هل نجحنا في لندن؟

هل نجحنا في لندن؟

منذ 8 سنوات

هل نجحنا في لندن؟

.. وبعد أن انفض سامر السوبر اللندني، يحق لنا الآن أن نسأل: هل نجحت تجربة لعب السوبر خارج الديار؟ الإجابة تتفرع في طرق مختلفة، تتوزع بين استثمارية، إعلامية، فنية، وجماهيرية ثقافية.

لنبدأ بالاستثمارية، وبحسب أرقام غير رسمية، بلغ دخل المباراة أكثر من 18 مليون ريال، جاءت من الإعلان، الرعاية، التذاكر، ورغم أن الملعب يتسع لـ 17 ألف متفرج ولم يشغل مدرجاته أكثر من 14 ألفا إلا أن الكبائن الخاصة دخّلت وحدها أكثر من مليوني ريال. هل هذه الأرقام جيدة؟ الإجابة يفترض أن تقاس على البطولتين السابقتين، وإذا ما فعلنا ستكون: نعم، دخل ممتاز وليس جيدا فقط. خاصة أن دخل السابقتين ذهب بكامله لاتحاد الكرة، فيما صرفت الـ18 مليونا على بعض الدعوات وإقامة الفريقين في لندن، وسيتسلم كل ناد مليوني ريال، نصفها كاف لدفع كل مصاريف معسكري الصيف الأوروبيين. بعد كل هذا يمكن القول إن اتحاد الكرة وأذرعه الأخرى نجحوا في استثمار الحدث ماليا.

إعلاميا، منحت المواجهة اللندنية لقاء السوبر زخما ومتابعة أعلى من وجودها الداخلي، وكان كثيرون من الخليجيين اللندنيين مترقبين للمواجهة فيما فشلت في استقطاب جمهور إنجليزي غير المدعوين، وهنا يمكن القول إننا كنا أمام نجاح يستحق علامة جيد في بعده الإعلامي.

على المستوى الفني داخل المعشب الأخضر، كانت المباراة واحدة من أقل مواجهات القطبين متعة وإثارة، هل يمكن ربط ذلك بوجودها في لندن؟ ولماذا؟ ربما نعم، لأنها لو كانت في عرين العاصميين ووسط جماهيرهما ستمنح اللاعبين بعض الراحة النفسية في أجواء معتادة، وربما تكون الإجابة لا، لأن الملعب هو الملعب في أي مكان متى ما كان الأنصار موجودين وإن قلوا، هنا لا أستطيع إعطاء إجابة قاطعة وإن كنت أميل إلى الثانية، مع عدم إغفال أن النقص في صفوف الفريقين تسبب في الضعف الفني أيضا.

جماهيريا، أبرزت المباراة ملامح تعارض الآراء السابقة تجاه مشجع كرة القدم السعودية، رأينا النصراوي يجلس إلى جوار الهلالي بلا عزل أو فاصل، دون أن تحدث مشاكل، وشاهدنا عائلات سعودية تتوشح بناتها وأبناؤها ألوان الفريقين بلا ضغينة أو شغب، وهو مشهد جميل يعيد حساباتنا في كثير من قرارات ملاعبنا، أهمها أن الأسر السعودية والفتيات الحاضرات يمكن أن يقضون يوما ترفيهيا جيدا في مدرجات كرة القدم ما دام هناك تنظيم جيد يكفل للجميع حريته التي لا تتعارض مع حريات الآخرين، وعكست هذه الأجواء ثقافة السعودي وحضاريته، حتى وإن حدثت حالات شاذة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة.

الخبر من المصدر