برعاية

أنا زلاتان (15)..عندما طردني كومان" اذهب إلى بيتك"!

أنا زلاتان (15)..عندما طردني كومان" اذهب إلى بيتك"!

يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسله مقالات (عصير الكره) عن افضل وابرز ما كتب حول اسرار الساحره المستديره، وعالم نجومها، وندخل سويّاً الي الكتاب الخاص بالنجم السويدي، زلاتان إبراهيموفيتش.

كان الامر وكانني لم اتمكن من مسايره طريقه العيش في هولندا، حينها ذهبت مباشره الي ليو بينهاكر وقلت له: " ما الذي يقولهُ المدرب عني؟ هل هو مرتاح؟ "، وبينهاكر كان معاكسا لطريقه ادريانز. لم يكن عليه ان يثبت اشياء لجنوده، لهذا قال لي: " الامور رائعه، تسير علي ما يرام، سنصبر عليك بشكل اكبر". رغم ذلك، كنت احن الي موطني، شعرت بانهُ لا احد يقدّرني هُنا. المدرب والصحافيون، وخصوصا الجماهير، جماهير اياكس لا يمكن العبث معهم اطلاقا. كانوا معتادين علي الفوز.

اتذكر انهُ بعد التعادل مع رودا، الجماهير غضبت وقامت برمي الحجاره وبعض الفضلات علينا في الملعب، اضطرت للبقاء في الملعب لتجنبها.

كانت الامور القذره تدور حولي، وبدلا من اهازيج " زلاتان زلاتان " التي سمعتها منهم في البدايه، اصبحت اتلقي صافرات الاستهجان، ليس فقط من جماهير الخصم، هذا سيكون امرا طبيعيا ، لكن الصافرات كانت تاتي من جماهير فريقي، وهذا كان امراً من الصعب التعامل معه.

كنت اكرر: ما هذا؟ ما الذي يحصل؟ لكن، في هذه الرياضه يجب ان تتفهم بعض هذه التصرفات، وبطريقه ما، انا تفهمت موقفهم، لقد كنت اكبر صفقه قام بها ناديهم، لم يفترض ان اكون احتياطيا. كنت افكر انهُ يجب عليّ ان ابدا واكون فان باستن الجديد، وان اسجل الاهداف الواحد تلو الاخر، كنت اعمل بجد علي ذلك في الحقيقه.

الموسم كان طويلا ، ولم يكن من المفترض ان اظهر كل ما لديّ في مباراه واحده، لكنّ هذا ما حاولت فعله، كنت متحمساً، وكنت اريد ان اظهر بانني املك كل شيء في مباراه واحده، لهذا تورطت في هذه الوضعيه الصعبه. الـ 85 مليوناً كانوا اشبه بحمل علي ظهري.

في ذلك الوقت، لم اكن اعلم ماذا كان الصحافيون يعتقدون عني، لم اكن اعرف انهم يقولون بانني انا وميدو كنا نسهر في كل ليله، بينما كنت في بيتي مع العاب الفيديو ليلا ونهارا ، وعندما تاتي الاجازه يوم الاثنين، اطير الي السويد مساء الاحد، واعود الي هولندا في رحله السادسه صباحا من يوم الثلاثاء واتوجه مباشره الي التدريبات، لم تكن هناك ايه سهرات او بارات في قاموسي. لم اكن اتعامل معها ابدا ، رغم ذلك لم اكن محترفا كاملا ، فلم اكن اكل بشكل جيد، او حتي انام بشكل جيد، كنت اقوم بالعديد من الاشياء المجنونه منذ ان كنت في مالمو، كنت العب بالالعاب الناريه في الحديقه، كنت اقوم بالعديد من الاشياء التي تثير الادرينالين في داخلي، كما انني كنت اقود بشكل جنوني، وقمت بقياده السياره في اكثر من مناسبه بسرعه كبيره. كان هذا هو تفكيري : اذا لم اكن بخير في كره القدم، يجب ان اكون كذلك في المجالات الاخري. اردت الحركه، اردت السرعه، ولم اكن اتصرف بشكل احترافي.

خسرت الكثير من الوزن، استمررتُ في ذلك وكهداف لاياكس ومهاجم يتعرض للكثير من المضايقات في الملعب، كان يفترض ان اكون قويا وايضا شرسا في الملعب، لكن بدلا من ذلك نزل وزني تقريبا الي 75 كيلوغراماً. كنت نحيلا جدا ، لم احصل علي ايه اجازه ليزداد وزني، كنت اتدرب بشكل مستمر، حظيت بتحضيرات لموسمين في 6 اشهر.

اتذكر اني بدات في مباراه ضد غرونيغن، واثناء اللقاء قمت بتوجيه ضربه كوع لرقبه احد المدافعين. الحكم لم يشاهد شيئا ، لكن اللاعب سقط علي الارض وتم حمله خارج الملعب في النقاله. كان يبدو وكانني بدات افعل اشياء غبيه جديده. قالوا انه عاني من ارتجاج بسبب ذلك، وحتي عندما عاد بعد فتره، كان يترنح بعض الشيء، والشيء الاسوا، هو ان الاتحاد الهولندي درس الحاله وقام بايقافي لخمس مباريات حينها. بعد العوده لا يمكن لاحد ان يقول انني بدات بدايه جديده لانني عدت وضربت لاعباً اخر في رقبته، وقاموا بحمله ايضا علي النقاله. لم يكن هذا ما اردته لقد كان تصرفا سيئا وقذرا. وعلي الرغم من انني لم اتعرض للايقاف، الا انني لم العب كثيرا بعد ذلك. كانت الامور صعبه، والجماهير لم تزدد سعاده بسببي، هذا ما شعرت به، لهذا قمت بالاتصال بهاس بورغ، كان اغبي شيء قمت به. لكن هذا ما تقوم به عندما تصل لحالات ميؤوس منها.

- " بورغ، الا يمكنك ان تقوم باعادتي للفريق ؟ "

- " ماذا؟ هل انت جاد ! " .

- "خذني من هذا المكان، لا يمكنني التعامل مع ما يحصل" .

- "ماذا تقول زلاتان، انت تعلم اننا لا نملك المال لشراء عقدك. يجب ان تفهم، ويجب ان تكون صبورا" .

بدات هذه النكسات عندما تاكدت انني اتقاضي اقل مرتب في الفريق. كان هذا الشعور يراودني منذ فتره، لكنني تاكدت بعد ذلك انني اغلي صفقه في تاريخ النادي، لكنني صاحب اقل مرتب في النادي ايضا ، تم شرائي لاكون فان باستن الجديد، لكن رغم ذلك لا اتقاضي مالا كافيا وبدات افكر: ما هو سبب هذا الامر المُعقد ؟

تذكرت كلمات هاس بورغ " الوكلاء لصوص "، برقت في ذهني فورا، وحينها ايقنت : هاس بورغ احتال علي، كان يتصرف وكانهُ في جانبي وانه يقوم بما هو في صالحي، لكن الحقيقه هي انهُ كان يعمل لصالح مالمو فقط. كلما فكرت في هذا اكثر، غضبت اكثر، فهاس بورغ كان حريصا منذ البدايه ان لا يدخل احد بيننا، ان لا يكون هناك شخص يهتم لمصالحي. لقد تم خداعي من اصحاب البدلات الغريبه مع ذلك المحاسب المالي الذي احضروه. فكرت في ذلك وشعرت بلكمه في معدتي.

يجب ان اتصرف الان! المال لم يكن الاولويه بالنسبه لي ابدا، لكن ان يتم استغلالي، وان يعتقد الجميع انني اكبر غبي بالامكان الاحتيال عليه واستغلاله من اجل مكاسب ماليه، فهذا يجعلني مجنونا، لهذا قررت ان اتحرك، اتصلت بهاس بورغ علي الفور.

- " ماهذا بحق الجحيم؟ انا صاحب اسوا عقد في النادي!" .

- " ما الذي تتحدث عنه ؟ " كان هاس بورغ يلعب لعبه الغبي في هذا الامر.

- " اين نسبه 10% من عمليه انتقالي ؟ " .

- " لقد وضعناها في حساب التامينات في انجلترا " .

- التامينات ؟ اللعـنه، ما هذا! كيس بلاستيكي مثلا فيه نقودي موضوعه في الصحراء؟

- قلت له علي الفور : " اريد مالي حالا ".

- رد عليّ بورغ : " لا يمكنني ان انفذ ما تريد " .

الاموال كانت مُلزمه في مكان ما، لقد خططوا لشيء لم افهمه. لهذا قررت ان اقوم بالتعمق في هذه المساله. فورا تعاقدت مع وكيل اعمال جديد ليضمن لي حقوقي، فهمت الامر حينها : " الوكلاء لصوص، لكن بدون وكيل، انت لا تملك ايه فرصه ".  لهذا وعبر صديق قديم، تمكنت من ان اتعاقد مع اندريس كلارسون. فعلت هذا كيلا يحتال علي اصحاب البدلات.

كلارسون كان يعمل في ستوكهولم. كان جيدا، ساعدني كثيرا في البدايه، كان من ذلك النوع الذي لا يمكن ان يرمي اللُّبانَ في الشارع، ولا يتجاوز الخطوط ابدا، لكنهُ في بعض الاحيان يتصرف بقسوه. كما قلت، كلارسون ساعدني واستعاد لي مالي من التامينات، لكن بعد ذلك اتت الصدمه الثانيه: لقد كانت نسبه 8% وليس 10%.

" ما هذا؟ " غضبتُ مره اخري. اخبروني انهم قاموا بدفع ضرائب مُقدمه علي الرواتب! قلت لنفسي حينها: ضرائب مُقدمه علي الرواتب؟ ما هذا الهراء كله؟ هذا لا يمكن ان يكون صحيحا، لا بد من انها خدعه جديده منهم، وهل بامكانكم ان تصدقوا؟ كلارسون نظر في الامر، وتمكن من ان يعيد لي النسبه المتبقيه 2%. فجاه هدات، ايقنت بان علاقتي قد انتهت مع هاس بورغ، كان درسا لا يمكن ان انساه، درسا ساعدني كثيرا، واياكم ان تظنوا انني لا اعرف كل التفاصيل الدقيقه عن اموالي وعقودي اليوم.

في اياكس تحدث عن الامر بالفعل، وقلت ان هاس بورغ يجب ان ينتبه لنفسه ولتصرفاته، لكنهُ لم يفهم، وفي كتابه الذي اصدره، قال انه كان مُلهمي، كان ذلك الرجل الذي اعتني بي، لم يفهم، لكنني اعتقد انهُ فهم لاحقا ما اقصده، لانهُ في احد الفنادق في المجر، كنت انا في معسكر مع المنتخب السويدي، نزلتُ بالمصعد، وعندما مررت بالطابق الرابع، توقف المصعد، وفجاه دخل هاس بورغ في نفس المصعد معي! لقد كان في تلك المدينه كعادته لكي يقوم بخداع وتوسل الاخرين. هاس فوجيء وانصدم: "اهلا اهلا، كيف حالك زلاتان "! كانت هذه هي طريقه حديث هاس بورغ المعتاده. كان متوترا بطريقه لا تصدق. تجمد، وكان السواد  يملا عينيه، ولم اقل ايه كلمه. كنت فقط انظر اليه واراقبه. عندما وصلنا الي اللوبي، خرجت من المصعد وتركتهُ خلفي واقفا بدون حراك. لهذا، لم انس ابدا. هاس بورغ شخص شعرت بسبب تصرفاته بالاستغلال. كنت غاضبا حينها في اياكس حتي بعد ذلك، استمرت مشاكلي، وتصرفاتي الطائشه، الجميع اعتقد انني اصبحت في غياهب الضياع.

رغم ذلك، كنت ابحث عن الحل في كل دقيقه وفي كل ساعه وفي كل يوم. لم اود ان استسلم بكل تاكيد. انا لستُ لاعبا موهوبا يرقص وهو يشق طريقه الي قمه اوروبا. انا مُقاتل في طبيعتي. حتي عائلتي والمدربون الذين اشرفوا عليّ كانوا جميعا ضدي منذ البدايه. حاولت ان اتعلم وتعلمت ان افعل عكس ما يقولون. لقد قالوا ان زلاتان لاعب استعراضي فقط، لا يفيد الفريق. كانوا ينتقدونني في كل مره العب فيها. لهذا قررت ان احاول ان افهم البيئه التي اعيش فيها، ان افهم كيف يلعبون وكيف هي طريقتهم، حاولت ان اتطور وان اتعلم من حولي دون ان اتخلي عن كل طريقتي، لا يمكن لاحد ان يسرق مني الروح التي العب بها. ليس عندما اكون غير ساذج او احمق. استمررت بالقتال، وكنت عندما اقاتل في الملعب، ابدو شرساً، هذا جزء من شخصيتي، كنت اطلب من نفسي بقدر ما اطلب من الاخرين، ومن الواضح انني اغضبت كو ادريانز، فلقد كان شخصاً من الصعب التعامل معه. لاحقا قال بتصريحاته انني لعبت لنفسي، ومن هذه الاحاديث غير المهمه، بالتاكيد بامكانه ان يقول ما يشاء وانا لن اذهب للانتقام. المدرب كان هو الرئيس في عملي. وانا كنت فقط احاول خطف الاضواء، لا باس في ذلك.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا