برعاية

أزمة الملاكمة التونسية : الفنّ النبيل يعاني من التهميش والعراقيل

أزمة الملاكمة التونسية : الفنّ النبيل يعاني من التهميش والعراقيل

تعدّ الملاكمه من الرياضات العريقه في بلادنا فقد مارسها الاجداد. واتقنها الاحفاد. وعانقت بفضلها الخضراء سماء الابداع، ويكفي ان نذكر بـ»القبضه الحديديه» للحبيب قلحية، وهو صاحب الميداليه البرونزيه في الالعاب الاولمبية لعام 1964...

توجد في بلادنا كلّ الالعاب والاختصاصات تقريبا، وقد تكاثرت الجامعات. وبلغت الاربعين او يزيد، ولكن يبدو ان بعض الرياضات تحظي بمكانه خاصه في قلوب التونسيين بالنّظر الي تاريخها المجيد، والابداعات الخالده لابطالها، وربّما ايضا لانها تتماشي وشخصيه التونسي، كما هو الشان بالنسبه للفنّ النبيل الذي «يحتضر»، ولم يعد لديه سوي ماضيه السّعيد ليستهلم منه معني الصّمود، لعلّه يستعيد «العصر الذّهبي».

قمنا بهذا التذكير الوجيز بالتاريخ الكبير للفنّ النبيل في بلادنا بهدف «ايقاظ» ضمائر اهل الحلّ والعقد، لعلهم يتحركون، وينقذون سمعه الملاكمه التونسيه قبل فوات الاوان، والكلام موجه الي الوزير، والجامعه صاحبه الاختصاص والقرار، وايضا الاطراف التي حشرت نفسها في تقرير مصير بعض ملاكمينا. ما يهمّنا في الوقت الرّاهن ليس تحديد هويه «المذنبين» في حقّ الملاكمه التونسيه (وهم كثر)، كما ان الحسابات «الخفيه» لبعض الاطراف الفاعله في المشهد الرياضي، وسعيها «المفضوح» لتعطيل «نهضه» الفنّ النبيل بكلّ الوسائل المشروعه وغير المشروعه لا تعنينا. نحن نطالب فقط بان يرفرف علم تونس عاليا بين اعلام بقيه الامم في سماء الاماره القطريه بمناسبه البطوله العالميه للملاكمه بين 5و15 اكتوبر 2015، ومن المنتظر ان تشارك 70 دوله في هذه التظاهره الرياضه الكبيره، ومن المتوقع ان يظهر ما لا يقلّ عن 260 ملاكما علي الحلبه. وتكتسي دوره قطر اهميه قصوي بحكم انها ستمنح المتالقين تذكره السّفر الي البرازيل بمناسبه الالعاب الاولمبيه «ريو دي جينيرو» عام 2016 (المشاركون في بطوله العالم للملاكمه سيتنافسون علي 23 بطاقه للعبور الي الاولمبياد الذي يظلّ دون شكّ ارقي التظاهرات الرياضه علي الاطلاق). وكان من المفترض ان تطير البعثه التونسيه الي الاماره القطريه، وفي صفوفها ثلاثه من خيره شباب تونس في الفنّ النبيل، وهم منتصر بوعلي وبلال المحمدي وويحيي المكشري الذين تالقوا في بطوله افريقيا للملاكمه في المغرب. وساهموا في حصول تونس علي المركز الرابع وحجز ثلاثه مقاعد في بطوله قطر. وفي الوقت الذي كانت فيه الجامعه برئاسه عبد الحميد الشلفوح تصارع الزمن لتوفير جميع ممهدات النجاح في دوره الدوحه، حصل سيناريو غريب وعجيب. لقد اتضح ان منتصر بوعلي وبلال المحمدي ليس بوسعهما التحوّل الي اماره قطر لاسباب خارجه عن نطاقهما، ولا تقوي جامعه الشلفوح علي تجاوز هذا الاشكال لانه علي درجه عاليه من التعقيد بحكم انه تتداخل فيه عدّه جهات.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا