برعاية

لعب على كلّ الحبال... «انقلب» على الجريء وأغرق «الصفاقسية» في الوهم: من يكبح طموح رئيس اللّجنة الوطنية الأولمبية؟

لعب على كلّ الحبال... «انقلب» على الجريء وأغرق «الصفاقسية» في الوهم: من يكبح طموح رئيس اللّجنة الوطنية الأولمبية؟

قبل ان يغادر الدّار الفانيه، ترك «تيودور روزفلت» للامريكيين ارثا يبعث علي الفخر والاعتزاز، ومعه الكثير من الحكم التي تحفظ عن ظهر قلب في بلد العمّ سام لعلّ اشهرها قولته: «اجعل عينيك علي النّجوم واجعل قدميك علي الارض».

هذه الكلمات علي بساطتها كانت وصفه النجاح لاكبر العلماء والعظماء والرؤساء كما هو الحال بالنسبه الي الرئيس الأمريكي السّابق «تيودور روزفلت»، الذي من الواضح ان سقف طموحاته كان مرتفعا جدا، ويلامس السّماء لكن في الوقت ذاته يتوخي الحذر من الغرور والطموح الجامح الذي عاده ما تكون نهايه صاحبه سيئه، وذلك ما نخشاه نحن علي رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية التونسية محرز بوصيان الذي لم يجد من يكبح طموحه ويوقف «توسعاته».

في زمن انتهي فيه عصر «الموسوعيين» الذين يملكون طاقات رهيبه، وثقافه واسعه في اغلب الاختصاصات والمجالات، ظهر رئيس اللّجنه الاولمبيه الوطنيه التونسيه محرز بوصيان. واعلن نفسه «خليفه» لهؤلاء «العباقره» الذين يفهمون في كلّ شيء تقريبا. وتوهم بوصيان انه لا يفقه في القضاء والمحاماه والتنس فحسب بل يحذق ايضا اللعبه السياسيه والحديث عن «الديمقراطيه» وكره القدم ومباديء «كوبرتان» الاولمبيه. ولعب بوصيان خلال الاشهر الماضيه علي كل الحبال، حيث جلس عوّض «الجنرال» يونس الشتالي في اللّجنه الوطنيه الاولمبيه «المسكينه» التي نال شرف رئاستها مسؤولون كبار امثال الدكتور الشاذلي زويتن، وذلك قبل ان تقع في قبضه شيبوب ومسؤولين اخرين لا صله لهم بالحركه الاولمبيه. وتزايدت احلام بوصيان الذي لم يقنع بالوصول الي رئاسه اللّجنه الاولمبيه. واعتقد ان الطريق مفروشه بالورود لتسلّق جبال النجاح. وقرر بوصيان ان يدخل المعركه الانتخابيه من اجل بلوغ قصر قرطاج طالما ان الابواب مفتوحه علي مصراعيها، والترشحات لهذا المنصب اصبحت بالعشرات. واستهل بوصيان انذاك حملته من الملاسين. والتقط الصور مع الاطفال «المحرومين» (وهو تصرف عبقري لاستماله قلوب الناس). وتحدث بوصيان عن «العمل» و»الامل» و»التفاؤل». وردّد عده شعارات مثل «انا حوماني» و»زوالي» وغيرها من الاغاني النابعه من الاعماق حسب رايه، والتي جاءت لتؤكد «الثوره» علي الواقع المرير في الاحياء الشعبيه والمناطق المنسيه. وكان بوصيان يعلم علم اليقين ان فرصه معدومه في الرئاسيه خاصه في ظلّ وجود «كبار» القوم في دائره المنافسه المحمومه علي اصوات الناخبين «المساكين». وكان من الواضح ان بوصيان اراد من خلال هذه التجربه الظّهور اكثر تحت الاضواء.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا