برعاية

أنا زلاتان (19)...ما يفعلهُ كارو بالكرة..أستطيع فعلهُ ببرتقالة

أنا زلاتان (19)...ما يفعلهُ كارو بالكرة..أستطيع فعلهُ ببرتقالة

يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسله مقالات (عصير الكره) عن افضل وابرز ما كتب حول اسرار الساحره المستديره وعالم نجومها، وندخل معاً الي الكتاب الخاص بالنجم السويدي زلاتان أبراهيموفيتش.

لم يكن لديّ الكثير من الاشخاص لاتحدث معهم عن كره القدم. ماكسويل كان موجودا في ذلك الوقت بكل تاكيد. كان هناك بقيه اللاعبين ايضاً: لكن لا، الوضع كان تنافسيا في النادي ولا يمكنني ان اثق باي شخص، خاصه فيما يتعلق بوكلاء الاعمال والانتقالات. كل شخص كان يريد الانتقال الي ناد كبير. لهذا شعرت انهُ يجب عليّ ان اتحدث مع شخص من الخارج.

فكرت اولا في ثيجس، ثيجس سليغرز كان صحفيا قابلني في صحيفه " Voetbal International" وقد اعجبت به. تحادثنا بعد ذلك في الهاتف، وكان شخصا يمكنني ان اتبادل الافكار معه. لقد كان يعلم كل الامور. خاصه بالنسبه لي، كان يعرف كيف نشات وكيف كنت ومن هم الاشخاص الذين افضلهم. لهذا اخرجت رقمه وقمت بالاتصال به وشرح وضعيتي له.

-"يجب عليّ ان اقوم بتغيير وكيل اعمالي، من تعتقد انهُ الافضل بالنسبه لي؟".

- ثم رد ثيجس، لقد كان رائعا بحق: دعني افكر في هذا الامر. وبالتاكيد تركتهُ يفكر، لم اكن اريد الاستعجال.

-ثم عاد: "اسمع، هناك اثنان: اولا..الشركه التي تقوم برعايه بيكهام، يفترض ان تكون مميزه.

وثانيا: هناك وكيل اعمال جيد، لكن..".

- "وكيل الاعمال هذا اشبه برجال المافيا".

- "هذا يبدو جيدا بالنسبه لي".

- " لقد كنت متاكدا من انك سوف تقول هذا".

- "عظيم، قمت بتحديد الاجتماع".

ذلك الرجل الذي يتحدث عنه ثيجس لم يكن من المافيا حقا، لكن كان لديه ذلك الاسلوب. اسمه مينو رايولا، وكنت قد سمعت به قبل ذلك، لقد كان وكيل اعمال ماكسويل، ومن خلال ماكسويل كان يحاول ان يتواصل معي قبل عده اشهر. هكذا هو يعمل، مينو دائما يدخل من خلال الوساطات، لقد كان يقول "اذا قمت بعرض نفسك، فستكون في موقف اضعف".

لكن بدايتهُ لم تكن جيده معي ابدا. لقد لعبت دور المغرور في البدايه، واخبرت ماكسويل "اذا كان لدي هذا الشخص شيء مثير فليات ويعرضهُ علي. والا فانا لستُ مهتما به". لكن الرد جاءني بسرعه من رايولا عبر صديقي ماكسويل.. وكان الرد قاسيا وشعرت انه قل من شاني بعدما شتمني.

وعلي الرغم من انني غضبتُ حينها، الا انني انجذبت له عندما عرفت الكثير من الامور عنه. يعجبني هذا الاسلوب في الكلام: الشتم وغير ذلك. يُشعرني بانني في المنزل. شعرت حينها انني ومينو رايولا لدينا نفس الخلفيه. لا احد منا حصل علي ما حصل عليه بشكل مجاني.

مينو ولد في جنوب ايطاليا في مقاطعه ساليرنو. لكن اثناء طفولته، انتقلت عائلته للعيش في هولندا وقامت بافتتاح مطعم بيتزا في هارليم. مينو كان قد قام بتنظيف الصحون وعمل كنادل في طفولته. لكنهُ تطور بعد ذلك وبدا يدرس الاقتصاد بعنايه وعمل الكثير بعد ذلك.

وكوكيل اعمال لم يبدا بانتقالات صغيره. بل في عام 1993 قام ببيع بيركامب الي انتر ميلان. وفي 2001 ساعد نيدفيد علي الانتقال الي يوفنتوس مقابل 41 مليون يورو.

لم يكن الافضل علي الاطلاق، لكنهُ كان يتطور ويرتفع شيئا فشيئا. وقالوا عنه انهُ قادر علي استعمال اي حيل تخدم اهدافه. هذا كان يبدو جيدا بالنسبه لي لانني لم ارد شخصا صالحا ومتلزما. كنت اريد ان يتم بيعي واحصل علي عقد جيد، لهذا اردت ان اثير اعجاب ذلك الوكيل.

عندما حجز ثيجس موعد الاجتماع في فندق اوكورا بامستردام، قمت بارتداء ذلك الجاكيت البُني من Gucci. لم اكن اريد ان ارتدي بذله رياضيه وابدو مثل ذلك المغفل الذي تم خداعه في المره الاولي. ذهبت الي مطعم ياباني داخل ذلك الفندق. كنا قد حجزنا احدي الطاولات هُناك لكن المشكله هي انني لم اكن اعرف نوعيه الشخص الذي يجب علي توقعه. توقعت شخصا اخر بساعه ذهبيه وبذله باهظه الثمن. لكن ما الذي اراه بحق الجحيم! انه شخص يرتدي الجينز مع قميص من نايكي، مع ذلك الكرش، كان مينو يبدو وكانهُ من اولئك الاشخاص في فيلم Sopranos.

هل هذا هو الشخص الذي يفترض ان يكون وكيل اعمالي؟ لقد تعرضت لصدمه. لكن هل تعلمون ماذا فعل ذلك الوغد عندما بدانا في التحدث؟ لقد قام بطباعه اربع اوراق فيها الكثير من الاسماء، مثلا: كريستيان فييري 27 مباراه و24 هدفا، بيبو اينزاغي 25 مباراه و20 هدفا. تريزيغيه 24 مباراه و20 هدفا. واخيرا: ابراهيموفيتش 25 مباراه و5 اهداف!

- نظر لي وقال: هل تعتقد انهُ بامكاني ان اقوم ببيعك مع هذه الاحصائيات؟.

- فوجئت، واستغربت لماذا هذا الهجوم؟ لكنني فكرت وقمت بالرد عليه: اذا سجلتُ 20 هدفا، حتي امي تستطيع ان تقوم ببيعي.

- هدا رايولا بعض الشيء، وكان يريد ان يضحك. اعلم ذلك جيدا. لكن رغم ذلك عاد وكان لا يريد ان يخسر افضليته في النقاش: صحيح، لكن...

- "لكن ماذا ؟". تساءلت ما الذي سوف يخرج به ايضا. توقعت انهُ سوف يهاجمني مره اخري.

- هل تعتقد بكل هذه الامور؟.

- "ما الذي تتحدث عنه؟".

-انت تعتقد انك سوف تبهرني بساعتك الذهبيه وسيارتك البورش، لكنك لم تذهلني ابداً. اري بان ما تفعلهُ امر سخيف.

- هل تريد ان تكون الافضل في العالم؟ ام تكون ذلك الشخص الذي يبحث عن المال فقط ويشتري مثل هذه الامور؟.

- "اريد ان اكون الافضل في العالم".

- "جيد، لانك اذا اصبحت الافضل، فان جميع الامور ستاتي لاحقا، لكن اذا كنت تبحث عن المال فقط، فانك لن تحصل علي شيء، فهمت؟".

- "فكر في ذلك، ثم اخبرني عن رايك". ثم خرج رايولا وانهي الاجتماع.

خرجت من ذلك الفندق، وقلت لنفسي: بالتاكيد سافكر جيدا في هذا الامر. حاولت ان اكون هادئا وان اظهر بمظهر الفتي الواثق واتاخر بالرد عليه، لكنني لم اتمكن من فعل ذلك. كنت متحمسا للعمل معه. لهذا عندما وصلت الي السياره التقطت الهاتف وقمت بالاتصال منه من جديد وقلت له:

- "اسمع، لا يمكنني الانتظار، اريد ان ابدا العمل معك منذ اليوم".

- كان يبدو هادئا: "حسنا". "لكن اذا كنت تريد العمل سيتوجب عليك ان تفعل ما اقولهُ لك".

- "جيد، يجب ان تقوم ببيع سياراتك، وساعاتك. ومن ثم تبدا بالتدرب بشكل اقوي ثلاث مرات، لان احصاءاتك سيئه".

احصاءاتي سيئه! الم يكن علي ان اخبرهُ ان يذهب للجحيم؟ اقوم ببيع سياراتي؟ ما مشكلته مع سياراتي علي اي حال؟ رغم ذلك كنت قد قمت بمنحه سيارتي البورش، ليس لانني اريد ان اكون فتي طيبا، لكن لانه كان من الجيد لي ان اتخلص من تلك السياره في الحقيقه. كنت متاكدا انني سوف اقتل نفسي في تلك السياره. لكن الامور لم تقف الي هُنا فقط، الامور ذهبت بعيدا مع رايولا بلا شك.

سجلت خمسه اهداف فقط لانهُ لم تكن لدي الدوافع، ادركت بانني مع هذا العمل الجاد الجديد، بدات اقدم كل ما لدي في التدريبات والملعب، لكن لم يكن من السهل ان تتحول في ليله واحده. تبدا بشكل جاد ومن ثم تبدا بالتعب. لكن لحسن الحظ، بالنسبه لي لم تكن لدي اي فرصه للراحه لان رايولا كان يتابعني لحظه بلحظه.

لقد كانت احفز نفسي بهذه الطريقه، وكانت طريقه ناجحه. المدرب لم يكن ليرسلني الي البيت الان، لقد كنت اقدم كل شيء لدي في الملعب، واحاول ان اكسب الكره في اي وضعيه حتي وان كنت في التدريبات. في ذلك الوقت شعرت بالم في فخذي اليسري، لكنني لم اهتم، لم ارد الاستسلام، ولم يهمني ان كانت ستسوء الامور بشده. كنت فقط اريد الاستمرار بالعمل؛ ولذلك تحملت الالم. كان هناك العديد من اللاعبين المصابين في الفريق حينها، ولم اكن اريد ان اتسبب للمدرب في مشاكل اكبر. كنت احاول ان اتجاهل المشكله، لكن مينو راني، وادرك انني اعاني من مشكله. ارادني ان اعمل بجد، لا ان اصاب "لا يمكنك ان تواصل اكثر من ذلك، لا يمكنك ان تلعب وانت مُصاب".

اخذت الامر بجديه وقررت ان ازور بعض الاخصائيين. ولقد قرروا انه يلزمني عمليه جراحيه. اجريت العمليه في مستشفي الجامعه في روتردام ومن ثم بدات التاهيل، كنت اعمل في المسبح في النادي بعيدا عن المباريات. مينو قال لمدرب اللياقه "هذا الفتي يجب عليه ان يعود للعب".

داومت علي ذلك العمل لاسبوعين. والغريب في هذا، انهُ لم يكن مجرد امر متعب. لكن كانت هناك بعض المتعه في قتل نفسي. بدات اتفهم معني العمل المتعب الحقيقي. دخلت لمستوي جديد، وشعرت بانني اقوي من اي وقت مضي. بعدما عدتُ من فتره التحضير والاعداد البدني، بدات اقدم كل ما لدي في الملعب.

شعرت بالثقه، لكن كما جرت العاده، عندما تتحسن اموري، تبدا الغيره والحسد حولي، كان هناك جو خاص من التوتر في النادي. خاصه بين اللاعبين الشباب الذين كانوا يريدون اظهار انفسهم والانتقال الي انديه كبري. اعتقد علي سبيل المثال: فان دير فارت لم يكن سعيدا بتطور مستواي، فقد كان علي الارجح اللاعب الاشهر في هولندا في ذلك الوقت. كان هو الشخص المفضل لجماهير اياكس التي لم تكن تحب اللاعبين الاجانب بكل تاكيد. كومان اختاره ليكون قائد الفريق علي الرغم من انهُ يبلغ من العمر 21 عاما فقط. كنت علي الارجح شخصا مغرورا بالنسبه له. لكن هو كانت الامور تسير علي ما يرام بالنسبه له.

بسبب كل هذا، لم يكن من السهل عليه ان يتقبل نجاحي الجديد في الملعب. رافائيل كان يري نفسه غالبا النجم الاكبر ولم يكن يريد اي منافسه في الفريق. لكن لا اعلم، لاحقا اراد ان يتم بيعه مثل البقيه، حاول جاهدا وفعل كل شيء من اجل الخروج. بالنسبه لي، لم اكن اعرفه جيدا ولم اهتم في الحقيقه.

لقد كان ذلك في صيف 2004. والتوتر بيننا لم ينفجر حتي شهر اغسطس/اب. شهرا مايو/ايار ويونيو/حزيران كانا رائعين بالنسبه لنا، فزنا بالدوري مره اخري. وصديقي ماكسويل فاز بجائزه افضل لاعب في البطوله. كنت سعيدا جدا له. اذا كان هناك شخص اتمني لهُ الافضل فهو ماكسويل.

كنت في ذلك الصيف اريد الابتعاد عن اي امور تعاكس مسيرتي، لان كاس امم اوروبا في البرتغال كانت علي وشك البدايه. كانت البطوله الاولي التي ساصلها وانا بمستوي جيد. اتذكر حينها ان هنريك لارسون كان في نهايه مسيرته مع سيلتك وبعد بطوله امم اوروبا 2004 سينتقل الي برشلونه. بعد الخروج من السنغال اتصل وقال "لا يمكنني ان العب للمنتخب بعد الان، اريد البقاء مع عائلتي". وهذا قرار لا يمكنك الا ان تتقبله، خاصه انه من شخص مثل لارسون.

كنا سنلعب في مجموعه ايطاليا، وكنا بحاجه لجميع اللاعبين الاقوياء الذين بامكاننا الاعتماد عليهم. الجميع كان قد فقد الامل بعودته. لكن فجاه لارسون عدل عن قراره وقرر المشاركه: هذا الامر اسعدني كثيرا، ادركت باننا سنكون اقوي معه وبانني ساكون معه في الهجوم.

كان هناك الكثير من الاحاديث حينها عن ان هذه البطوله ستكون الانطلاقه الكبيره لي مع المنتخب. ادركت انه يجب عليّ ان اقدم كل ما لدي لان البطوله ستكون مليئه بالاعين التي ستراقبني. اتذكر انه قبل ايام من البطوله كانت الجماهير حولي بشكل جنوني. وايضا الصحافيون، وفي لحظات مثل تلك كنت مسرورا بكون هنريك لارسون بجانبي لانهُ كان الاشهر في المنتخب حينها. رغم ذلك، ما كان يحدث حولي كان شيئا كبيرا وكنت قد بدات القلق منه. لهذا توجهت الي هنريك لارسون وسالته:

- "اللعـنه لارسون، ما الذي يجب علي فعله مع هؤلاء، اذا كان هناك شخص يعرف فهو انت".

- " اسف زلاتان. من الان وصاعدا يجب ان تتصرف بطريقتك. فوضي مثل هذه لم يسبق لاي لاعب سويدي ان مر بها".

علي سبيل المثال لما كان يحدث حولي حينها: جاء لي صحافي من النرويج ومعهُ برتقاله، لان كارو عندما كان يلعب في فالنسيا انتقد طريقه لعبي، ورددت عليه برد اشتهر بعدها "ما يفعلهُ جون كارو بالكره، استطيع فعلهُ ببرتقاله".

لهذا جاء ذلك الصحافي النرويجي وقال لي: افعل ما قلت بانك ستفعله. وبالتاكيد لم افعل، لماذا علي ان اجعل من هذا الشخص مشهورا؟ وقلت له: اخرج من هنا، لن افعل ذلك، يمكنك ان تاخذ برتقالتك، تُقشرها ومن ثم تاكلها، انها فيتامين جيد لك". حتي ردي هذا اشتهر علي انهُ تاكيد علي انني مغرور ومتكبر. وكثر الحديث عن سوء علاقتي بوسائل الاعلام. وعن التوتر الذي يسود تصريحاتي.

انا زلاتان(1)... غوارديولا اشتري فيراري واستعملها كـ "فيات"!

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا