برعاية

أنا زلاتان (37) بداية الحرب مع غوارديولا "معدوم الكاريزما"

أنا زلاتان (37) بداية الحرب مع غوارديولا "معدوم الكاريزما"

يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسله مقالات (عصير الكره) عن افضل وابرز ما كتب حول اسرار الساحره المستديره وعالم نجومها، وندخل سويا الي الكتاب الخاص بالنجم السويدي زلاتان أبراهيموفيتش.

المره الاولي التي حاولت فيها ان اطفو فوق كل هذه المصاعب، تم ابعادي بعدها، وكان هذا الامر لم يكن كافيا، لياتي بعده ميسي وقضيته، تتذكرون ذلك في الفصل الاول، ميسي كان هو النجم، بطريقه ما، الفريق كان له، الفتي كان خجولا ولطيفا، بالتاكيد لقد احببته، لكن ايضا انا وصلت الي الفريق وهيمنت واحدثت هزة أرضية في النادي.

الامر كان اشبه بانني قمت بالاعتداء علي منزل ميسي، وكانني استلقيت علي سريره، ميسي قام بالشرح لغوارديولا بانهُ لا يريد ان يلعب اكثر علي الاطراف، بل يريد ان يلعب في العمق، لهذا تم تحجيمي في الهجوم، ولم اكن اجد المساحه الكافيه لاعبر عن امكاناتي، لهذا بعد فصل الخريف، انقلب الوضع، فانا لم اعد اسجل الاهداف، ميسي هو من يفعل فقط.

بعد ذلك ذهبت الي غوارديولا وقمت بالتحدث معه، بعض الاداريين نصحوني بذلك: "يجب ان تتحدث معه، اصلح الامر!"، لكن كيف جرت الامور بعد تلك المحادثه، لقد كانت بدايه الحرب، كانت بدايه نبذي من مجتمع النادي، غوارديولا توقف عن التحدث معي، توقف عن النظر لي، كان يقول صباح الخير لكل اللاعبين، ولم يكن يقول لي اي كلمه، هذا كان امراً غير جيد بالنسبه لي، لسوء الحظ، حدث ذلك الامر، كان من المفترض ان اقول عن هذه الوضعيه: ساتجاهله، ما الذي يهمني في شخص يسيّر اموره بهذا التسلط؟ نعم، في حالات اخري كنت سافعل ذلك واتجاهله، لكنني في ذلك الوقت لم اكن قويا كما كنت، تلك الوضعيه كسرتني، ولم يكن الامر سهلا ان تحظي بمدرب معه السلطه يقوم متعمدا بتجاهلك، ذلك كان يؤثر كثيرا، الامر مع مرور الوقت لاحظهُ الكثيرون وليس انا فقط، كانوا يتساءلون: ما الذي حدث؟ ما سبب هذا كله؟ قالوا لي:

- "يجب ان تذهب وتتحدث معه، لا يمكن ان يستمر هذا".

لكن لا، لقد تحدثت مع هذا الرجل بما فيه الكفايه، لم افقد روعتي وبدات اللعب مره اخري بشكل جيد، علي الرغم من المركز الجديد وعلي الرغم من الاجواء الكارثيه حولي في النادي، سجلت خمسه او سته اهداف، لكن غوارديولا كان باردا حيال تلك الاهداف، لكن الامر لم يكن غريبا بالنسبه لي، فلقد فهمت الامر الان: المساله لم تكن لها علاقه بطريقه لعبي ابدا، بل بشخصيتي.

وبقدر ما كنت ابحث عن اخطائي التي ارتكبتها، وبقدر ما كنت افكر في الموضوع، غوارديولا لم يستسلم، والامر تخطي كونه قسوه، بل وصل الي مرحله غير احترافيه، الفريق كلهُ اصبح يعاني من هذه المساله، والاداره كانت في قمه التوتر حيال الامر، غوارديولا كان علي وشك ان يخرب اكبر صفقات النادي في تاريخه، والنادي مقبل علي مباريات مهمه في دوري الابطال، كنا سنواجه الارسنال خارج ملعبنا، والعداء كان مستمراً بيني وبين غوارديولا، ربما كان يود ان يبعدني عن اللقاء، لكنهُ لم يجرؤ ان يذهب الي ذلك الحد، لهذا بدات بالهجوم مع ميسي، لكن هل وصلتني بعض التعليمات؟ لا، كنت اركض لوحدي واينما اري ذلك مناسباً، كان ذلك في ملعب الامارات، كان ملعبا عظيما، وكالعاده في انجلترا الجماهير والصحف كلها ضدي، كانوا في هذه المره يتحدثون عن عقده: ابرا لا يسجل ضد الفرق الانجليزيه، لكن الامر لم يكن سهلا، ليس مع هذا المدرب، دخلت الملعب، وشعرت بان الامر سيصبح صعبا، منذ ان دخلت اختفي غوارديولا من مخيلتي.

كان الامر ساحرا بالفعل، اعتقد انهُ لم يسبق لي ان لعبت مباراه بذلك التميز، علي الرغم من انني فعلا قمت باضاعه بعض الفرص، قمت حينها بالتسديد مع حارس الارسنال، ومن ثم سددت كرات خارج المرمي، كان يجب ان اسجل، لكن ذلك لم يحدث، وانتهي الشوط الاول من دون اهداف، بين الشوطين غوارديولا فكر باخراجي كما اعتقد، لكنه قرر اخيرا ان يدعني العب بعض الوقت، ولم يلبث الشوط الثاني ان انطلق، الا وقد استقبلت كره من بيكيه، انطلقت الي الامام لاستقبلها وكان هناك مدافع خلفي، والحارس ركض نحوي، الكره كانت ترتد للاعلي من علي الارض في تلك اللحظه، لهذا قمت بارسالها من فوق الحارس، كان ذلك هدف التقدم 1-0، بعدها فقط بعشر دقائق تلقيت تمريره رائعه من تشافي ركضت نحوها مثل السهم، وهذه المره لم اقم باسقاطها، بل سددت بقوه، سددت بقوه هائله الهدف الثاني، والمباراه كان يبدو انها حُسمت.

كنت ساطعاً ومتالقاً، لكن ما الذي فعلهُ غوارديولا؟ هل قام بالتصفيق لي؟ لقد قام باستبدالي، حركه ذكيه! انهار بعدها الفريق وارسنال تمكن من تسجيل هدفي التعادل في الدقائق الاخيره، خلال ذلك اللقاء لم اشعر بشيء، لكن بعده شعرت بالم في كاحلي، الالم تطور واصبح كبيرا وقد جاء في وقت سيئ. حاليا يجب علي ان ابقي بعيدا عن الملاعب واغيب عن لقاء العوده ضد الارسنال وعن لقاء الكلاسيكو في البرنابيو، وبالتاكيد، خلال اصابتي لم احظ بدعم غوارديولا، الذي بات يمارس المزيد من الالعاب النفسيه ضدي، كنت ادخل غرف الملابس فيخرج منها، لم يقترب مني حتي، فكرت بالامر وشعرتُ بانهُ جنون تام.

ذلك الاحساس كان مخيفا، ان تعرف ان كل الامور التي ابقيتها في داخلك، علي وشك ان تخرج منك بقوه، في ذلك الوقت سررت بوجود تييري هنري بقربي، لقد كان يفهمني، لهذا كنا نمزح سويا، وهذا ما اراحني وخفف عني الضغط بعض الشيء، لكن بعد ذلك بدات اتجاهل الامر برمته، ما الذي يمكنني فعله غير ذلك؟ لاول مره كره القدم تصبح غير مهمه بالنسبه لي. وبدات علاقتي تسوء اكثر واكثر بغوارديولا لاسخر منه واصرخ في وجهه.

غوارديولا سيطر علي الامر بعد ذلك، حاول ابقائي هادئا وابعدني، كنتُ اجلس هُناك وافكر: ماهذه الوضعيه؟ ما الذي سيحدث الان؟ ما الذي يجب علي فعله، امر واحد كان واضحاً: هذا يذكرني بفريق شباب نادي مالمو، عندما كانوا يرون بانني مختلف لهذا الان يجب علي ان العب بشكل افضل، لكي لا يتمكن حتي غوارديولا من وضعي علي الدكه، لكن: لن احاول ان اكون شخصا مُختلفا بعد الان، لا يمكن هذا، اللعنه علي كل تلك الاقاويل التي يتحدث عنها: نحنُ هنا كذا وكذا، نحن اشخاص عاديون، قبلت اكثر مما ينبغي، المدرب الحقيقي الناجح هو القادر علي التعامل مع الشخصيات المختلفه، هذا جزء من عمله، الفريق يتغذي من عده مصادر وانواع، هناك لاعبون اقل قوه، مثل ميسي وماكسويل في المجموعه.

لكن غوارديولا لم يفعل ذلك، بل حاول تانيبي علي ما فعلته، وشعرت بانهُ سوف ينتقم، كان ذلك واضحاً في الاجواء، لم يبد علي السطح انهُ سوف يفعل ذلك لان هذا سيكلف النادي نحو 100 مليون يورو، كنا سوف نلعب مباراتنا الاخيره في الدوري، قرر ابعادي، وبالتاكيد لم يكن يستطيع فعل اكثر من ذلك، لكن الان فجاه: غوارديولا يريد التحدث معي! لقد طلبني في مكتبه في الملعب، الرجل كان متوترا للغايه، عيناه تومضان، ذلك الرجل، ليست لديه السلطه الغريزيه، ليس لديه اي كاريزما، اذا لم تكن تعرف انهُ مدرب لفريق كبير، فمن الصعب ان تلاحظ انهُ دخل الي الغرفه، هُناك في تلك الغرفه بدا بالتحدث، بالتاكيد انتظرني ان اتحدث، لكنني كنت صامتا ولم انطق باي حرف.

- "حسنا اذا، في الموسم المُقبل، لا اعرف ما الذي اريدهُ منك".

- لم ارد. لهذا استمر بالحديث: "الامر عائد لك ولمينو، في النهايه، انت ابراهيموفيتش، لست من ذلك النوع الذي يلعب مره كل ثلاث مباريات، اليس كذلك؟".

كان يريدني ان ارد عليه، لاحظت ذلك، لكنني لست غبيا، انا اعرف جيدا: من يتكلم كثيرا في هذه الوضعيات هو من يخسر، لهذا لم اتحدث باي حرف وبقيت صامتا، لكنني فهمت بالطبع: غوارديولا يرسل رساله غير واضحه، هو يريد ان يتخلص مني، وهذا امر كبير، فانا اكبر صفقه في تاريخ النادي، رغم ذلك، بقيت هادئا ولم اتحدث باي كلمه، لهذا اضطر لان يعيد نفس كلامه:

- "لا اعرف ما الذي اريدهُ منك بالضبط، ماذا عنك؟ هل لديك اي تعليق؟".

- لم يكن لدي اي تعليق ولم اتحدث معه، قلت له فقط: "هل هذا كل شيء؟".

- "شكرا لك"، بعدها تركتهُ وغادرت الغرفه.

اعتقد انني ظهرت بشكل هادئ وقاس في الوقت نفسه، علي الاقل هذا ما اردته، لكنني كنتُ اغلي من الداخل، عندما خرجت، اتصلت بمينو لنري ماذا سنفعل.

انا زلاتان(1)... غوارديولا اشتري فيراري واستعملها كـ "فيات"!

انا زلاتان(2)...عندما صرخت بوجه غوارديولا "انت تخاف من مورينيو"!

انا زلاتان (3).. سرقه الدراجات والطفوله القاسيه

انا زلاتان(4)..بدون الكره لكنت مجرماً..وعندما قررت تقليد محمد علي

انا زلاتان (5)...عندما صرخت "كلكم حمقي، وكره القدم حماقه"

انا زلاتان (6)... عندما تعلمت تقليد مهارات البرازيليين

انا زلاتان (7).. رحله الصعود للفريق الاول مع مالمو

انا زلاتان (8).. ما الذي حدث في هذه الحياه؟

انا زلاتان (9)... الدرجه الثانيه ونقطه التحوّل

انا زلاتان(10)...الهدف الذي اذهل اياكس لدفع 85 مليون كراون!

انا زلاتان(11).. مواصله التالق قبل الرحيل لاياكس

انا زلاتان(12).. البدايه مع السويد ومواصله رحله التمرد

انا زلاتان (13).. نهايه رحله مالمو ووداع بطريقه سيئه

انا زلاتان(14)..المراوغه التي ذهبت بمدافع ليفربول لشراء الهوت دوغ!

انا زلاتان (15)..عندما طردني كومان" اذهب الي بيتك"!

انا زلاتان (16).. عندما قذفني ميدو بالمقصات.. فصفعته!

انا زلاتان (17).. مهمّه هيلينا المستحيله!

انا زلاتان(18)..عندما اهنت فان غال.."ااستمع لك ام لفان باستن"!

انا زلاتان (19)...ما يفعلهُ كارو بالكره..استطيع فعلهُ ببرتقاله

انا زلاتان (20).. هدف الكونغ فو المذهل في ايطاليا

انا زلاتان (21).. حينما قفز كومان جنوناً..بسبب هدفي المارادوني!

انا زلاتان (22)..كابيلو الرجل الذي تشعر انك ميت بجواره

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا