أنا زلاتان (30).. عندما حققت ما عجز عنه رونالدو

أنا زلاتان (30).. عندما حققت ما عجز عنه رونالدو

منذ 8 سنوات

أنا زلاتان (30).. عندما حققت ما عجز عنه رونالدو

يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسله مقالات (عصير الكره) عن افضل وابرز ما كتب حول اسرار الساحره المستديره وعالم نجومها، وندخل معاً الي الكتاب الخاص بالنجم السويدي زلاتان أبراهيموفيتش.

احياناً تكون هناك ذكريات مسمومه في تاريخ النادي، كما حدث مع الانتر طوال التسعينيات، الفريق علي الرغم من انه كان يملك رونالدو، الا انهُ لم ينجح في تحقيق اللقب ولو لمره واحده، كان يفشل دائماً في خط النهاية، مثال علي ذلك: موسم 1997-1998، كنت في عمر الـ 16-17، ولم اكن اعرف عن النجوم السويديين من امثال رافيلي او غيره، كنت اعرف عن رونالدو فقط، كنت اتابع الانتر من اجله، كنت ادرس تحركاته وانطلاقاته جيداً، ربما كان هناك الكثير ممن بامكانهم ان يقوم ببعض حركاته، لكن كما قلت لكم مسبقاً لا يمكن لاي شخص ان ينفذها بمثاليه مثلي.

عندما كنتُ في الانتر، جاء رونالدو ولعب مع الميلان، هناك فيديو في اليوتيوب عن تلك اللقطه عندما كنت امضغ العلكه وانظر بتمعن له وكاني لم اصدق انني واياه علي نفس الملعب، كان لهُ وزن كبير في الملعب، وعين مُتنبهه للمباراه، كان يظهر الجوده التي يملكها في كل تحركاته، في ذلك الموسم 97-98، كان هو والانتر يقدمان موسماً لا يصدق، فازا بلقب كاس الاتحاد الاوروبي، رونالدو سجل 25 هدفاً وتم التصويت له ليفوز بجائزه افضل لاعب في العالم للمره الثانيه علي التوالي، سيطرا علي الدوري الايطالي، لكنهما خسراه في فصل الربيع، تماماً مثل الخطر الذي اصبحنا نواجهه، انتر كان يعاني حظاً سيئاً ومشاكل، لعب في الديلي البي مباراه كلاسيكيه ضد اليوفنتوس في ربيع عام 1998، كان الفارق نقطه او نقطتين، كانت المباراه اشبه بالنهائي والاثاره في اكبر صورها، رونالدو انطلق في الجهه اليسري لمنطقه الجزاء وقام بالمراوغه، لكن تم ايقافه بطريقه بشعه، حينها صرخت الجماهير، الناس اصبحوا مثل المجانين، الملعب كان يغلي، لكن الحكم لم يصفر.

الحكم ترك المباراه تستمر ليفوز اليوفي بهدف من دون مقابل، ويفوز باللقب، كانت تلك اللقطه هي من قررت الاسكوديتو، كما يعتبرها الجميع بشكل دائم، انتر اصبح في المركز الثاني، ما زال النقاش مستمرا عن تلك اللقطه، لقد كانت واضحه وضوح الشمس، لكن لم يحدث اي شيء، الغضب عم الجماهير التي خرجت في جميع انحاء ايطاليا ووجهت التهم للحكام وقالت انهم تلقوا الرشاوي، وبانهم فاسدون واغبياء، بشكل عام، جميع كبار السن في نادي الانتر لديهم تلك الذكريات، خاصه انها حدثت في اكثر من مره، فقد تعرض رونالدو للاصابه مبكراً في الـ99، وعاني الفريق كثيراً بعد اصابته، وكان المحرك قد احترق وتعطل، ولهذا انهي الانتر البطوله في المركز الثامن بدون رونالدو.

لم يكن اي شخص يتحدث عن هذه الامور، لانهُ لا احد يريد جلب النحس للفريق، لكن كنت متاكداً من ان الجميع فكر بخساره اللقب امام بارما ايضاً، كانت هناك شكوك كبيره، الناس كانوا يتذكرون ويتخوفون، كان هناك الكثير من هذه الامور التي تدعو للقلق: الحظ السيئ، والاصابات وغيرها، كانت هناك كل انواع الهراء، الجميع كان يستعد لمواجهه بارما، الجميع كان مستعداً لفعل اي شيء، وهذه كانت مشكله اخري، لان الضغط كان يبدو بانهُ تخطي الحدود علي الفريق، كان من الممكن ان يقيدنا هذا الضغط، النادي ايضاً قام بمنعنا من التحدث للصحف، كنا نريد التركيز علي تلك المباراه فقط، مانشيني الذي كان معتاداً علي المؤتمرات الصحافيه قبل المباريات، لم يتحدث قبل تلك المباراه، الوحيد الذي تحدث عن اللقاء كان موراتي، والذي ظهر في فندقنا في الليله التي تسبق المباراه، وقال للصحافيين هُناك: "تمنوا لنا الحظ السعيد، نحن بحاجته"، ولا شيء غير ذلك.

الامور كانت اصعب، خاصه ان فريق بارما كان يريد تحقيق الفوز من اجل ان يضمن بقاءه في الدرجه الاولي، المباراه كانت مساله حياه او موت حتي بالنسبه للخصم، لم نكن لنحصل علي اي شيء بشكل مجاني، اقتربت المباراه، وقبل ان نتوجه للملعب، جاءت الاخبار باننا لن نتمكن من الاستعانه بجماهيرنا التي مُنعت من دخول الملعب.

اتذكر ان مانشيني غضب عندما علم ان جانلوكا روكي هو من سيقود اللقاء "ذلك الشيطان دائما يسبب لنا المشاكل"، السماء كانت ملبده بالغيوم، كان يبدو بانه ستمطر، بدات اللقاء من الدكه، لم العب منذ فتره طويله، ومانشيني بدا ببالوتيلي وكروز، لكن روبيرتو مانشيني قال لي: "كُن مستعداً للدخول"، وبالتاكيد تحمست لذلك، كنا حينها تحت ذلك السقف في مقاعد البدلاء نسمع صوت سقوط اول قطرات المطر، المباراه بدات وجماهير بارما كانت تصفر ضدنا، الضغط كان رهيباً، والانتر هيمن علي اللقاء.

كروز وماريو كانت لديهما فرص سانحه للتسجيل لكن لم يستغلاها، كنا جالسين في مقاعد البدلاء نتابع اللقاء، كنا نتحمس مع كل لقطه في المباراه، نقفز ونشتم ونصرخ، لكن لم نكن نتابع الملعب فقط، كنا نتابع اللوحه الالكترونيه في الملعب التي كانت تُباشر نتيجه روما ضد كاتانيا ايضاً، وبما ان المباراه هناك ما زالت نتيجتها التعادل 0-0، فان الامور ما زالت تسير بهدوء، بهذه النتائج سنفوز بالاسكوديتو، لكن الفريق تنبه حينها: هل سوف ننتظر نتيجه روما؟ نتصدر طوال الموسم ومن ثم اذا سجلوا نخسر اللقب؟ ستكون ضربه عنيفه جداً لنا، وفعلاً، روما سجلوا الهدف الاول لهم ضد كاتانيا، وفجاه اصبحنا في المركز الثاني، امعنت النظر الي الملعب، الي اللاعبين والجماهير وجميع الادوات الموجوده، واستحضرت كل ذكريات التسعينيات مع الانتر: هل ستحدث هذه الامور مُجدداً؟ هل ستعود اللعنه علي الفريق؟

لم ار اي شيء مثل تلك المناظر، كانت الاوجه شاحبه تماماً واختفت منها الالوان، نتحدث عن رُعب مُطلق هنا، هذا لا يمكن ان يكون حقيقياً، كان امراً مخيفاً وكارثياً، والمطر استمر في الهطول، جماهير بارما كانت تصرخ وتفرح، لان خساره كاتانيا ضد روما ايضا كانت سوف تنقذهم، لكن بالنسبه لنا نتيجه المباراه الثانيه كانت اشبه بالموت، لهذا زاد التوتر علي جميع اللاعبين، رايت ذلك علي اوجه اللاعبين، كانت هناك احمال ثقيله علي اكتافهم، وهذا امر لم يحصل عليّ، بعد الشوط الاول وعندما كانت النتيجه 0-0، تلقيت اوامر باجراء عمليات الاحماء، كنت اريد قلب هذه المعطيات بقدر الالم الذي كنت اعاني منه، واتذكر ذلك جيداً: عندما نهضت للاحماء، الجميع كان ينظر الي: مانشيني وميها والطاقم الفني والطبي وجميع من ينتمي للفريق، كانوا وكانهم يعولون عليّ، كل ذلك ظهر من خلال نظراتهم، كانوا يحدقون بي، وكان من المستحيل الا تشعر بالضغط الكبير في تلك اللحظات.

- "ارجوك، قم بانهاء هذا الامر".

الجميع كان يطلب مني ذلك، لكنني لم ادخل بين الشوطين، انتظرت سته دقائق ومن ثم شاركت، العشب كان رطباً، وانا لم اتدرب مع الفريق ولم يكن بامكاني الركض بسرعه، بالاضافه الي ان الضغوطات كان كبيره بشكل لا يصدق، لكن علي الرغم من كل هذا، لا اتذكر انني تخوفت من اي شيء طوال حياتي، اتذكر انني فوراً جربت تسديده من منتصف الملعب، خرجت وكانت قريبه من المرمي، بعد دقائق بسيطه، حاولت مره اخري لكن ايضاً اخطات المرمي، شعرت بانني اكون دائما في نفس المكان وتتاح لي نفس الفرص لكنني لم استطع استغلالها.

في الدقيقه الـ 62 حدث الامر مره اخري، استلمت الكره من خارج منطقه الجزاء، وتقدمت، ستانكوفيتش هو من مرر الكره، اخذتها وقمت بتجاوز مدافع حاول رمي نفسه عليّ، تقدمت وفي كل مره تضرب فيها الكره العشب، كان الماء يرتفع بعض الشيء، وجدت الفرصه لكي اسدد، وسددت، لم تكن تسديده قويه، ابداً، بل كان تسديده ارضيه ذهبت الي القائم الايسر ودخلت المرمي.

بدلاً من القيام بفرحه عنيفه، وقفت في مكاني، واللاعبون جميعهم ركضوا نحوي، اولاً فييرا ومن ثم بالوتيلي وجميع اللاعبين، الرعب اختفي، ستانكوفيتش قام برمي نفسه علي العشب بعد ذلك الهدف، وكانهُ كان يصلي طوال الوقت واراد شكر الرب بعد ذلك، كانت بكل تاكيد فرحه هستيريه، وهُناك في اعلي المنصه ماسيمو موراتي كان يقوم بتحيتي بعد الهدف كان تقريباً يرقص في مكانه فرحاً وفخراً، ذلك الهدف اثر علي الجميع، كل شخص كان ينتمي للنادي وكان الحجر سقط من قلوبهم، الحياه عادت الي تلك الاوجه، كان ذلك اكثر من مجرد هدف، وكانني انقذت النادي من الغرق، نظرت الي الجماهير التي كانت تقف في الاعلي خلف الحواجز، وقمت بالاشاره لها: لا اسمعكم، ماذا تقولون؟ ازداد صراخهم وضجيجهم، وعندما هدات الامور اكملنا اللقاء، بكل تاكيد لم يحسم اي شيء بعد، فهدف وحيد من بارما سيعيدنا الي المشكله السابقه، لهذا عاد التوتر في اقدام اللاعبين، بالتاكيد لم يكن مثل التوتر الذي كان قبل هدفي، ابدا، لكن لم يتجرا اي لاعب من فريقنا علي التنفس بسهوله، امور اسوا من ان نعرفها قد تحدث.

في الدقيقه الـ 70 قام مايكون بالمرور من الجهه اليُمني، تجاوز ثلاثه لاعبين ومن ثم قام بارسال كره عرضيه، ركضت باتجاهها وقمت بضربها وهي في وضع نصف طائر، واتجهت للمرمي، وتخيلوا: طوال شهرين كنت بعيداً عن كره القدم، والصحافيون كانوا يكتبون كل انواع القذارات عني وعن الانتر، قالوا ان الانتر فقد نغمه الفوز، وان كل شيء سوف يُفلت منا، وانني لست بطلاً حقيقياً مثل ديل بييرو وتوتي، وانني لا اظهر بشكل جيد عندما يتطلب الامر، لكن الان؟ اظهرت لهم من انا، سجلت الهدف ومن ثم قمت بالسباحه علي ركبي في العشب المبلل، وانتظرت الهجوم الثاني من زملائي، شعرت بذلك في داخلي: هذا شيء عظيم، بعد دقائق بسيطه، الحكم اعلن نهايه اللقاء، والاسكوديتو للانتر!

انتر لم يفز باللقب منذ 17 عاماً، مر بفتره كانت مليئه بالمشاكل والحظ الاسود والمعاناه، لكن منذ ان جئت، الفريق فاز بلقبين متتالين، الفوضي عمت كل مكان، الناس دخلوا الي ارض الملعب واحتفلوا معنا، في غرف الملابس الكل كان يصرخ ويحتفل، لكن ايضا كان هناك اناس صامتون، مانشيني دخل الي غرف الملابس، مانشيني لم يكن ذا شعبيه كبيره لدي الفريق، خاصه بعد موقفه بعد الخروج من دوري الابطال، لكن الان هو حقق الاسكوديتو.

اتذكر انه بعد المباراه، سالني الصحافيون: "لمن تُهدي هذا الفوز؟"، قلت "لكم! ولكل شخص شكك بقدراتي، وللانتر"، هكذا اقوم بالامور علي طريقتي، دائماً افكر في الانتقام، كان ذلك معي منذ ان كنت في روزينغارد، هذا ما يقودني فعلياً، لم انس كلمات موراتي حينها عندما قال "ايطاليا كلها كانت ضدنا، لكن زلاتان ابراهيموفيتش كان هو رمز نضالنا"، حصلت علي جائزه افضل لاعب في الدوري الايطالي في ذلك الموسم، وبعدها بفتره قصيره ظهرت اخبار عن انني فعلاً صاحب الاجر الاعلي في العالم.

الان يجب ان اقوم بضربتي، لكن فجاه ظهر بعض القلق: لاحظت بعد لقاء بارما ان الم ركبتي عاد لي، لم اكن ابداً بكامل عافيتي، واعتقد ان الجميع انصدم عندما علم انني لن اشارك في نهائي كاس ايطاليا، كان الامر مؤسفاً لانهُ كان بامكاننا ان نحقق الثنائيه، لكن الانتر من دوني خسر من فريق روما الذي انتقم من هزيمه الدوري، بطوله الامم الاوروبيه كانت علي وشك ان تبدا، ولم تكن لدي اي فكره عن امكانيه مشاركتي في تلك البطوله الكبيره او الابتعاد بسبب الاصابه، لقد ضغطت علي نفسي كثيراً في هذا الموسم، ويبدو بانني سوف ادفع ثمن هذا التصرف.

انا زلاتان(1)... غوارديولا اشتري فيراري واستعملها كـ "فيات"!

انا زلاتان(2)...عندما صرخت بوجه غوارديولا "انت تخاف من مورينيو"!

انا زلاتان (3).. سرقه الدراجات والطفوله القاسيه

انا زلاتان(4)..بدون الكره لكنت مجرماً..وعندما قررت تقليد محمد علي

انا زلاتان (5)...عندما صرخت "كلكم حمقي، وكره القدم حماقه"

انا زلاتان (6)... عندما تعلمت تقليد مهارات البرازيليين

انا زلاتان (7).. رحله الصعود للفريق الاول مع مالمو

انا زلاتان (8).. ما الذي حدث في هذه الحياه؟

انا زلاتان (9)... الدرجه الثانيه ونقطه التحوّل

انا زلاتان(10)...الهدف الذي اذهل اياكس لدفع 85 مليون كراون!

انا زلاتان(11).. مواصله التالق قبل الرحيل لاياكس

انا زلاتان(12).. البدايه مع السويد ومواصله رحله التمرد

انا زلاتان (13).. نهايه رحله مالمو ووداع بطريقه سيئه

انا زلاتان(14)..المراوغه التي ذهبت بمدافع ليفربول لشراء الهوت دوغ!

انا زلاتان (15)..عندما طردني كومان" اذهب الي بيتك"!

انا زلاتان (16).. عندما قذفني ميدو بالمقصات.. فصفعته!

انا زلاتان (17).. مهمّه هيلينا المستحيله!

الخبر من المصدر