برعاية

السياسة تصلح فساد الرياضة!!

السياسة تصلح فساد الرياضة!!

    انتهى مسلسل اللواء جبريل الرجوب نهاية غير سعيدة له ولقلة ممن ناصره خلافا لما اعتدنا عليه في الأفلام السينمائية والمسلسلات التي يخرج فيها أبطال الخيال منتصرين، سلك رئيس الاتحاد الفلسطيني طريقا لم يكن يعرف نهايته، في وقت كان كثيرون ممن يؤمنون بتوجُّهات المملكة العربية السعودية، ويعرفون حزمها في الالتزام بمبادئها، والدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية يتوقعون من دون أدنى شك أن يستقر المقام بنقل مواجهة المنتخب أمام فلسطين إلى بلد محايد منذ اللحظات الأولى لإعلان الجانب السعودي رفضه التام فكرة التطبيع مع إسرائيل مهما كانت المبررات، حتى وإن كان ثمن ذلك انسحابه من مباراة مهمة في التصفيات المزدوجة (مونديال 2018، وكأس الأمم 2019) وفي حين سارت الأمور على الطريق التي اختارها الرجوب وسط ترقب الشارع الرياضي السعودي الذي يتأمل مواصلة منتخب بلاده المنافسة والحضور الدولي في كل المناسبات، جاء تدخل ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان باتصاله المباشر مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وما نتج عنه من حسم هذه القضية التي استغلتها أطراف لمكاسب سياسية والظهور على أكتاف المملكة، واستعراض عضلاتهم بصورة لم تكن لتخدم سوى دعاة التطبيع مع العدو الصهيوني، ولتكشف النهاية التي آلت القضية جانبا مهما من تناغم توجهات القيادة السعودية مع شباب البلد في الاهتمام بالرياضة ومنتخباتها وأنديتها، وكل من يمثل شعار الوطن في المحافل الدولية، وعلى الرغم من انشغال الأمير محمد بن سلمان بقضايا سياسية، وأمنية واقتصادية فضلا عن همّ المسؤول التي تخوض بلاده حربا في الجنوب، وتهديدات تواجه بلاد الحرمين منذ عقود، وفي ظل عدم قدرة المسؤول الرياضي في إقناع نظيره الفلسطيني أو الاتحاد الدولي (الفيفا) بالموقف السعودي الخاص جدا، وهي التي تقود الأمة للحفاظ على مبادئها تجاه كل القضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ومع انتظاره قرار الانسحاب التاريخي المشرف في مبدئه، والمخيّب لآمال عشاق "الأخضر" في نتيجته بادر الأمير محمد إلى الاتصال بالرئيس الفلسطيني ليحسم قضية استمرت أسابيع في مكالمة واحدة.

شكرا محمد بن سلمان فقد حافظت على مبادئ بلادك الإسلامية الراسخة منذ عهد الملك عبدالعزيز( طيب الله ثراه) وهو عشم كل الشعوب العربية والإسلامية وخصوصا الشعب السعودي الرافض لاستغلال الرياضة لتحقيق أهداف غير رياضية.

شكرا محمد بن سلمان.. غيرت المعادلة الشهيرة (الرياضة تصلح ما أفسدته السياسة) تدخلت في الوقت المناسب، فأصلحت بقرارك السياسي ما أفسده التصرف غير المسؤول لرئيس الاتحاد الفلسطيني، وأغلقت ملفا مهماً أشغل الشارع الرياضي العربي، وستبقى القضية الفلسطينية محور اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين انطلاقا من دورها القيادي في الدفاع عن قضايا الأمة الإستراتيجية في مواجهة إسرائيل.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا