برعاية

أنا زلاتان(11).. مواصلة التألق قبل الرحيل لأياكس

أنا زلاتان(11).. مواصلة التألق قبل الرحيل لأياكس

يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسله مقالات (عصير الكره) عن افضل وابرز ما كتب حول اسرار الساحره المستديره وعالم نجومها، وندخل سوياً الي الكتاب الخاص بالنجم السويدي زلاتان أبراهيموفيتش..

اتذكر ان ليو بينهاكر منحني الرقم 9؛ كان الرقم الذي ارتداه فان باستن وكان ما يجري حولي كثيرا جدا علي. اتذكر ايضا ان هناك مجموعه من الاشخاص كانوا يعدون ملفات وتقارير عني من السويد، لحقوا بي في امستردام، وقاموا بتصويري وانا في الشركه الراعيه ميتسوبيشي حينما كنت اقوم باختيار سيارتي الجديده. "من الغريب ان تمشي هُنا فقط وتختار السياره التي تعجبك، لكن صدقوني، ساعتاد علي هذا "، هذا ما قلته لهم بابتسامه كبيره.

بطوله الدوري السويدي كانت ستبدا، وهاس بورغ كان قد فاوض اياكس علي ان ابقي مع مالمو لسته اشهر اخري قبل ان انتقل؛ لهذا كان عليّ العوده مباشره الي مالمو بعد المؤتمر. اتذكر ان ذلك اليوم كان باردا جدا، كنت قد قصصت شعري حينها، وكنت سعيدا لانني لم ار زملائي منذ فتره طويله. لكن في ذلك اليوم كانوا كلهم مجتمعين في غرف الملابس، يقراون عن زلاتان وعن "حياه الترف" التي انعم بها. بامكانكم ان تتخيلوا ذلك المشهد .. دخلت، وانا اضحك وخلعت قميصي وبدات اصرخ بفرح، رفعوا رؤوسهم تجاهي، وفي الحقيقه شعرت بالاسي حيالهم.

اتذكر انهُ قبل مباراتنا الاولي، سفينسن وكاليستروم سجلا هدفين في اول مباراه لهما .. لهذا الحديث عاد عني، وانهُ ربما لا يجب تحميلي اكثر من طاقتي، ربما انا مجرد مراهق نفخهُ الاعلام، وتصريحات من هذا القبيل. ادركت حينها انهُ يجب عليّ ان اقدم مستوي رائعا.

اتذكر انهُ قبل المباراه كان استاد مالمو يغلي. كان ذلك في التاسع من ابريل/نيسان 2001. انطلقت المباراه، والجماهير ارتفعت اهازيجها وصراخها. لم تكن الاهداف المهمه، كانت اللقطات الجميله هي التي تعجبهم وانا كنت اقوم بالعديد من المراوغات التي تعجبهم.

اتذكر انني اخترقت دفاع ايك وقمت ببعض المراوغات الجيده، بعد ذلك اختفيت وايك سيطروا وصنعوا عده فرص، وكانت الامور غير جيده بالنسبه لنا، ربما كنت ارغب بفعل اشياء كبيره، وهذا امر اعرفه، اذا اردت فعل اشياء عظيمه، وبعد الدقيقه 30 استلمت كره من الجهه اليمني من سورينسن، لم تبد انها ستكون فرصه خطيره، لكنني قمت بحركه جيده، وسددت الكره وسجلت.

يا الهي، شعرت بالانفجار، شعرت بانني تحررت من الكثير من الامور، بخاصه مع ترديد الجماهير " زلاتان ..سوبر زلاتان ". بعدها وفي الدقيقه التاسعه من الشوط الثاني استلمت كره اخري من سورينسن، وكنت في الجهه اليمني، تقدمت قليلا، ولم يبد انها زاويه مناسبه للتسديد ابدا، كان الجميع يعتقد انني سامرر، لكنني سددت وسجلت مره اخري، وانا كنت اسير بهدوء وبطء ويداي مرفوعتان ووجهي يعبر عن قوه كبيره، وكانني اقول: "ها انا هُنا.. امام كل من كان ينوح ويحاربني لابتعد عن كره القدم".

كان ثارا.. كان فخرا. واعتقد ان كل من تحدث عن ضياع فتي الـ 85 مليوناً، كان يعيش اسوا ايامه، لم انس جنون المراسلين وقتها، احدهم كان قد قال لي: "اذا قلت زفينسن، وكاليستروم ماذا تقول؟ قلت له: "اقول.. زلاتان زلاتان" الجميع ضحك، وانا كنت اعيش تلك اللحظات الكبيره بفرحه شديده.

الامور لم تكن سهله، لان الاطفال والاشخاص كانوا حولي جميعا، الكل يطلب التوقيع، وفلسفتي تعرفونها جيدا: بامكاني ان ابقي للابد حتي اقوم بالتوقيع لكل شخص، لا يمكن ان يرحل اي شخص بدون توقيعي وهو يريده. بعدما انتهيت، رحلت بسياره المرسيدس، والاطفال يصرخون باسمي من خلفي. كان ذلك يكفيني، لكن الامور لم تنته.

وفي الغد كتبت الصحف، كتبت اشياء جنونيه وكنت اتابعها، وجدتهم اقتبسوا تصريحا كنت قد قلته بعد الهبوط" اريد من الناس نسياني، انسوا انني موجود، لكن عندما اعود. ساضرب الكره في الملعب مثل البرق".

اصبحت البرق الذي ضرب في موعده، كما كان الحديث في وقتها عن "حمي زلاتان" في السويد. لم يكن يتحدث عني الاطفال والصغار فقط، حتي النساء في المكاتب والرجال في المحلات.

كانوا يصنعون منها النُكات: "كيف حالك اليوم؟ ماذا بك"؟ .. "اعتقد انني اصبت بحمي زلاتان". الجميع كان يتحدث عن الامر، بعض الشباب ايضا صنعوا اغنيه خاصه، والجميع كان يضعها كنغمه رنين لهاتفه.

بطبيعه الحال، كانت هناك جوانب خطوره لكل شيء ولقد شعرت بذلك في الجوله الثالثه من الدوري. كان ذلك في 21 ابريل/ نيسان 2001، وكنا في ذلك الوقت في استوكهولم لمواجهه دجورغاردين. هذا الفريق هبط معنا وعاد معنا للدرجه الاولي، كان هو المتصدر ونحن في المركز الثاني، ولاخبركم الحقيقه هذا الفريق هزمنا شر هزيمه في الدرجه الثانيه، فاز علينا مرتين 2-0 و4-1.. لهذا الافضليه كانت لهم.

رغم ذلك نحن ايضا حصدنا فوزين رائعين في اول مباراتين. مالمو كان لديه مستويات رائعه في بدايه الموسم، والشيء الاهم لديه هو انا. الجميع كان يتحدث عن زلاتان، حتي ان مدرب المنتخب السويدي لارس لاغرباك كان متواجدا في المدرجات لمشاهدتي، لكن هذا الامر لم يعجب البعض ايضا وتساءل الكثيرون "ماهو المميز في هذا الفتي حقا"؟ كما انني اتذكر ان احدي الصحف وضعت صوره لثلاثه لاعبين كبار وكتبت تحتهم "نحن من سننهي اسطوره زلاتان". واعتقد اني كنت اتوقع اجواء عدائيه في الملعب، كانت مباراه هامه وصعبه، لكن عندما دخلت للملعب، كنت هادئا وباردا لكن جماهير دجورغاردين كانت فعلا مليئه بالكره، كانوا من اسوا الجماهير التي لعبت ضدها. "نحن نكره زلاتان، نحن نكرهُ زلاتان"، كانت الاهازيج كانها رعد حولي وكل الملعب كان ضدي، وبالتاكيد سمعت العديد من الاشياء السيئه عني وعن امي.

لم يسبق ان حدث هذا الامر لي. بالتاكيد اتفهم ذلك؛ الجماهير لا تستطيع ان تلعب الكره، لهذا هي تهاجمني، وهي بذلك تريد كسر افضل لاعب في الفريق الخصم وما الي ذلك. هذا ما يحدث في كره القدم، لكن في تلك المناسبه، الامر كان زائدا عن الحد. لهذا غضبت، واردت اظهار من انا واعتقد انني كنت العب ضد الجماهير وليس ضد الفريق الاخر.

وكما حدث في مباراه ايك، استغرق الامر وقتا قبل ان ادخل في اجواء المباراه. كان اولئك المدافعون الثلاثه الذين ظهروا في الصحيفه يراقبونني بشده، ونادي دجورغاردين سيطر علي اول 20 دقيقه، في ذلك الوقت مالمو كان قد تعاقد للتو مع لاعب نيجيري اسمه بيتر ايجيه، كان معروفاً بانهُ هداف كبير، وفي الموسم الذي تلا ذلك الموسم توج بالهداف، لكن في اول موسم له كان لا يزال تحت ظلي، في الدقيقه 21 استقبل ايجيه تمريره من دانييل ماستروفيتش، والذي اصبح صديقا مقربا لي لاحقا، وسجل هدفا اول. وفي الدقيقه 68 صنع ايجيه كره جميله لايلانجا الافريقي الاخر في الفريق والذي سجل الهدف الثاني لنا.

الجماهير بدات تصفر ضدنا، وانا كنت متوقفا، لم اسجل. تماما كما قال اولئك المدافعون الثلاثه بانني لن افعل. لم اكن جيدا في تلك المباراه، قدمت مراوغات خاصه ومررت بالكعب. لكنها كانت مباراه ايجيه وماستروفيتش.

استقبلت الكره بعد دقيقتين من شعوري بانني لن اسجل، لكنني فجاه قمت بمراوغه المدافع الاول، ومن ثم راوغت الثاني بنجاح، استمررت بالكره، وبالرغم من انني لم اعرفهم جيدا، ففي طريقي للشباك تمكنت من مراوغه المدافعين الذين كانوا في تلك الصحيفه، وسجلت بقدمي اليسري، واجتاحني وقتها فرح كبير.. انهُ الثار، كنت اقول: هذا من اجلكم، من اجلكم ايها الحاقدون، ومن اجل ما قلتموه عني وعن والدتي، واعتقد ان ما فعلته كان قد جعل الحرب تستمر بيني وبين الجماهير خارج الملعب. بخاصه اننا قمنا باهانه دجورغاردين برباعيه نظيفه.

عندما خرجت من الملعب: احاطت بي جماهير دجور غاردين.. لكن المفاجاه هي انهم لم يريدوا القتال او توجيه اللكمات لي. كانوا يريدون توقيعي! كان امرا رائعا بالنسبه لي، فكرت كثيرا بعد ذلك لوقت طويل في امكانيه ان تحول كل شيء حولك بهدف او عرض رائع.

تعلمون، في ذلك الوقت، لم اعشق فيلما اكثر من فيلم "Gladiator"، بخاصه تلك اللقطه الشهيره فيه والتي يعرفها الجميع، عندما نزل ذلك الامبراطور الي الحلبه، وامر المقاتل بنزع قناعه، ليقوم المقاتل بذلك ويقول : "اسمي هو ماكسيموس ديسموس مريديوس. وساخذ بثاري، في هذه الحياه او في الحياه المُقبله". هذا ما شعرت به في تلك اللحظه، او هذا هو ما اردت ان اشعر به. اردت ان اقف امام كل العالم، وان اظهر للذين شككوا في زلاتان ابراهيموفيتش، من انا حقا! ولم يكن بامكاني حتي ان اتخيل ان هناك شخصا بامكانه ان يتمكن من ايقافي.

انا زلاتان(1)... غوارديولا اشتري فيراري واستعملها كـ "فيات"!

انا زلاتان(2)...عندما صرخت بوجه غوارديولا "انت تخاف من مورينيو"!

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا