برعاية

أنا زلاتان (16).. عندما قذفني ميدو بالمقصات.. فصفعته!

أنا زلاتان (16).. عندما قذفني ميدو بالمقصات.. فصفعته!

يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسله مقالات (عصير الكره) عن افضل وابرز ما كتب حول اسرار الساحره المستديره وعالم نجومها، ونستكمل معاً الكتاب الخاص بالنجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.

اتذكر انني لعبت مباراه مع المنتخب السويدي في ريجا، بعد المباراه عدنا بوقت متاخر الي ستوكهولم، اخذت تاكسي انا وميلبيرغ ولاغرباك الي فندق سكاندايك، لم نلعب مباراه عظيمه في تلك الليله، كنا قد تعادلنا مع لاتفيا 0-0 في تصفيات كاس العالم، وانا دائما ما كنت اعاني في النوم بعد المباريات عندما لا العب جيداً، اخطائي في المباراه تصبح وكانها تغلي بداخلي؛ لهذا اتصلت ببعض الاصدقاء وقررنا ان نذهب لاحد البارات التي لم يسبق لي زيارتها، كان الوقت متاخرا، لم نلبث هناك مُده طويله قبل ان تبدا المشاكل! فورا جاءت اليّ فتاه وبدات تتكلم بشكل مزعج وعنيف، وكان اصدقائي حولي.

اقتربت الفتاه مني كثيرا وبدات تقول بعض الهراء تجاهي، بعد قليل ظهر اخوها ايضاً وبدا يتكلم بشكل سيئ مثلها، وانتهي به المطاف ان يقوم بدفعي، لم يكن من الذكاء ان يفعل ذلك، لانه قبل اي شيء لا يمكنك ان تعبث مع اصدقائي، احدهم امسك باخ الفتاه، والاخر امسك بالفتاه نفسها، حينها شعرت بان مشكله كبيره ستحدث، لهذا لم اكن اريد ان اكون جزءاً من هذا، حاولت ان اخرج فورا، لكنني لم اكن اعرف البار جيداً ولم اعرف طريق الخروج، حاولت وانتهي بي المطاف بالحمام، عدت وكانت الفوضي حولي، لهذا اصبحت مضغوطاً بشكل اكبر، للتو لعبت مباراه سيئه، ولو انتشر هذا الامر، فسوف يكون العنوان الاكبر في صحف الغد، سيقولون ان هذا هو سبب النتيجه السيئه، ستكون فضيحه.

رحلت فورا، لقد كانت الساعه نحو الـ3:30 صباحا وعلمت بذلك لان احدي الكاميرات التقطت صوره لي، وماذا حدث باعتقادكم بتلك الصوره؟. لقد انتهت الصوره علي غلاف صحيفه الـ "افتون بلادت" السويديه، لقد حدثت فوضي كبيره وكانني قمت بقتل سبعه اشخاص، الصحف كانت تكتب وتحتج علي هذا الامر، قالوا انني متهم بـ "التحرش"! هل تصدقون ذلك، تحرش! اي امر يخصني يصبح ماده مفضله للاعلام.

عدت الي هولندا، كنا سنلعب ضد ليون في دوري الابطال، حينها رفضت ان اتحدث عن الامر في الصحف والاعلام، ميدو كان يتحدث بدلاً عني، نحن فتيان المشاكل كنا نساعد بعضنا البعض، ولم اتفاجا في ذلك الوقت عندما علمت ان اناساً من الصحيفه ذاتها هم من دفعوا تلك الفتاه في ذلك البار لكي تسبب المشكله، حينها خرجت للاعلام وقلت: "سوف اغلق تلك الصحيفه، سوف اقاضيهم"، لكن ماذا تعتقدون؟ لم اتمكن من الحصول الا علي اعتذار، بعد ذلك اصبحت اسير علي الطريق الصحيح.

كنت في ذلك الوقت ايضا قد لعبت كاس العالم بشكل مخيب للامال، لقد كانت لدي تطلعات كبيره بشان تلك البطوله، لكن قبل البطوله بفتره بدات افكر في انني قد لا العبها من الاساس، لكن لاغرباك وسودربيرغ قررا ان يتم استدعائي، ولقد احببتهم فعلا بسبب ذلك، خاصه سودربيرغ، والذي كان الاب الروحي للفريق.

في كاس العالم كنا في مجموعه الموت كما يُطلق عليها مع الارجنتين وانجلترا ونيجيريا، اردت النزول الي ارض الملعب، لكن المدرب ومساعده كانا يريان بانني لا امتلك الخبره، لهذا قاموا بوضعي علي دكه البدلاء، اتذكر انهُ تم اختياري كرجل للمباراه الاولي في تصويت عبر الهواتف النقاله، علي الرغم من انني لم العب.

كانت لدي استراتيجيه وهي انني لا اهتم لما يقوله الناس عني، اقوم بالاشياء علي طريقتي فقط، لقد سجلت هدفا في كاس العالم، لكنهُ لم يساعد كثيرا فلقد انتهت المسابقه كما بدات بالنسبه لي، انا علي الدكه، المنافسه علي مركز الهجوم لدينا في المنتخب، كانت صعبه، وانا كانت لدي انتقادات كبيره، واحده منها كانت من يوهان كرويف، الذي لطالما كان يتحدث بسوء عني، في ذلك الوقت كانت هناك العديد من وجهات النظر التي كانت تدور حولي، لكن اشياء حولي حدثت ايضاً، مثلاً ميدو صديقي خرج في تلك الايام وقال انهُ يريد ان ينتقل من النادي! قالها للاعلام، وهذا تصرف غير ذكي، بالتاكيد هو ليس دبلوماسيا، هو مباشر مثلي او حتي اسوا.

ميدو تم وضعهُ علي الدكه في مباراه ايندهوفن لاحقاً، غضب وجاء الي غرف الملابس، وقال ان جميع اللاعبين هم مجرد قذاره ومن ثم حاول ان يخرج من غرف الملابس بعد ان قال عده كلمات سيئه، لكنني فوراً رددت عليه وقلت: اذا كانت هناك اي قذاره، فهي انت! حينها قام ميدو بالتقاط مقص او مقصين من الطاوله، ورماهما في وجهي، المقصات تخطت راسي واصطدمت بالجدار وتحطمت، كان تصرفاً مجنوناً لاخبركم بالحقيقه، انا بعد ذلك وقفت ووجهت له صفعه، ومن ثم لكمه قويه في وجهه، لكن بعد عشر دقائق خرجنا معاً من غرف الملابس يداً بيد، بعد تلك الحادثه بمده عرفت ان المدير الرياضي قام بحفظ المقص كتذكار، ربما كان يريد ان يريه للاطفال ويقول لهم: هذا المقص كان سيضرب زلاتان في راسه.

الامور بالنسبه لي متذبذبه مع ميدو، بعد تلك الحادثه تورط مره اخري، لان كومان قام بتغريمه وتجميده في الدكه، ومن ثم، كان هناك ذلك الشخص رفائيل فان دير فارت، هولندي، متغطرس بعض الشيء، مثله مثل بقيه الهولنديين البيض في الفريق، علي الرغم من انهُ ليس من الطبقه المميزه في المجتمع، لقد نشا في مقطوره، وعاش حياه الغجر، كما يقول بنفسه، فان دير فارت كان يحاول ان يكون شخصا قويا في الفريق، كان يريد ان يراه الجميع علي انهُ القائد لهذا الفريق، لهذا كانت هناك منافسه بيننا نحن الاثنين منذ البدايه بسبب هذا الامر.

فان دير فارت قبل مباراه ليون تعرض لاصابه في ركبته، ومع ابتعاده هو وميدو عن الفريق ، كنتُ سوف ابدا المباراه ضد ليون، كانت اول مباراه لي في دوري الابطال، لم يسبق الا وان شاركت في التصفيات المؤهله للبطوله، وبعد ذلك بدقائق اتذكر انني تلقيت كره من ليتمانين، اللاعب الفنلندي، ومن ثم ذهبت الي الطرف، حينها حاصرني مدافعان، وانا كنت في نفس هذه الوضعيه في مرات كثيره، تذكرت لقطتي مع هينشوز لاعب ليفربول، لكن هناك مُدافعين هذه المره وليس مدافعاً واحداً، لهذا قررت ان اجرب احدي المراوغات، فعلت الاولي بالانطلاق نحو اليسار، لكن كان يبدو بانهما سيتمكنان من ايقافي، فجاه رايت فرصه لعكس الاتجاه لليمين، وفعلت ذلك وتجاوزتهما، ذهبت مباشره الي المرمي وسددت الكره، انطلقت الي اقصي يسار الحارس، اصطدمت بالقائم، ومن ثم دخلت بالمرمي.

جُن جنوني في تلك اللحظه، انطلقت بجنون نحو اصدقائي علي جانب الملعب واحتفلت معهم، وكل لاعبي الفريق كانوا يلحقون بي، كان الامر مثيراً، عدنا الي اللعب مره اخري، ولم يستغرق الامر طويلاً قبل ان اسجل هدفي الثاني، كانت امسيه رائعه بكل تاكيد، هدفان في اول ظهور لي في دوري الابطال، بعد تلك المباراه مباشره ظهرت بعض الشائعات، روما وتوتنهام يريدان التوقيع معي.

عدتُ الي السويد ولعبنا مباراه تصفيات امم اوروبا في راسوندا مره اخري، كان من الجميل ان اعود الي ذلك المكان، لم انس تلك الاهازيج التي اطلقتها الجماهير لي قبل عام من الان، لم نبدا جيداً في التصفيات لهذا كتبت الصحف سابقاً "زلاتان مجرد فتي مُضخم لا يجيد سوي الضرب بكوعه"، كان يجب علي وعلي جميع زملائي في المنتخب ان نثبت الكثير من الاشياء، لكن بدات المباراه وسجلت المجر اولاً بعد مرور اربع دقائق، صنعنا الكثير من الفرص، كان يبدو اننا سوف نخسر المباراه، وفي الدقيقه 74 مرر ماتياس جونسون كره عرضيه، ارتقيت لها لكي اسددها بكل قوه براسي، لكن الحارس خرج وكان يريد ان يبعد الكره، لا اعرف ما الذي حدث بعد ذلك، لكن الحارس وجه لي لكمه قويه افقدتني الوعي، سقطت علي الارض ومر نحو 5-10 ثوانٍ وانا في حاله اغماء، وعندما استيقظت، وجدت جميع اللاعبين في دائره حولي.

كل ما اسمعهُ هو صخب الجماهير التي اصابها الجنون لشيء ما، نظرت الي زملائي، وكانوا سعداء وقلقين في نفس الوقت.

- "انهُ هدف زلاتان"، قال لي ذلك كيم كالستروم!

جلبوا لي النقاله، وبدات الجماهير تصرخ في الملعب "زلاتان.. زلاتان"، كان الملعب باكمله علي الاقدام، يصرخ باسمي، لهذا قمت بالتلويح لهم بيدي، تلك اللحظه انعشت الفريق الذي حاول ان يفوز، لكن في النهايه لم نتحصل الا علي التعادل 1-1، كان يجب ان نفوز، اتذكر ايضاً انني بعد ذلك بفتره وجيزه تعرضت لمرض غريب، اسوا حمي عانيت منها، في ذلك الوقت كان الامر غريباً لان 250 الف شخص في السويد اصيبوا بها في نفس الوقت، حتي ان اشياء كثيره غير متوقعه حدثت في ذلك الوقت، وهذا غيّر الكثير بالنسبه لي.

اقرا ايضاً.. انا زلاتان(1)... غوارديولا اشتري فيراري واستعملها كـ "فيات"!

انا زلاتان(2)...عندما صرخت بوجه غوارديولا "انت تخاف من مورينيو"!

انا زلاتان (3).. سرقه الدراجات والطفوله القاسيه

انا زلاتان(4)..بدون الكره لكنت مجرماً..وعندما قررت تقليد محمد علي

انا زلاتان (5)...عندما صرخت "كلكم حمقي، وكره القدم حماقه"

انا زلاتان (6)... عندما تعلمت تقليد مهارات البرازيليين

انا زلاتان (7).. رحله الصعود للفريق الاول مع مالمو

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا