عداء في الذاكرة - البطل العالمي صلاح حيسو

عداء في الذاكرة - البطل العالمي صلاح حيسو

منذ 8 سنوات

عداء في الذاكرة - البطل العالمي صلاح حيسو

عداء في الذاكره - العداء و البطل العالمي صلاح حيسو .

من الصعب هزم انسان عجز الياس عن هزمه في داخله... هذا الانسان شاءت الاقدار ان يزداد يوم 16 يناير من سنه 1972 في منطقه من افقر المناطق المغربيه تقع في بلده ايت تاغيا. تحدي الفقر و الظروف الغير مساعده علي النجاح في الدراسه و حصل علي الشهاده الابتدائيه بمدرسه الدوار في منتصف الثمانينيات. بعدها اضطر الي مغادره مسقط راسه بدوار الربع و الاتجاه الي مدينه قصبة تادلة، التي تبعد عن مسقط راسه بحوالي خمسه كيلومترات، لاستكمال تعليمه الاعدادي.

والده، بقدر ما كان سعيدا بنجاح ابنه و انتقاله الي المرحله الاعداديه بقدر ما كان قلقا علي مستقبله و منزعجا من شده الحرص علي ايجاد بيت ياويه و يبعده عن معاشره رفاق السوء. حرصه الشديد هذا اهتدي به الي الجمعية الخيرية الاسلاميه التي ارتات في عوزه و بعد المسافه التي تفصل محل سكناه عن محل دراسه ابنه الجديد سببا مقنعا لقبول ابنه في مؤسسه الرعايه الاجتماعيه و حجز سرير له في احد مراقد دار الطالب... و بهذا اطمئن الوالد علي مستقبل ابنه من جهه، و من جهه ثانيه تم اعفاءه من ثقل مصاريف مسكن و ماكل ابنه بمدينه قصبه تادله.

بين جدران دار الطالب التابعه للجمعيه الخيريه الاسلاميه لقصبه تادله، قضي الابن ثلاث سنوات تعلم فيها اولي دروس الحياه في الانضباط و تمكن خلالها من ممارسه هوايته المفضله "رياضه العاب القوي" و تطوير موهبته بالعدو عبر المشاركه في العديد من الملتقيات المحليه و الجهويه و الوطنيه. فقد كان شديد الحب لرياضه الجري علي عكس اقرانه الذين فضلوا لعبه كره القدم. حبه للجري هذا جعله يفضل في غالب الاحيان شد الرحال الي الدوار لقضاء عطله نهايه الاسبوع رفقه اسرته ركضا و هو يحمل علي ظهره محفظته المتكدسه بالكتب و المقررات المدرسيه.

موهبه الابن كعداء و مؤهلاته العاليه ظهرت للعيان بصوره جليه عبر تالقه الملفت للنظر في مختلف مشاركاته بالمسابقات المنظمه من طرف التعاون الوطني في اطار بطوله العاب المؤسسات الاجتماعيه. اطر دار الطالب من جهه و استاذ التربيه البدنيه بمدينه قصبه تادله حسن مطاعي من جهه اخري نفضوا الغبار عن موهبته، صقلوها و طوروها حتي صار الكل يتنبا له بالتالق علي اعلي المستويات الوطنيه و الدوليه. تالقه هذا جعله يقرر التركيز اكثر علي تداريبه الرياضيه و بدل المزيد من الجهد ليصبح نجما من نجوم العاب القوي العالميه.

في بادئ الامر، كان الابن يمارس هوايته المفضله في الاعداديه، دار الطالب، الشوارع، الدوار و اينما حل و ارتحل دون ان ينتمي الي اي نادي. التحاقه بنوادي العاب القوي تم في سنه 1987 حيث التحق بفريق قصبه تادله لالعاب القوي. فوزه بسباق نظم بالمدينه خلال احدي المناسبات الوطنيه فتح له ابواب فريق المدينه الذي عرف معه التالق علي الساحه الوطنيه بفوزه بالعديد من السباقات لتتم المناداه عليه سنه 1989 من طرف وزاره الشباب و الرياضه للالتحاق بمدرسه سعيد عويطه بالرباط من اجل استكمال مشواره الرياضي.

الدعوه هذه كما لها ايجابيات فلها ايضا سلبيات. ان كانت فرصه لا تعوض لدخول عالم احتراف العاب القوي فهي ايضا خيار سيضطر بالابن لوضع حد لمشواره الدراسي. قرار مقاطعه الدراسه في مرحله الاعدادي للالتحاق بمدرسه سعيد عويطه لالعاب القوي قرار اشبه بلعب القمار : فطريق العداء شاق و مليء بالاشواك، ان حلت به لعنه الاصابات سيصبح مصيره الضياع و الدمار... صعوبه القرار هذا لم تثني الابن علي قبول الدعوه، المغامره، و الالتحاق بمدرسه سعيد عويطه لالعاب القوي لرسم مسار بطل كبير اسمه : صلاح حيسو.

بعد التحاقه بالمدرسه تم اسناد مهمه الاشراف عليه للمدرب بوتغيوت الذي كان له الفضل في تخصصه في سباق 5000 متر علما انه كان يعدو في البدايه دون ان يتخصص في سباق معين. اخلاقه الحسنه و روحه المرحه سهلا اندماجه داخل محيطه الجديد، و مواظبته في التداريب و اصراره علي تطوير مستواه جعلاه محبوبا من طرف مدربه و بقيه المسؤولين علي العاب القوي الوطنيه... و بفضل جديته و ارادته القويه، تخطي الفتي التدلاوي كل الصعاب و اصبح نجما من نجوم العاب القوي العالميه.

بعد مضي سنتين منذ التحاقه بمدرسه سعيد عويطه لالعاب القوي، اي في سنه 1991، استطاع صلاح حيسو الفوز بسباق 5000 متر لبطوله المغرب و تحطيم الرقم القياسي الوطني للشبان بعد قطع المسافه في زمن قدره 13 دقيقه 37 ثانيه و 40 جزء من المائه. بعد موسمين لم يكتب له فيهما النجاح، عاد من جديد بقوه سنه 1994 و تمكن من قطع مسافه 5000 متر في زمن قدره 13 دقيقه 04 ثواني و 93 جزء من المائه كما حقق توقيت 27 دقيقه 21 ثانيه و 93 جزء من المائه في مسافه 10000 متر.

الخبر من المصدر