برعاية

جنة كُرة القدم تنضُب من أنهارها !

جنة كُرة القدم تنضُب من أنهارها !

** هذا المقال مقدم من فريق ابداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظله تخرج افضل ما لديهم لينشروا افكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

تحرك ذلك الكهل ليلاً طامحاً في استنشاق القليل من الهواء النقي في مكانه المُحبب، نافوره تريفي، احد اشهر معالم الفن المعماري في مدينه روما، اعتاد تلك الرحله يومياً من منزله الي ذلك المكان، الذي يحمل فيه العديد من الذكريات الجميله مع محبوبته "مارتينا"، التي انتقلت الي السماء منذ عقدٍ من الزمان.

بالرغم من ذلك الصخب الذي يعُم المكان، و الحركه المستمره لزوار هذا المكان-و ما اكثرهم-، كان يستطيع ان يختلي بحبال افكاره، و التخلل في حقيبه ذكرياته ليتذكر كم من المرات اتي الي هنا ليُلقي قطعته المعدنيه التي تحمل اُمنيه جديده في كُل مره، و قبل ان تمتلئ عيناه بدموع البُكاء علي الاطلال، خُرقت اذُناه باصوات شابان استطاعا و بالرغم من الضوضاء المُخيمه ان يصل صوتهم  اليه يتحدثان عن قُرب بدء الموسم الجديد من "الكالتشيو".

-الذئاب جائعه هذه المَره عن كل ما سبقوها، و لن يَرحموا اي مُنافس و سيعثوا في الارض طولاً و عرضاً يلتهمون كل خيراتها.

كان صوت ذلك الشاب اليافع مُمتلئاً بالثقه و الفخر بناديه العريق "روما" الذي يبدو عليه انه يعشقه منذ الصغر و عاني معه مراره الهزائم كثيراً، ارتفع بعدها صوت ضحكات صديقه الذي يُرافقه و رد عليه ساخراً:

-فقط اهدا يا (ماركو) فليس هذه هي المره الاولي التي استمع فيها لتلك الكلمات منك، و في كُل مره لا اري اي اثراً لاقدام هؤلاء الذئاب حتي، و لا اعتقد ان شئ قد اختلف عن المواسم السابقه حتي تتحدث بكل هذه الثقه.

تحولت بعدها ملامح وجه الشاب المُدعي (ماركو) الي العبوث الشديد، و حاول ان يتدارك الموقف بنفس سُخريه صديقه و قال له:

- الجميع في ايطاليا من اقصاها الي ادناها يعلم كيف تحصل سيدتكم العَجوز تلك علي البُطولات، فهنيئاً لكم ببطولاتكم البعيده عن متعه المنافسه الشريفه، و هنيئاً لنا بعراقه روما و تاريخها المُمتع.

العجوز ابتسم ابتسامه عدم الرضا علي ما يشاع من كلام في ذلك الحديث الحاد بين هاذان الشابان، و من ثم صاح فيهم نهراً:

- حاولا ان تصنعا الجنه في خيالكم، فالواقع اكثر قُبحاً مما تُدركون.

قطع الشابين حديثهما و التفا الي ذلك العجوز الجالس، الذي ظهر علي وجهه علامات التقدم الشديد في السن، و كان وجهه احد معالم روما القَديمه، و لكنهم انتبهوا الي كلامه الذي بدي عليه الحده في الكلمات، و سُرعان ما قطع الفتي (روبيرتو) -الشاب الثاني-، ذلك الصمت و طرح عليه سؤالاً غريباً بعض الشئ:

- و اي نادٍ تُشجع انت، و يَملُك واقع جيد عن واقع انديتنا؟؟

و تحركا معاً مُتجهين نحو ذلك العجوز حتي يُكملا حوارهما معه، قبل ان يسمعا ضحكته ترتفع بِشده و يسترسل كلامه قائلا :

- اتعتقدا ان لازال هُناك انديه تُمارس كُره القدم في ايطاليا؟

علامات تعجب تُسيطر علي وجه الشابين و لكن العجوز اهملها و اتبع كلامه قائلاً:

-انت يا هذا كيف تري اداء البيانكونيري يستحق المُتابعه بدون لمسه "ديل بييرو" الساحره؟ كيف تجد الاسود و الابيض لائقين باحدهم بعد ان غادره "نيدفيد"؟

و انت ايُمكنك ان تحصر موسمك بالكامل في دقائق معدوده يُشارك بها المَلك "توتي"؟

لكم اُشفق عليكما يا صغيراي، اُقسم لكما بان العاب الفيديو في ذلك العصر اصبحت امتع من مشاهده الكالتشيو بدون "باجيو" و اهدافه في كاس العالم الذهبيه، كيف يُمكنك ان تُقييموا مهاره احد اللاعبين بدون ان ترونه يقف عاجزاً امام عظمه "مالديني" اروع من منع لاعبي العالم من لعب كُره القَدم.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا