برعاية

قراءة في عودة «كسبرجاك» إلى تونس:أفضلية تاريخية.. حسابات إنتخابية والنجاح مشروط

قراءة في عودة «كسبرجاك» إلى تونس:أفضلية تاريخية.. حسابات إنتخابية والنجاح مشروط

التونسيون اوفياء لماضيهم وكثيرا ما يشدهم الحنين الي الزمن الجميل. شعب الخضراء يتحسر علي جيل الفن الاصيل وعلي رمضان زمان وايضا علي ايام العز مع الشتالي ولحظات المجد مع «الجنرال» «لومار »...

بالامس فتح المشرفون علي الكره التونسيه ارشيف «نسور قرطاج» هربا من الواقع الاليم وبحثا عن صفحات مضيئه صنعها الرجال والابطال. جماعه الدكتور وديع الجريء قلبت سجلات المنتخب لعلها تجد الحل في السابقين. الجامعه مرت مرور الكرام علي مهندس ملحمه الارجنتين عبد المجيد الشتالي لادراكها بان زمن «المعلم» ولي ومضي. المكتب الجامعي رفع القبعه للـ «جنرال» «لومار» ولسان حاله يقول من المستحيل ان يكون له الحماس لتكرار انجاز رادس عام 2004. جامعه الجريء رفضت رمي المنديل وواصلت رحله البحث في الارشيف عن احد صناع المجد الذي بوسعه العمل من جديد علي راس الاطار الفني للـ «نسور» بنفس الروح رغم تغير الزمن والاسماء والظروف والعقليات. جامعتنا وجدت ضالتها في المدرب القدير «هنري كسبرجاك» الذي دون اسمه باحرف من ذهب في سجلات المنتخب عام 1996 عندما قهر الصعاب وقاد «النسور» الي الدور النهائي لـ «كان» جنوب افريقيا وذلك بعد ان كانت الكره التونسيه قد عاشت نكسه كبيره في نهائيات 1994 التي حكم علينا خلالها الزواوي والبنزرتي بتشجيع «النسور» النيجيريه والتصفيق للـ «رصاصات النحاسيه».

من الواضح ان «تاميم» المنتخب في خمسينات القرن الماضي واسناد شرف تدريبه لفني تونسي دما ولحما (رشيد التركي) لم يكن في واقع الامر سوي حماسه مؤقته من قبل اهل الدار في فجر الاستقلال. لم تمض سوي اعوام قليله حتي زحف الاجانب وبدات نظريه تاثر «المغلوب بالغالب» تتبلور بصفه تدريجيه. حضور المدربين الفرنسيين (اوالفرنسيين البولونيين كما هو الحال بالنسبه الي كسبرجاك) كان جليا. بعض خريجي مدرسه بلد «الانوار» او الذين يحملون الجنسيه الفرنسيه ويتكلمون لغه «فونتان» و«بلاتيني» و«زيدان» لم يتركوا بصمه واضحه مع المنتخب التونسي امثال «اندري جيرار» و«جون فانسون» و«مارشان»... وفي المقابل نحت البعض الاخر مسيره استثنائيه مع «نسور قرطاج» وتركوا افضل الانطباعات في صفوف الجماهير التونسيه علي غرار «روجي لومار» والفرنسي ـ البولوني «كسبرجاك».

«هنري كسبرجاك» غني عن التعريف ولا يحتاج الي «كاستينغ» من قبل الاداره الفنيه للجامعه لاختبار قدراته ونظنه في غني ايضا عن الوكلاء الذين نفخوا في صوره بعض الفنيين ووقع في شراكهم المسؤولون كما حصل مع البلجيكي «جورج ليكنز». «كسبرجاك» يحفظ تونس عن ظهر قلب وحقق مع المنتخب نجاحا لا ينكره الا الجاحدون. اللاعب السابق لمنتخب بولونيا يتكلم الفرنسيه ودرب عده انديه في بلد «الانوار» واشرف علي حظوظ عده منتخبات افريقيه بلدانها تدين تاريخيا بالولاء للفرنسيين وتتكلم لغتهم وتعشق عاداتهم وتطبيق خططهم التكتيكيه علي غرار الكوت ديفوار وتونس والمغرب ومالي والسينغال. التجربه الافريقيه الكبيره لـ«كسبرجاك» لعبت دوار مهما في تصدره قائمه المرشحين لتدريب «نسور قرطاج» كما ان اللغه من العوامل الرئيسيه ايضا في تحديد هويه المدرب الجديد للمنتخب خاصه في ظل «العطاله» الفكريه للسواد الاعظم من لاعبينا ومن المؤكد كذلك ان الجامعه اتعظت من درس «كرول» الذي كان يستخدم لغه فرنسيه تشبه اللسان الصيني مقابل راتب ضخم لا يقل عن 80 مليونا!

في الوقت الذي ساد فيه الاعتقاد بان فتره صلوحيه «الجنرال» «لومار» قد انتهت فاجا فريق جوهره الساحل الجميع وتعاقد مع «روجي» الذي قهر الزمن وصنع الفرح في سوسه قبل ان يصيبها الحزن بفعل خفافيش الظلام. تجربه «لومار» مع النجم علي قصرها تعتبر مثالا حيا علي ان «اللي تعدي وفات يرجع» (مع اعتذارنا للجويني عن هذا التحريف). نجاح «لومار» مع النجم يعتبر دافعا اضافيا للجامعه للقيام بتجربه مماثله من خلال رجوع «هنري» الي المنتخب وهو اصغر سنا من «روجي».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا