برعاية

أنا زلاتان (25).. حرب البلقان مع الإنتر وميهايلوفيتش الحقير!

أنا زلاتان (25).. حرب البلقان مع الإنتر وميهايلوفيتش الحقير!

يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسله مقالات (عصير الكره) عن افضل وابرز ما كُتب حول اسرار الساحره المستديره وعالم نجومها، وندخل سويّاً الي الكتاب الخاص بالنجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.

الدوري كانت تتحدّد معالمهُ عاده في الربيع، لكن في هذا الموسم المعركه مستمره حتي النهايه كما يبدو. كنا نحن وميلان نملك 70 نقطه. الصحف كتبت عن ذلك بكل تاكيد. كانت قصص من الدراما. كنا سنتواجه في مباراه مصيريه في الثامن من مايو/ ايار في السان سيرو. لقد كان اشبه بنهائي البطوله، والجميع كان يرشح الميلان للفوز، ليس لانهُ يلعب في ارضه، لكن لاننا لعبنا في الدور الاول بشكل سيئ، وميلان هو من سيطر واظهر مستوي مميزاً. الكثيرون كانوا يرون بان الميلان هو الفريق الافضل في اوروبا في ذلك الوقت علي الرغم من قوه عناصر فريقنا، ولم يفاجا احد عندما فعلها الميلان من جديد وتاهل لنهائي دوري الابطال في ذلك الموسم. لقد كانت المصاعب ضدنا كما يُقال، وهذا الامر تجلي بعد مباراتنا ضد الانتر. تلك المباراه كانت في الـ20 من ابريل/ نيسان، كانت بعد ايام من تسجيلي لهاتريك ضد ليتشي. كنت اتلقي المديح من كل مكان، ورايولا حذّرني: انت النجم الان، وستجد محاصره قويه من مدافعي الانتر.

لقد كانت هُناك عداوه قديمه بين الانتر واليوفنتوس، وفي دفاع الانتر كان هناك مدافعون شرسون للغايه، من بينهم ماتيراتزي. لم يستقبل "السيريا ا" لاعب بطاقات حمراء اكثر منهم. ماركو عرف باسلوبه الخشن والقبيح، بعد ذلك بحوالي سنه، وفي صيف عام 2006 ماتيرازي اشتهر بسبب ما فعله في نهائي كاس العالم مع زيدان، وتعرضه للنطحه في الصدر، ماتيراتزي كان يستفز ويلعب بعنف. يطلقون عليه لقب الجزار احيانا.

في الانتر كان هناك ايفان كوردوبا، هو قصير لكنهُ كولومبي قوي، تماما مثل ميهايلوفيتش، سينسيا كان صربيا، والصحف كتبت كثيرا عن ذلك قبل المباراه، وعن توقعاتها لوجود حرب للبلقان في وسط المباراه، هذا كان هراء. ما يحدث في الملعب لا علاقه لهُ بالحروب. انا وسينسيا لاحقا اصبحنا اصدقاء في الانتر، ولم يكن يعنيني من اين جاء الشخص وما هي جنسيته. لم اهتم بهذه الامور، وكيف لي ان افعل؟ عائلتي كانت عباره عن فوضي، فوالدي من البوسنه، وامي من كرواتيا، والد اخي الصغير كان من صربيا، لذلك لا، لم يكن الامر يتعلق بحرب البلقان، لكن ميها كان قويا بالفعل.

كان من افضل منفذي الركلات الحره في العالم وكان يعتمد علي استفزاز خصومه، كان قد قال لباتريك فييرا: ايها الاسود القذر! كان ذلك في مباراه في دوري ابطال اوروبا، ولقد جري تحقيق كامل في ذلك حول عنصريه ميهايلوفيتش، وفي مناسبه اخري: ميها قام بركل ادريان موتو ـ زميلنا الحالي في اليوفي ـ والبصق عليه، ولذلك تم ايقافه لثماني مباريات.

لم اجعل من هذه الامور حدثا كبيرا. اعتدت علي ان اُبقي ما يحدث في الملعب، في الملعب فقط، هذه هي فلسفتي، وبكل صراحه: سوف تتعرضون لصدمه كبيره عندما تعلمون ما الذي يحدث في الملعب، لقد كانت هناك شتائم وتهكّم، وحرب مستمره، وما ذكرتهُ حول لاعبي الانتر، كان فقط لتعرفوا بان ما سيحدث في تلك المباراه لم يكن من السهل التعامل معه. مدافعو الانتر بامكانهم ان يلعبوا بقوه وعنف، وانا ادركت بان المباراه تلك سوف تكون مباراه شرسه ولن تكون مجرد مباراه عاديه. كان هناك كره واهانات لي ولعائلتي. تحدثوا عن عائلتي وعن شرفي، وكنت اقوم بالرد عليهم بقوه. لا يمكنك الا ان تفعل ذلك. اذا انحنيت امامهم سوف يتم سحقك. كان يجب عليّ ان استغل غضبي لكي انهكهم في الملعب، حينها كنتُ قويا بدنيا وجاهزا. لم يكن من السهل مواجهه زلاتان ابدا، خاصه في ذلك الوقت الذي تطورت كثيرا فيه، لم اعد فتي اياكس المراوغ بعد الان. لقد اصبحت اقوي واسرع، ولم اكن هدفاً من السهل القضاء عليه اطلاقا. مانشيني قال عني، قبل تلك المباراه: "ابرا ظاهره، عندما يلعب بمستواه، يكون من المستحيل مراقبته"، الله يعلم بانهم حاولوا فعل ذلك، حاولوا ايقافي بالتدخلات العنيفه، وكنت ارد عليهم بقوه اكبر.

كنتُ وحشيا في تعاملي، كنت "المُقاتل"، كما قالت الصحف. بدات المباراه، وفورا في الدقيقه الرابعه حدث تصادم بيني وبين كوردبا بالراس، وسقطنا علي ارض الملعب، نهضت مترنحا، في حين كوردبا نزف بشده، خرج من الملعب وعاد بعد التدخل الطبي ورتق الجرح، ولم تهدا الامور علي الاطلاق، كان هناك شيء ما قادم، نظرنا الي اعين بعضنا بحقد كبير. لقد كانت حرباً، كانت مباراه اعصاب وعنف، وفي الدقيقه 13 من عمر المباراه حدث صدام اخر بيني وبين ميهايلوفيتش. لم نعرف ما الذي حدث، فجاه ادركنا اننا نستلقي علي الارض، وراسي قريب من راسه. في تلك اللحظه، دبّ الادرينالين فجاه بيننا. ميها حاول القيام بشيء ما، لكنني قمت بضربه ضربه بسيطه علي راسه. صدقوني، لو كنت اريد ضربه بحق، لم يكن ليستيقظ، لكنني اردت فقط ان اوضح له انني لا اهتم له: لن انحني لك ايها الحقير! ميها لم يرد. في الحقيقه امسك راسه وبدا محاوله تمثيل مسرحيه خاصه من اجل طردي، لكنني لم احصل حتي علي مجرد انذار، الانذار جاء بعد دقيقه من ذلك بعد اشتباك مع فافالي.

لقد كانت مباراه عنيفه، لكنني رغم ذلك لعبت جيدا، واشتركت في معظم هجماتنا، لكن تولدو قام بمباراه عظيمه ضدنا. تصدي لهجماتنا في كل مره، حتي تاخرنا في النتيجه بهدف كروز، حاول القتال من اجل العوده بكل ما نملك، لكن لم يحدث ذلك، حينها بدات فكره الانتقام تحوم في الاجواء. كوردوبا حاول ان يعيد لي ما فعلته له، وركلني في وركي وحصل علي انذار. ماتيراتزي استمر في استفزازي، وميها كان يعمل علي تدخلاته العنيفه وكلماته السيئه. ناضلت في طريقي. قاتلت وقمت بتسديده رائعه قبل نهايه الشوط الاول. في الشوط الثاني سددت من بعيد واصطدمت الكره بالتقاء العارضه والقائم، ثم سددت ركله حره وتصدي لها تولدو باعجوبه. الهدف لم ياتِ، وعندما بقيت دقيقه علي المباراه، تقابلت مجددا مع كوردوبا، في ذلك الوقت وجّهتُ له ضربه في الرقبه. لم اعتقد انها ضربه خطيره، توقعت انها جزء من الحرب علي الملعب، والحكم لم يرَ ما فعلته، لكن العواقب جاءت وخيمه، خسرنا، وكان هذا امرا صعبا لوحده، فبالنظر الي الجدول، هذه الخساره قد تكلفنا "الاسكوديتو".

بعد ذلك، لجنه الانضباط في الاتحاد الايطالي قررت دراسه صور تدخلي مع كوردوبا، وقررت بناءً علي ذلك ايقافي لمده 3 اسابيع، وهذه كانت كارثه كبيره، سافوّت المباريات الهامه الاخيره في الدوري، من ضمنها اللقاء الكبير ضد ميلان في 8 مايو/ ايار. شعرت بانهُ لم تتم معاملتي بعدل في ذلك القرار "لم تتم معاملتي بعدل"، هذا ما قلتهُ للصحف، بعد كل تلك التدخلات والاهانات التي تلقيتها يتم ايقافي! لقد كان امرا من الصعب تقبّله. وبالنظر لاهميه الفريق، ايقافي كان ضربه كبيره للنادي باكمله. الاداره قامت بمحاوله الطعن في القرار، واستندت للمحامي لويجي تشيبيرو، وكان مشهورا بدفاعه عن اليوفي في قضيه المنشطات. دافع عني وقال بانني تعرّضت للكثير من الاهانات في الملعب في تلك المباراه. لويجي قام بالاستعانه حتي بقارئ للشفاه من اجل التاكد من الاهانات التي وجّهها ميهايلوفيتش لي، لكن الامر كان صعبا، لان اغلب ما قالهُ ميها كان باللغه الصربيه ـ الكرواتيه. مينو رايولا خرج بعد ذلك وقال بان ما قاله ميهايلوفيتش بشاني من الصعب ان يُذكر، لانهُ تحدث بامور سيئه عن عائلتي وعن امي "رايولا مُجرد صانع للبيتزا"، هذا ما قالهُ ميهايلوفيتش عن مينو رايولا بعدما سمع تصريحاته. مينو لم يكن صانعاً للبيتزا قط، كان فقط يعمل في ذلك المطعم مع والديه ويساعدهما. رايولا رد وقال: "افضل ما في تصريح ميها انهُ اثبت ما يعرفهُ الجميع مسبقا، وهو انهُ مجرد غبي، هو حتي لم ينفِ تهجّمهُ علي زلاتان. انهُ رجل عنصري، ولقد اظهر هذا في مناسبات كثيره قبل ذلك".

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا