برعاية

أنا زلاتان(1)... غوارديولا اشترى فيراري واستعملها كـ "فيات"!

أنا زلاتان(1)... غوارديولا اشترى فيراري واستعملها كـ "فيات"!

يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسله مقالات (عصير الكره) عن افضل وابرز ما كتب حول اسرار الساحره المستديره وعالم نجومها، وندخل سوياً الي الكتاب الخاص بالنجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.

-جاء الي غوارديولا بعد ما وصلت، بـ "بذله رماديه"، وبمزاج متعكر.. لم يبدُ لي انهُ مرتاح.. كان لدي اعتقاد مسبق عنه بانهُ مدرب جيد، بالتاكيد ليس بجوده كابيلو او مورينهو.. لكنني كنت اعتقد انهُ علي ما يرام.. كان هذا الحديث قبل فتره طويله من بدايه الحرب معه.. كان ذلك في خريف 2009.

وكنتُ حينها اعيش حلم طفولتي، انا في النادي الافضل في العالم، ولقد تم استقبالي من قبل 70 الف مشجع في الكامب نو..كنتُ امشي علي الغيوم.. في الحقيقه لم تكن كل الامور سهله لان بعض الصحف بدات تكتب الهراء وتقول بانني "الولد السيئ" وما الي ذلك.. لكن بكل الاحوال، هذا لم يكن مهما.. الاهم انني هُنا في البرسا.. مع هيلينا والاولاد كان لدينا بيت جميل في دي يوبريغات وكنتُ اشعر بحاله جيده.. ما الذي يمكن ان يكون سيئاً في مثل هذه الظروف ؟!

-غوارديولا قال لي:"انت، نحن هُنا في برشلونه نعيش الواقع ونعمل بتواضع".

-"بالتاكيد، حسنا".. هذا ما قلتهُ له..

- ثم قال لي: "كما اننا هُنا لا ناتي الي التدريبات بـ "سيارات فيراري او بورش".

-صُدمت قليلا، ومن ثم بدا الغرور يتحرك بداخلي وتحدثت لنفسي: "ماهي علاقتك بسيارتي وما افعلهُ بها؟ ".. ومن ثم فكرت ايضا: "ماذا يريد؟ ما هي الرساله التي يريد ان يوصلها لي؟ "..صدقوني لست من ذلك النوع الذي يحب اظهار قوته من خلال القدوم بسيارات فاخره وما الي ذلك، لكنني احب السيارات.. هذا هو شغفي.. وبكل الاحوال انا فهمت شيئا، من بعد تلك الكلمات: ابرا، لاتظن انك النجم الكبير وحدك!

-كانت لدي فكره مسبقه عن ان برشلونه اشبه بمدرسه، بمعهد..اللاعبون كانوا رائعين، ولم تكن هناك اي مشكله معهم، كما ان ماكسويل كان هُناك ايضاً.. صديقي في اياكس وانتر ميلان سابقاً.. لكن بكل صراحه، لم يكن ايٌ من النجوم الكبار يتصرف وكانهُ نجم كبير: تشافي، انيستا ومعهم ميسي جميعهم كانوا يتصرفون وكانهم في مدرسه اطفال، كان الامر غريبا، افضل لاعبي العالم يؤمرون وينحنون فوراً.. لم افهم الامر، كان سخيفاً حقاً.

في ايطاليا عندما يقول المدرب: اقفز .. النجم يسال : لماذا يجب ان نقفز؟

-بدات بالتفكير: ما الذي يحصل؟..لكنني قررت ان لا استند الي احكام مسبقه، لهذا بدات التاقلم.. كنت شخصاً اكثر من لطيف، لم يكن الامر جميلاً.. رايولا وكيل اعمالي وصديقي سالني :" زلاتان، ماذا بك؟ لم اعرفك حقاً".. لم يكن احد يعرفني، لم اكن سعيداً بل علي العكس، منذ ان كُنت في مالمو لم تكن لدي هذه الفلسفه، كنت اعمل وفقاً لطريقتي..لم اهتم ابداً بما يقوله الناس عني.. لم اشعر بانني من المثاليين ابداً لانني افضل الشخص الذي يقود سيارته عبر الخطوط الحمراء اذا فهمتم ما اعنيه..

-رغم ذلك، لم اكن علي طبيعتي.. لم اقل ما اريدهُ.. كان الامر مقرفاً لدرجه بعيده.. كنت اقود سياره الاودي، وانتظم هُناك كانني في مدرسه اطفال.. اقوم بوضع سيارتي في المواقف كما يفعل زملائي .. كان الامر مملاً حقاً.. زلاتان ابراهيموفيتش الحقيقي لم يعد موجوداً، وهذا لم يحدث منذ ان التقيت لاول مره بمجموعه من الفتيات بعد ان تركت بورغاسكولان ودعوتهن وانا البس قميص رالف لورين ، وكاد ان يصيبهن الجنون لذلك..

- ربما ان للصحافه دوراً في ذلك، لا اعلم .. كنت ثاني اغلي انتقال في تاريخ كره القدم، والصحف بدات تكتب عني كثيراً.. كانوا يقولون انني اعاني من مشاكل منذ طفولتي وان لدي خطا في شخصيتي ..

- بعد ذلك كله فجاه دب بعض الادرينالين: قادم من زلاتان القديم اخيرا : لماذا يجب علي ان احتمل هذا الوضع؟ لماذا يجب ان احتمل تفاهات مدرب احمق؟ لدي المال واستطيع الاعتناء باسرتي وان احظي بالمتعه بدلاً من فعل ذلك.. كنت قد عشت فتره جميله بهذه الافكار، لكنها لم تدم طويلاً..

- فجاه ظهر ميسي بعد ذلك .. ميسي رائع، لا يصدق .. لم اعرفه بشكل خاص، لكنهُ يختلف عني كثيراً.. لقد جاء الي النادي وهو بعمر الـ13 عاماً ولقد تعود علي ثقافه النادي ووضعيه الالتزام وكانه في المدرسه ومن هذا الهراء.. لعب الفريق كله يتمحور حوله.. وهذا امر طبيعي في الحقيقه لانه لاعب رائع حقاً.. لكن الان انا جئت الي برشلونه، وسجلت اهدافاً اكثر منه..

- ميسي ذهب الي غوراديولا وقال: "لا اريد ان العب في خط الوسط بعد الان، اريد ان اكون متقدماً في الوسط".. كنت انا في العمق، لكن بيب غير تكتيكه فوراً من 4-3-3 الي 4-5-1 ..معي انا في المقدمه وخلفي ميسي ..اصبحت في الظل، لان ميسي خلفي مباشره وكل الكرات كانت تصله وتخرج منه ولم اتمكن من اللعب بطريقتي.. علي الورق، كان يجب ان اكون حرا،  فانا استطيع صنع الفارق في كافه المستويات.. لكن بكل بساطه غوراديولا قام بالتصحيه بي..

- هذه هي الحقيقه..غوارديولا حجم مكاني، حسناً، استطيع ان اكون في مكانه، واقول : انهُ ميسي، وهو النجم الاكبر، يجب ان استمع له.. لكن لا يمكن ان تسير الامور بهذه الطريقه، انا ايضاً سجلت العديد من الاهداف وكنت رائعاً.. كيف يمكنه ان يبرمج فريقه علي لاعب واحد.. ولماذا ايضاً قام بشرائي اذا كانت هذه هي القضيه؟ لايمكن لاحد ان يدفع هذه الاموال لكي يخنقني كلاعب.. غوراديولا كان عليه ان يفكر فينا جميعا وليس بميسي وحده..

-بكل تاكيد، الاجواء في الاداره بدات تتوتر.. كنت اغلي صفقه في تاريخ النادي، لكنني لم اشعر بحال جيد في الخطه الجديده، كنت مكلفاً للغايه علي ان تتم التضحيه بي.. تيكسيكي المدير الرياضي للنادي جاء الي وقال: " اذهب وتحدث مع غوراديولا،  تبين منه".. لم احبذ الفكره لانني كلاعب اقبل بمركزي.. لكن حسناً، لا يهم، سافعل واتحدث معه.. احد اصدقائي قال لي: "زلاتان، يبدو ان نادي برشلونه قاموا بشراء فيراري، لكنهم يقودونها وكانها فيات ".. فكرت، وقلت.. حسناً ساذهب فهذه حجه جيده.. غوارديولا قلل من اهميتي كلاعب كبير في فريقه..

- ذهبت له في التدريبات.. في الملعب.. وكنت متاكداً من شيء واحد: لم اكن افكر في اشعال حرب، كنت اريد النقاش فقط، وبدا الحوار..

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا