أغلبها خارج الخدمة أو تحوّل الى «صالة أفراح»:قاعات الرياضة في مهبّ الإهمـــال والبيروقراطيـة
كره اليد المتضرّر الاول والبلديات تتنصّل من المسؤوليه
المنستيـــــر هي الاستثناء... والحــــل يتمثل في انشاء ديوان المنشات
لماذا يفرض الحي الوطنــــي الرياضــــــــي شروطا مجحفه علي الانديه؟
حسب اخر احصائيات وزارة الشباب والرياضة ،يبلغ عدد القاعات الرياضيه المغطاه 165 قاعه موزعه علي كامل ولايات الجمهوريه وهناك 22 قاعه بصدد الانجاز و61 قاعه في طور الدراسه وضمن هذا العدد هناك تقريبا 80 قاعه متعدده الاختصاصات يمكنها ان تحتضن مقابلات كره اليد.
هذا العدد المهول لا يعكس حاله رياضات القاعات اليوم واساسا كره اليد التي اصبحت دون ماوي وفي خطر حقيقي لعدم صلوحيه جل القاعات التي كانت تحتضن مقابلات كره اليد.
لقد راينا ان نسلط الضوء علي هذا الاشكال بعد ان وقفنا علي الصعوبات التي تعيشها جامعه كره اليد والرابطه الوطنيه لكره اليد بالاساس في ايجاد قاعات لتعيين مقابلات لفرق القسم الوطني «ا» فقط... فما بالكم ببقيه الاقسام ٍِ وبقيه رياضات القاعات ؟!
علي غرار ملاعب كره القدم فان اشكال صلوحيه القاعات الرياضيه ومدي جاهزيتها لاحتضان مقابلات كره اليد يطرح بشده في ولايات تونس الكبري فباستثناء قاعه رجاء حيدر بالمرسي بقيه القاعات وجدتها الانديه خارج الخدمه مع انطلاق البطوله. قاعات الزواوي والقرجاني واريانه ومقرين وبادرو وبوهيمه برادس وحمام الانف والملاسين لم تتحصل علي شهادات الصلوحيه لاحتضان المقابلات بصفه عاديه وبحضور الجمهور وتلهث الفرق التي تجري مقابلاتها في هذه القاعات اسبوعيا وراء والي تونس او اريانه او بن عروس للحصول علي تراخيص استثنائيه للعب دون حضور الجمهور في قاعاتها.
الاشكال طال قاعات معروفه ورئيسيه مثل قاعه سوسه الاولمبيه والعوينات وكلها غير حاصله علي شهاده الصلوحيه وقاعه البجاوي في صفاقس وطال قبل ذلك قاعه الحمامات وغيرها من قاعات الجمهوريه... .
بالنسبه للاسباب التي تجبر لجنه اسناد الصلوحيه للقاعات علي عدم التاشير علي صلوحيه قاعه معينه فانها تكاد تكون نفس الاسباب التي نسمعها مع كل بدايه موسم علي غرار ضعف الاناره وغياب سياج للجمهور وتسرب مياه الامطار من سقف القاعه وغياب الماء الساخن في «الادواش وطبعا عدم صلوحيه الارضيه وهو عائق تعاني منه عديد القاعات مثل مقرين وسوسه الاولمبيه والمكنين والحمامات وغيرها فقاعه باردو مثلا كانت ملجا لكل فرق ولايه تونس وتحتضن عددا كبيرا من المقابلات في كل الاصناف اغلقت بسبب عطب بسيط في سخان الماء ونفس السبب في قاعه اريانه اما قاعه الزواوي فهي غير مؤهله بسبب تعطل جزء بسيط من الاناره وقاعه القرجاني ما تزال تنتظر زياره لجنه الصلوحيه لكي تفتح ابوابها رسميا لحضور الجمهور.
ويمكننا التاكيد علي ان جل الاعطاب والنقائص كان بالامكان تجاوزها لو توفرت الاراده من الجهات المسؤوله.
امام غلق جل القاعات التي تحتضن مقابلات كره اليد ، نستغرب رفض مديري بعض القاعات فتح قاعاتهم امام هذه الرياضه والاكتفاء باستقبال مقابلات الكرة الطائرة وكرة السلة والامثله عديده واهمها قاعه حلق الوادي التي كانت تستقبل كره اليد في السابق ويرفض المشرفون عليها فتحها لهذه الرياضه وهناك ايضا قاعه سيدي بوسعيد وقاعه قرطاج وقاعه برج السدريه وقاعه سكره مبرّرات المسؤولين عن هذه القاعات انها لا تحتوي علي خطوط ملعب كره اليد وكان ذلك يتطلب دراسات واموال كبيره ليتم رسم خطوط الملعب علي الارضيه ولتكون قادره علي احتضان مقابلات الرياضه الاولي في تونس من حيث النتائج وهي كره اليد.
التصرف في القاعات الرياضيه موزع بين الوزاره والبلديه والولايه وربما الولايه لديها السلطه الاقوي في هذه الحلقه بما انها تملك سلطه منح التراخيص لاستعمال القاعه ولو بصفه ظرفيه ولكن الغريب في الامر ان كل والي من ولاه تونس واريانه وبن عروس يرفض منح قاعات ولايته لفرق من ولايات اخري فمثلا فريق بن عروس لا يمكنها استعمال قاعات ولايه تونس وفرق تونس لا تلعب في قاعات اريانه... .
يستغل الحي الوطني الرياضي (منشاه تابعه لوزارة الرياضة) حاجه الفرق للقاعات عندما تجبر علي عدم استعمال قاعتها وعوض ان يكون ملجا للنوادي «المشرده» فانها مطالبه بدفع معلوم الكراء المقدر بـ(8 الاف دينار) لقاعه رادس الاولمبيه و(1500 دينار)لقصر الرياضة بالمنزه و(300 دينار) لقاعه حي الشباب الغير صالحه اصلا لاجراء المقابلات... .فهل ان الوزاره تدعم الانديه ام تزيد في معاناتها ؟
قاعات رياضه ام قاعات افراح ؟
هناك اختصاصات اخري تزاحم كره اليد في معاقلها وميادينها وهي رياضه كره القدم داخل القاعات (الفوتصال) التي تستحوذ علي عديد القاعات وتتسبب في اتلاف ارضيتها وهناك قاعات اخري اصبحت مفتوحه لاقامه اجتماعات الاحزاب وحفلات الفنانين( في عديد المرات يقع تقديم او تاخير مقابلات رياضيه لفسح المجال للاحزاب او الفنانين لاقامه اجتماعاتهم وحفلاتهم) وربما نسير تدريجيا لتحويل قاعات الرياضه الي قاعات افراح تقام فيه حفلات الزواج وغيرها...
طالما نتحدث عن نقائص القاعات الرياضيه والتقصير من الجهات الراعيه لهذه المنشات فاننا نريد ان نشيد ببلديات ولايه المنستير بما انها تقوم بمجهودات تذكر فتشكر والدليل ان كل قاعات ولايه المنستير مثل المزالي وبن جنات وطبلبه وصياده وجمّال والمكنين وقصر هلال حاصله علي شهاده الصلوحيه وهذه الجهه يمكن ان تكون نموذجا في العنايه بالتجهيزات الرياضيه، ويلاحظ جيدا ان ولايه المنستير تحتل المرتبه الاولي من حيث عدد فرق كره اليد في الذكور والسيدات .
تتكون لجنه اسناد صلوحيه المنشات الرياضيه المتمثله في الملاعب والقاعات من عديد الاطراف مثل الحمايه المدنيه ووزاره الداخليه ومندوبيه الرياضه ووزاره الرياضه والجامعات الرياضيه المعنيه والولايه والبلديه... . وكما نلاحظ فان كل هذه الاطراف تجتمع لكي تقرر اسناد صلوحيه الملعب او القاعه من عدمه وفي العاده فان الحل الاسهل والانجع لاغلب هذه الاطراف هو عدم التاشير علي صلوحيه هذه المنشات لان اغلبها يعاني نقائص عديده والغريب ان النوادي والجامعات الرياضيه تعاين الاخلالات ولا تعلم لمن ترفعها قصد اصلاحها لعدم وجود طرف معين مسؤول عن هذه الاخلالات وكل طرف يتملص من المسؤوليه ويرمي بها للطرف الاخر حتي وان تعلق الامر بعطب بسيط جدا في المنشاه الرياضيه.
الوزاره تضـــــــع المسؤوليــــــــــه علي البلديات؟
الحديث عن الاهمال وتردي وضعيه القاعات الرياضيه وغلق بعضها (قاعه الملاسين مغلقه منذ 6 سنوات)
