراً للانطلاق في رحلة الـ 42 كلم في شوارع بيروت وضواحيها. عداؤون تظهر عليهم صفات الرياضيين المحترفين الذين يملكون كل المقومات لإتمام السباق بنجاح وبأوقات مُميزة، منهم العداؤون العرب ومنهم الأجانب، وبالطبع أصحاب التفوق الدائم من القارة الأفريقية التي دائماً ما تُقدم أفضل العدائين في ماراثون بيروت.

بعد ذلك جاء الدور على سباق الصغار 5 كلم، الذي يضمُ طلابا من مختلف المدارس ومنهم من مدارس تعتني بالرياضيين وتهتم بتنشئتهم بالشكل المطلوب وأبرزها مدرسة الأنطونية والحكمة والجمهور، ويُشارك معهم أطفال من مختلف الأعمار، بعضهم يشارك مع أهله حرصاً على سلامتهم والبعض الآخر لوحده لأن عمره يسمح له بالمشاركة والمنافسة بدون أي مساعدة كونه يعتبر نفسه عداءً محترفاً من الصغر.

وربما أبرز صفات العدائين الصغار الفرح والسعادة والحماس الذي لا ينتهي، فتارةً هناك تلك الفتاة التي تغني وترقص على أنغام الموسيقى، وتارةً هناك الطفل الذي قرر وضع سماعة الأذن لكي يستمع إلى الأغنية التي تحفزه وتدفعه لتقديم أفضل ما لديه في هذا السباق.

بعد انطلاق الصغار والمحترفين جاء الدور على الرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يلعبون في كل عام دوراً مهماً في الماراثون، لأنهم بمثابة الروح التي تمنح الأمل للأجيال الصاعدة بعدم وجود مستحيل في عالم الرياضة، فهي تُوحد الشعوب وتجمع الناس من كل الأعمار، فهناك ذوو الاحتياجات الخاصة الذين يقودون دراجتهم على شكل كرسي بكل حماس وسعادة، وهناك الرجل الذي يركض مبتور اليد بعد أن فقدها بسبب لغم أرضي من مخلفات الحرب، لكنه قرر الركض لأن الحياة لم تنته بمجرد فقدان يد، بل على العكس اختار الركض لأنه يرفض قتل روحه بعد أن خطف القدر جزءًا من جسده.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا