برعاية

كرة القدم للاجئين للاندماج ونسيان الماضي الأليم

كرة القدم للاجئين للاندماج ونسيان الماضي الأليم

كان لدي الصحفي الالماني اولاف بوتربورد (45 عاما) حلم منذ سنوات بان يلعب كره القدم مع الاطفال، ليس في بلده ميونيخ وانما في مكان اخر من العالم، في افريقيا مثلا. وقبل اربعه اعوام قضي بوتربورد عشره اسابيع في "موشي" عند سفح جبل "كليمنجارو" في تنزانيا. وتحقق حلمه بجمع الاطفال حوله واخذ يدربهم علي لعب كره القدم ونظم لهم مباريات، حسب ما ذكر علي موقعه الشخصي في الانترنت.

وبعد عودته الي المانيا شرع قبل ثلاثه اعوام ونصف العام في لعب كره القدم مع لاجئين موجودين في ميونيخ. في البدايه كانوا يلعبون في ساحه صغيره داخل "الحديقه الانجليزيه" الشهيره، اما الان فيلعبون في ملعب نادي "نوي اوبينغ" (بالالمانيه: ESV Neuaubing) في عاصمه ولايه بافاريا.

اولاف بوتربورد اسس فريق اللاجئين في ميونيخ قبل ثلاثه اعوام ونصف العام

هادي وعمار وسارباسط وجليل لاجئون فروا من بلادهم بسبب الحروب والنزاعات، ووصلوا الي المانيا قادمين من افغانستان والعراق وايران او اريتريا. وهؤلاء ولاجئون اخرون من تونس وغيرها من البلدان اضافه الي ثلاثه ناشئين المان يشكلون فريق كره القدم بنادي "نوي اوبينغ"، الذي يتكون من عشرين لاعبا، ويدربه اولاف بوتربورد.

يقوم المدرب بعمل التمارين امام اللاعبين اولا ويشرحها لهم ببطء باللغة الالمانية. وعندما لا يفهم احد اللاعبين ما يقصده المدرب يقوم زميل له في الفريق بالترجمه. ويقول بوتربورد: "ان عمليه الاندماج لا تتم بدون اللغه الالمانيه. ثم ان هؤلاء لاعبون يمكن ان ياخذهم شباب اخرون قدوه، حتي من ناحيه اللغه".

يتدربون مرتين او ثلاث مرات في الاسبوع، وفي نهايته يخوضون مباراه في دوري الهواه في بافاريا. وخلال التدريبات تسمع ضحكات بصوت مرتفع وتري الحركات المضحكه للاعبين اللاجئين. فسارباسط مثلا يدفع زميله محاولا الاخلال بتوازنه، اما هادي، الموهوب، فيتابع الكره بنظره وكانه اصيب بالحول، فيضحك الجميع. ويقول هادي "عندما اكون في سكني اتذكر الاشياء القديمه، وهذه مساله لا تعجبني اما كره القدم فتمنحنا المتعه".

الاشياء القديمه بالنسبه لهادي ذكريات مؤلمه. فقد ولد في ايران لابوين من افغانستان، فرا من الحرب ولم يحصلا علي اوراق اقامه في ايران. ورغم انه لم يشاهد مناظر القتل والدمار في بلد والديه؛ الا انه واجه في ايران مواقف صعبه، حيث جري اعتقاله مرارا وضربه ومضايقته لدرجه انه فكر في الانتحار، حسب ما يقول. ثم قرر مع والده السفر الي اوروبا. ودفع لمهربين خمسه الاف يورو، فدخل تركيا ومنها الي اليونان ثم اكمل رحلته حتي وصل الي ميونيخ وحده، قبل عام ونصف العام. وبعد وصوله تقابل مع اولاف بوتربورد وفريق اللاجئين.

فريق اللاجئين في نوي اوبينغ فاز في اول مباراتين له في دوري الهواه في بافاريا

ويقول بوتربورد، انه ورغم ان الملعب مخصص اساسا للعب الكره الا ان اللاعبين يتذكرون ايضا فوق العشب التفجيرات في افغانستان مثلا او مقتل ذويهم علي يد تنظيم "الدوله الاسلاميه". ويحاول بوتربورد مساعدتهم في التغلب علي ذلك، كما يساعدهم ايضا في مواعيدهم لدي السلطات ويذهب معهم للمعارض والمتاحف او حتي لمشاهده مباريات بايرن ميونيخ في ملعب اليانز ارينا.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا