برعاية

أنا زلاتان (33)..صراع الهداف..وبالوتيلي الحقير..وفرحة مورينيو

أنا زلاتان (33)..صراع الهداف..وبالوتيلي الحقير..وفرحة مورينيو

يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسله مقالات (عصير الكره) عن افضل وابرز ما كُتب حول اسرار الساحره المستديره وعالم نجومها، وندخل سويّاً الي الكتاب الخاص بالنجم السويدي زلاتان أبراهيموفيتش.

كان من الصعب تجاهل ذلك، مهما حدث. كنت في افضل حالاتي، والاحاديث استمرت، هل سيبقي؟ هل سيرحل؟ هل سيكون هناك نادٍ مستعد للدفع من اجله؟ كل ذلك وانا كنت متخوّفا من ان ينتهي الامر دون اي جديد، واصبح ذلك اللاعب الذي بقي في النادي وذيلهُ بين قدميه، كان لعبه توتر وضغوطات، اتصلت بمينو: هل هناك اي عروض؟ هل حدث شيء جديد؟ لم يحدث شيء جديد، التوتر ازداد وادركت ان من سوف يتعاقد معي، سيحتاج لان يدفع رقما قياسيا، حتي يحدث ذلك. حاولت ان اغلق اذني وعينيّ عن كل وسائل الاعلام وقصصها المثيره عني، لكن الامر لم يكن سهلا، ليس وانت في قلب الحدث. كنت علي اتصال دائم بمينو، وكنت اميل اكثر لبرشلونه. البرسا كان قد فاز بدوري ابطال اوروبا علي المان يونايتد بهدفي ميسي وايتو في الاولمبيكو، قلت لنفسي: يا لهذا النادي، عدت واتصلت بمينو، ولكن اجابته كانت محبطه.

لكن بالتاكيد مينو كان يقتل نفسه من اجل اتمام ذلك الامر، ليس فقط لانه يقاتل دائما من اجلي، لكن لان ذلك العقد هو الذي لطالما حلمنا به سويّاً وبالتاكيد، نحن لم ننتهِ من شيء بعد، قد تنتهي الامور باسوا طريقه ولا يحدث شيء ويكون كل ما كسبناه هو ازعاج الجماهير والاداريين، لكن ايضا تلك الصفقه قد تكون الاكبر في التاريخ. حينها كنت مستمراً باللعب، وكنت قريباً من الفوز بلقب هداف الدوري. ان تحصل علي جائزه "الكابوكانونييري"، فهذا شيء يدخلك لكتب التاريخ. لم يفز اي سويدي بذلك اللقب منذ نوردال في عام 1955، وفي هذه المره انا قريب من الفوز به، لكن لم يكن هناك اي وضوح حول الامر، ابداً، قمنا بتامين لقب الاسكوديتو، لكن لقب الهداف كان هناك امامي. دي فايو ودييغو ميليتو متساويان بعدد الاهداف. لقب الهداف ليس من عمل مورينيو ولا علاقه له به بشكل واضح، فهو يدرب الفريق، لكن رغم ذلك وقف في غرفه الملابس في احد الايام وقال "الان نريد ان نري ابرا يفوز بلقب الهداف ايضا"، وهذا اصبح الهدف، الجميع كان يريد ان يساعدني علي فعل ذلك، الكل اعرب عن ذلك بوضوح.

لكن بالوتيلي، ذلك الحقير، في احد المباريات حصل علي الكره في منطقه الجزاء، تقدمت بجانبه اركض، كنت في مكان مثالي جدا للتسجيل، لكن بالوتيلي لم يمرر لي وفضّل المراوغه، نظرت له: "ما هي مشكلتك؟ الن تساعدني في هذا؟"، غضبت، لكن لا مشكله، اللاعب كان مجرد شاب، سجل هدفا ولا يمكنني ان ابدا في لومه، لكنني كنت غاضبا بالفعل، الفريق باكمله كان غاضبا: اللعـنه، تسدد من ذلك المكان وابرا متمركز بطريقه رائعه؟ لكنني لم اهتم بعد ذلك، ما دام الامر يسير بهذه الطريقه، سحقا للقب الهداف، شكرا بالوتيلي، ساتجاوز عن الامر.

سجلت هدفا في المباراه التاليه، وقبل اللقاء الاخير كانت الوضعيه اشبه بفيلم رعب، كنت انا ودي فايو في المقدمه بـ23 هدفا، وخلفنا مباشره دييغو ميليتو بـ22 هدفاً. الصحف علّقت وكتبت الكثير عن الصراع: من سيفوز؟ كان ذلك في 31 من مايو/ ايار، الاجواء كانت حاره جدا، الدوري حُسم منذ مده طويله، لكن رغم ذلك كانت الاجواء متوتره، فمع بعض الحظ، قد تكون تلك المباراه هي وداعيتي لكره القدم الايطاليه، املت بذلك، لكن لم تكن لدي اي فكره عن الذي سوف يحصل، سواء كانت وداعيتي ام لا، اريد ان اقدم لقاءً مذهلا وان احسم لقب الهداف لصالحي. اللعـنه لن انهي مسيرتي هُنا بمباراه متواضعه، لكن ايضا الامر ليس عني وحدي، دي فايو وميليتو لديهم نفس الطموح، كانوا سيلعبون في نفس الوقت، بولونيا ضد كاتانيا، وجنوي ضد ليتشي، لم تكن لدي شكوك في الحقيقه: هؤلاء الملعونين سوف يسجلون بالتاكيد.

كان يجب علي ان ارد واسجل انا ايضا، لكن الامر لم يكن سهلا خاصه في عمليه الهدف الاول، الهداف يدرك ذلك، ربما لم يكن عليّ التفكير بطريقه التسديد، فالحركه حينها امر غريزي، لكن فقط كان يجب علي ان اسدد الكره علي المرمي. ومنذ البدايه، كان واضحا ان اللقاء الاخير ضد اتلانتا سيكون مفتوحا، فالنتيجه تشير الي 1-1 بعد دقائق قليله من البدايه، في الدقيقه 12 كمبياسو مرر كره طويله لي، كنت علي خط واحد مع المدافعين، كنت علي وشك ان اكون متسللا، لكنني تمكنت من الانطلاق قبلهم في الوقت الصحيح، انطلقت مثل السهم ولم يكن بامكانهم اللحاق بي في تلك الهجمه، كنت في مواجهه الحارس، الكره كانت تتدحرج امامي ولم تكن مستقره، لهذا قمت بضربها بركبتي، وكان يبدو بانها ستكون طويله بعد تلك الضربه وقد يصل لها الحارس، لكنني تمكنت من ضربها بطريقه صحيحه قبل وصول الحارس لها، سجلت الهدف، اصبحت النتيجه 2-1. في تلك اللحظه، كنتُ هداف الدوري، لكنني لم اكن متاكدا من ذلك، الجماهير كانت تصرخ عليّ: ميليتو ودي فايو سجلوا ايضا، لم اكن اصدقهم، لا بد انهم مجموعه من الاشخاص يريدون تحفيزي بطريقه غبيه، هذه امور تحدث دائما في الملاعب.

لم استمع لهم، كنت اعتقد ان هدفي سيكون كافيا لحسم اللقب، لكن الصراع كان اكثر دراماتيكيه ممّا توقعت، دييغو ميليتو مهاجم جنوي في ذلك الوقت، لاعب ارجنتيني، لديه معدل لا يصدق، كانت هناك احاديث عن "توفره" للانتر قبل عده ايام، وعن انهُ اذا لم ارحل سوف يلعب معي، في لقاء جنوي وليتشي سجل هدفين في 10 دقائق، واصبح لديه 24 هدفا مثلي، لكن ليس هو وحده، دي فايو سجل، ولم اكن اعرف الكثير عن تسجيله في مباراه بولونيا وكاتانيا. شعرت بان ميليتو قد يسجل الهدف في اي وقت، وكذلك دي فايو قد يسجل في اي وقت، كنا الثلاثه سوياً علي قمه ترتيب الهدافين بنفس الرصيد. لم تكن تلك طريقه جيده للفوز، التشارك باللقب ليس جيدا بقدر ان تاخذ اللقب وحدك. وبقدر ما كنت اجهل ما الذي سيحدث في بقيه المباريات، شعرت اكثر بانه يجب عليّ ان اقوم بذلك، شعرت بذلك من تعابير الوجوه في الدكه، والاجواء في الملعب والمدرجات حينها، لكن مع مرور الوقت لم يحدث شيء، المباراه قريبه من الانتهاء بالتعادل، كانت نتيجه 3-3، تبقت عشره دقائق فقط، ومورينيو قام في ذلك الوقت باشراك كريسبو، كان يريد تجديد دماء الفريق.

اراد مورينيو ان يستغل القوه في الهجوم، كان يلوّح بيديه "تقدموا ولا تناموا هُناك"، شعرت بالضغط، هل ساخسر مكاني في صداره الهدافين؟ بدات العب بقوه، واصرخ من اجل الكره، لكن معظم اللاعبين كانوا مرهقين، كانت مباراه صعبه. مورينيو كان محقاً، فكريسبو اضاف لقوه الفريق، في احد الكرات انطلق كريسبو علي الجهه اليمني، في حين انطلقت انا باتجاه المرمي، تلقيت منهُ كره طويله، قبل استلامها حصل تدافع علي تلك الكره، قمت بدفع احد المدافعين، ومن ثم سبقت الاخر، لكن في تلك اللحظه ظهري كان للمرمي، رغم ذلك احسست انها فرصه مناسبه، قلت لنفسي الان انا في اتجاه خاطئ، ماذا افعل؟ كعب واحد وينتهي الامر، فعلت ذلك وضربت الكره بالعقب، بالتاكيد فعلت الكثير من تلك اللقطات في مسيرتي، ضد ايطاليا، وتسديده الكاراتيه تلك ضد بولونيا، لكن هذا الهدف، وفي تلك الوضعيه: هذا كثير حقاً.

كان من الممكن الا تدخل الكره المرمي، كانت حركه تدربت عليها في منزل امي، وكنت قد اخسر صراع الهدافين بسببها، لكن الكره دخلت في المرمي، اصبحت النتيجه 4-3، احتفلت وخلعت قميصي علي الرغم من انني كنت اعرف بانني سانال الانذار بسبب ذلك، لكني وقفت عند علم الركنيه بصدر عار، وبالطبع جميع اللاعبين احتفلوا معي، كريسبو والبقيه، قفزوا علي ظهري بكل عدوانيه وبداوا يصرخون عليّ الواحد تلو الاخر: الان ستفوز بلقب الهداف، الامر تسلل الي داخلي، هذا انجاز تاريخي، هذه هي طريقتي في رد الاعتبار! عندما قدمت الي ايطاليا لاول مره، قال الناس: زلاتان لا يسجل الكثير من الاهداف، لكنني الان هداف الدوري الايطالي، الان لا يمكن لاي شخص ان يشك بي.

حافظت علي هدوئي، وعندما عدتُ الي الملعب بعد الاحتفال، رايت شيئاً مثّل لي واقعاً مختلفاً تماما عمّا عرفته: انهُ مورينيو، صاحب الوجه والتعابير الصخريه التي لا تتغيّر، الان هو اصبح مجنوناً تماما، كان يحتفل مثل طفل صغير في المدرسه، كان يقفز ابتهاجا، حينها ابتسمت: نجحت في جعلك تفعل هذا اخيرا، لكن هذا لم يتطلب القليل، كان عليّ ان افوز بلقب هداف الدوري الايطالي، وبهدف بالكعب.

انا زلاتان(1)... غوارديولا اشتري فيراري واستعملها كـ "فيات"!

انا زلاتان(2)...عندما صرخت بوجه غوارديولا "انت تخاف من مورينيو"!

انا زلاتان (3).. سرقه الدراجات والطفوله القاسيه

انا زلاتان(4)..بدون الكره لكنت مجرماً..وعندما قررت تقليد محمد علي

انا زلاتان (5)...عندما صرخت "كلكم حمقي، وكره القدم حماقه"

انا زلاتان (6)... عندما تعلمت تقليد مهارات البرازيليين

انا زلاتان (7).. رحله الصعود للفريق الاول مع مالمو

انا زلاتان (8).. ما الذي حدث في هذه الحياه؟

انا زلاتان (9)... الدرجه الثانيه ونقطه التحوّل

انا زلاتان(10)...الهدف الذي اذهل اياكس لدفع 85 مليون كراون!

انا زلاتان(11).. مواصله التالق قبل الرحيل لاياكس

انا زلاتان(12).. البدايه مع السويد ومواصله رحله التمرد

انا زلاتان (13).. نهايه رحله مالمو ووداع بطريقه سيئه

انا زلاتان(14)..المراوغه التي ذهبت بمدافع ليفربول لشراء الهوت دوغ!

انا زلاتان (15)..عندما طردني كومان" اذهب الي بيتك"!

انا زلاتان (16).. عندما قذفني ميدو بالمقصات.. فصفعته!

انا زلاتان (17).. مهمّه هيلينا المستحيله!

انا زلاتان(18)..عندما اهنت فان غال.."ااستمع لك ام لفان باستن"!

انا زلاتان (19)...ما يفعلهُ كارو بالكره..استطيع فعلهُ ببرتقاله

انا زلاتان (20).. هدف الكونغ فو المذهل في ايطاليا

انا زلاتان (21).. حينما قفز كومان جنوناً..بسبب هدفي المارادوني!

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا