برعاية

حمدي المدّب في حوار خاص ومطوّل لـ «الشروق»: لست في حاجة الى دروس في التسيير من «النبّارة»

حمدي المدّب في حوار خاص ومطوّل لـ «الشروق»: لست في حاجة الى دروس في التسيير من «النبّارة»

استشرنا 12 مسؤولا وفنيا قبل انتداب السويح فكيف نتهم بالاستفراد بالراي؟

حلمي الاكبر لمّ شمل كل الترجيين وسياسه «الاقصاء» «اكذوبه» كبري

جهّزنا فريقا شابا سيسيطر علي الكــره التونسيه والافريقيه و«جيرار» سيقضي علي المحاباه والمحسوبيـــه في الشبان

لم احسم ملف ترشحي في الانتخابات، وعرضت دعما بـ 5 مليارات علي التلمساني لخلافتي لكنه رفض

ينبغي ان تكون علاقتنا جيده مع الجامعه، ولكن لن نسكت عن اخطاء التحكيم

حصيلتنا مع الترجي افضل ردّ علي حملات التشكيك

اعطي حمدي المدب - وهو عميد رؤساء الانديه المحترفه واكثرهم سخاء والقابا واقلّهم كلاما - بلا حدود، ونفّذ رئيس الترجي وصيّه الاجداد، وعانق مع شيخ الانديه الامجاد، ولامس العالميه، وعقد صفقات خياليه، واشادت الاتحادات الدوليه بمشاريعه الاحترافيه. كما حاول الرجل الاول في الحديقه «ب» ان يخلص الفريق من الاحقاد، حيث مدّ يده لكل من يدين بالولاء للنادي بهدف توحيد الصّفوف، وتكثيف الجهود لبناء فريق كامل الاوصاف في كل الاختصاصات، وعلي جميع المستويات وذلك مع حلول عام 2019 وهو موعد الاحتفال بمرور 100 سنه علي ولاده النادي العريق.

ان الانجازات الاستثنائيه لحمدي المدب مع شيخ الانديه التونسيه لا تحتاج الي من يعدّدها لكثرتها، ولانها تتحدث عن نفسها، ولكن ذلك لا يعني ابدا غياب الهنات والثغرات، وهو يعترف به مهندس نجاحات الترجيين الذي فتح من جديد قلبه للـ«شروق»، وتطرق في هذا الحوار المطوّل الي جمله الاصلاحات التي قامت بها هيئه النادي، وهذا فضلا عن عده مسائل اخري تهمّ انتخابات وانتدابات شيخ الانديه التونسيه وحملات التشكيك، والجامعه والتحكيم...

بعد مرور 8 سنوات علي راس الترجي الرياضي، ما تقييمك لهذه المسيره الطويله الحافله بالالقاب، والمليئه ايضا بالمتاعب؟

اظن اننا اجتهدنا، واصبنا في العديد من المناسبات وحصدنا اغلي الالقاب في جميع الفروع والاختصاصات، كما اننا وقعنا ايضا في بعض الاخطاء، وهو امر طبيعي في ميدان الرياضه. لو قمنا بقراءه موضوعيه في «الحصيله» علي امتداد السنوات الماضيه سنجدها ايجابيه، ولا يمكن ان يشكّك في نجاحنا الاّ الجاحدون. لقد رفع الفريق الاول لكره القدم رابطه الابطال في شكلها الجديد ضدّ عمالقه القاره السمراء، بعد انتظار طويل دام 17 عاما. وبلغ النادي الدور النهائي للمسابقه القاريه الاهمّ في ثلاث مناسبات، وهذا فضلا عن المشاركه في مونديال الانديه سنه 2011 في اليابان وايضا التتويجات الاقليميه والمحليه، وهو ما جعل فريق «باب سويقه» في اعلي المراتب، وضمن احسن الانديه العربيه والافريقيه. ولن نغفل طبعا عن بقيه الانجازات التي تحققت في الفروع الاخري.

ولم ننشغل باللّهث وراء الالقاب فحسب بل اننا وجّهنا بوصله اهتمامنا للبنيه التحيه، حيث شيّدنا ملاعب اضافيه في الحديقه «ب»، وجعلنا قاعه الزواوي ترتدي حلّه جديده، وقطعنا اشواطا مهمه في بعث «مؤسسه الترجي افاق 2019» ، وهو مشروع رائد يهدف الي الحصول علي فريق محترف باتمّ معني الكلمه: اي علي المستويات الرياضيه والاداريه والماليه.

تحدثت عن النجاحات والاصلاحات وهي كثيره ومتواصله، لكن لمسنا في كلامك استياء واضحا، وغضبا كبيرا علي بعض الاطراف، فمن المقصود بالجحود؟

لقد حزّ في نفسي ان يسخّر الاشخاص الذين يدعون كذبا حبهم وغيرتهم علي الجمعيه كامل وقتهم للتهجم علي مسؤولي النادي، وتوجيه سهام الانتقاد لاهل الدار لغايه في نفس يعقوب. وفي الوقت الذي نعمل فيه ليلا نهارا في سبيل اسعاد الجماهير الصفراء والحمراء، ونضخّ المليارات، ونحاول تجاوز الصعوبات وحصد المزيد من الالقاب، يرابط «النباره» في المقاهي، ويقودون حملات واسعه النطاق للتشكيك في نجاحات الترجي الرياضي. هؤلاء يحاولون عبثا ان يوهموا الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي بان مجهوداتنا ستذهب هباء منثورا، وان الفريق يسير نحو الهاويه. اقول لهؤلاء بان اللعبه مكشوفه، وبان النوايا مفضوحه، ذلك ان القاصي والداني يعرف بانهم بصدد بيع الكلام والاوهام للجماهير الترجيه التي تميّز بين الغثّ والسمين، وبين المحبين الحقيقيين الذين يقفون خلف

لاعبيهم ومدربيهم ومسؤوليهم في الازمات، واثناء الانتصارات والتتويجات، والاشخاص الذين يريدون الحاق الضّرر بشيخ الانديه التونسيه، و»تخريب» ما بناه الرّجال، وما سيحفظه التاريخ وتسير علي نهجه الاجيال القادمه. لقد كنت احلم بان نجتمع كلنا علي كلمه سواء يتمّ بموجبها اعلاء مصلحه الجمعيه. كنت امنّي النفس بان تمدّ كل الاطراف يدّ المساعده للفريق معنويا وماديا، اوعلي الاقل بالكلمه الطيّبه، لكن للاسف الشديد انخرط بعضهم في حملات التشويه والتشكيك و«التنبير» وهو امر غير معقول. نحن نرحب بالنقد البناء الذي يهدف الي تصحيح الاخطاء، ولكننا نرفض في المقابل المسّ من سمعه المسؤولين. ويبدو ان هؤلاء لم يفهموا بعد بانني شخص متطوع وضع نفسه، وماله، ووقته، وضحي بكل شيء حبا في الفريق. لقد التحقت بالنادي منذ عقود، وتقمصت الوانه كلاعب وكمسؤول، ولم ابخل عليه يوما بالدعم. ولن اتوقف علي عشق الاصفر والاحمر ومساندته ابد الدهر، شرط ان لا يجعلني اصحاب «النفوس المريضه» انفر من المنصب الذي اشغله الان في الحديقه. اقول لهؤلاء بانني ادير شركات بالجمله، وقضيت سنوات طويله في الترجي (منذ الستينات)، وبناء عليه فانني لست في حاجه الي دروس منهم في طرق التسيير.

هل يعني هذا انك بريء من تهمه الاستفراد بالراي، وتكريس سياسه الاقصاء كما يدعي بعض منتقديك؟

بوسعي ان اسوق مثالا واحدا يؤكد اننا نتبع منهج «الشوري»، واتخاذ القرارات بالاجماع، حيث لم نمنح الضوء الاخضر للتعاقد مع المدرب الجديد للفريق الاول عمار السويح الا بعد الاستئناس باراء 12 من اهل الدار بين فنيين ومسؤولين. لقد فتحنا الابواب علي مصراعيها امام كل الترجيين للمساهمه في دفع مشروع «الترجي – الجديد» ومنحنا صلاحيات غير محدوده للوافدين الجدد، وقمنا بازاله العراقيل القانونيه «الوهميه» (التي صنعها البعض) لتشارك كل الاطراف في العمليه الانتخابيه لشيخ الانديه التونسيه، فكيف نتهم بالاقصاء، والاستفراد بالراي؟

نجحتم في لمّ الشمل، وتجاوز الخلافات القديمه حيث عاد احمد بوشماوي وزياد التلمساني... وغيرهما الي الواجهه، لكن سرعان ماعادت الامور الي ما كانت عليه، وشعر المتابعون بان مشروع «المصالحه» الترجيه سقط في الماء فهل من تفسير لما حدث؟

اؤكد بان الترجي الرياضي ملك لجميع ابنائه، ومن حق كل المحبين والمسؤولين واللاعبين السابقين... ان يساهموا في عمليّه البناء كل من موقعه، ومن هذا المنطلق فقد فتحتنا الابواب للجميع. لقد كانت سعادتي كبيره بالتفاف ابناء الدار حول ناديهم، ورجوع بعض الوجوه الرياضيه الي الساحه. واعتقد شخصيا ان النجاح في جمع كل الترجيين علي طاوله واحده ليس بالامر المستحيل، ومن المؤكد ان الايام القادمه ستثبت ان مشروع «المصالحه» ممكن حتي وان اصطدم ببعض الصعوبات.

وكيف تفسر انسحاب زياد التلمساني في منتصف الطريق؟

لقد انسحب زياد من تلقاء نفسه، وذلك لاسباب مهنيه وشخصيه. اظن اننا منحناه ثقه كبيره، وصلاحيات واسعه، ووضعناه ضمن القائمه الانتخابيه التي كنا قد جهزناها في وقت سابق لخوض غمار الانتخابات، وذلك قبل ان يعلن الانسحاب.

هل جاءت عوده رياض بالنور الي موقعه الاول في فرع كره القدم في الوقت المناسب؟

الترجي في حاجه الي جميع ابنائه، واعتقد شخصيا ان رياض سيقدم كعادته الاضافه المطلوبه، وذلك علي امل النجاح في استقطاب بقيه اهل الدار خاصه منهم الذين يملكون مؤهلات كبيره ومفيده لشيخ الانديه التونسيه مثل شكري الواعر واحمد بوشماوي وطارق بوشماوي...

يبدو انك تؤمن بالوحده الترجيه، وترفض التنكر للاعبين والمسؤولين القدامي حتي وان تعلق الامر بمن هم خلف القضبان كما هو الحال بالنسب الي الرئيس السابق سليم شيبوب؟

قلت ان حلمي الاكبر ان يتّحد كافه ابناء النادي، لقد عاد بالنور مثلا الي مكانه الطبيعي، ومع ذلك فانني كنت اتمني ان يكون التلمساني بجانبه من اجل نجاعه اكبر، كما انني باق علي العهد بخصوص الدفاع عن رموز النادي علي غرار سليم شيبوب الذي يعتبر جزء من التاريخ المجيد للفريق، لقد اعلنا مساندتنا المطلقه للحمله التي اعلن عنها الانصار لمسانده الرجل في محنته. نحن نطالب بمحاكمه عادله لشيبوب، ونؤكد للمره الالف بان جميع اسهامات المسؤولين واللاعبين السابقين محفوظه، ونشير الي ان كل انجازات شيبوب عالقه في اذهان الترجيين، وان كل صوره ثابته في مكانها داخل اسوار الحديقه «ب». كما اننا حاولنا الوقوف بجانب نجله واقنعناه بالعمل في الفريق (مع الشبان)، وذلك قبل ان تنهار معنوياته خلال الفتره السابقه جراء تعقّد وضعيه والده الذي ندعو له بالفرج في اقرب الاجال.

فتح الفريق ابواب الترشحات لرئاسه الترجي منذ يوم 4 سبتمبر الجاري، وتؤكد كل المعطيات بانك ستكون في طريقه مفتوح للفوز بولايه جديده وبانك لن تجد من ينافسك علي هذا المنصب؟

انا لم احسم بعد ملف ترشحي لرئاسه الفريق، ذلك ان كل الاطراف علي علم بانه نال مني التعب، وبانني افكر في الانسحاب منذ حوالي ثلاث سنوات علي الاقل، ولكن نداء الواجب يمنعني في كل مره من تنفيذ ما عزمت عليه.

ولكن «كبار» الفريق اكدوا بانه لا بديل عنك، ولا معوض لك فما تعليقك؟

الترجي لن يتوقف علي اي شخص، الفريق لم يتاثر برحيل الدكتور الشاذلي زوين وغيره من المسؤولين الـ»كبار»، ولا يمكن باي حال من الاحوال ان يتوقف علي خدمات المدب. كل ما يمكنني ان اؤكده في الوقت الراهن بانني لن اتخلي عن دعم الفريق، وسالبي جميع طلبات المدربين علي مستوي الانتدابات في بقيه فتره الانتقالات، وذلك بغض النطر عن بقائي من عدمه في الحديقه «ب».

وقد يخفي علي البعض بانني اقترحت خمسه مليارات علي زياد التلمساني ليترشح لرئاسه النادي، ولكنه رفض لان المسؤوليه جسيمه، وليس كما يتصور البعض، ان المهمه علي غايه من التعقيد جراء الخسائر الكبيره بسبب «الويكلو» (الجزئي)، وغياب الدعم في الجمعيات. ولم يكن من السهل ابدا ان يظل الترجي بمناي عن شبح الازمات الماليه والاضرابات بعد اندلاع «الثوره» التونسيه.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا