برعاية

جورجي سامباولي.. التلميذ الذي تفوق على أستاذه بيلسا

جورجي سامباولي.. التلميذ الذي تفوق على أستاذه بيلسا

كره القدم مثل الحياه، مجرد اختيارات. يوجد من يفكر فقط في الفوز والثلاث نقاط، وهناك من يريد تطبيق افكاره الحياتيه داخل اللعبه، ان يفوز او يخسر مع الاسلوب، وسامباولي واحد من هؤلاء. المدرب الذي بدا التدريب من الدرجه الادني، وانطلق من محطه بيلسا الاولي، النيولز اولد بويز في الارجنتين.

سامباولي هو ملك الـ Pressing Game في أميركا الجنوبية، لعبه الضغط التي اشتهر بها منتخب شيلي مع اللوكو مارسيلو بيلسا في سنوات سابقه، فريقه لا يجيد بناء الهجمه من الخلف بطريقه مهاريه، ولا يستحوذ علي الكره كثيراً، لكنه يقتل خصومه في نصف ملعبهم، بالدفاع المتقدم وتضييق الخناق عليهم بالسرعه المطلوبه.

النيولز اولد بويز هو الاساس، وكان هذا النادي هو معقل الـ Bielsistas بالقاره المعزوله، لان كلاً من بيلسا، سامباولي، تاتا مارتينو، حصلوا علي تجاربهم الفنيه الاولي من خلال هذا الفريق.

يعتمد جورجي في افكاره التدريبيه علي نفس مباديء بيلسا، الهجوم المستمر، اللعب العمودي الي الامام، الوصول الي مرمي الخصم باقل عدد ممكن من التمريرات، مع تسجيل الاهداف العديده في كل مباراه، وقبل كل ذلك الضغط الراديكالي القوي في نصف ملعب المنافسين، هذه هي القاعده التي تطورت معها الكره في شيلي خلإل ألسنوات الاخيره، والسر يعود الي العقول المبتكره القادمه من بلاد الارجنتين.

منتخب شيلي فريق لا يهاب، هكذا عودتنا الكره في اميركا الجنوبيه، لا يوجد ابداً منتخب فوق الكل، مهما زادت الفروقات المهاريه بين اللاعبين. والفضل في هذا الامر يعود الي بيلسا، المدرب الذي يتعامل مع اللعبه من منظور مختلف عن البقيه، لا يهمه الفوز بقدر الطريقه التي يحقق بها مبتغاه، لذلك لعبت شيلي تحت قيادته بطريقه هجوميه مندفعه، حتي امام اعتي المنتخبات العالميه.

في مونديال جنوب افريقيا 2010، لعبت شيلي مباريات رائعه امام اسبانيا والبرازيل، ورغم انها كانت الطرف الاخطر لكنها خسرت وخرجت في النهايه، والسر يعود الي الثغرات الدفاعيه الموجوده اثناء التحولات من الدفاع الي الهجوم، بسبب نقص عدد المدافعين امام المرمي، مع طريقه اللعب 3-3-1-3، وبالتالي كبرت الفجوه بين كُلٍّ من ايسلا وميدل علي اليمين، واصبحت هناك امكانيه لضرب الدفاعات عن طريق التمريرات الطوليه الماكره.

بعد تولي سامباولي تدريب المنتخب، سار علي نفس النهج بشكل كلي، وقدم الفريق عروضاً رائعه مثل ايام بيلسا، لكنه اصطدم ايضاً بنفس الصعوبات امام عمالقه اللعبه، كمباراه البرازيل في مونديال 2014، كذلك مباراه هولندا بنفس البطوله، الا وهي وجود بعض الفراغات في انصاف المسافات بين الاظهره وقلوب الدفاع، نتيجه الجراه الهجوميه المبالغ فيها.

يبدو ان جورجي سامباولي فهم اللعبه مؤخراً، وصار اكثر نضجاً علي المستوي الفني، مع تحوله الي طريق الواقعيه الكرويه، وتحوله الي شخص اكثر براغماتيه بالفتره الاخيره. وظهر هذا بوضوح خلال بطوله كوبا اميركا 2015، حينما تخلي المدرب عن طريقه اللعب 3-3-1-3 قليلاً، ومبادلتها بخطه متوازنه اقرب الي 4-3-1-2، بتواجد رباعي دفاعي متنوع، وثلاثي وسط متحرك سواء بالدفاع او الهجوم.

راهن منتخب شيلي في السابق علي الكثافه بالوسط، مع المخاطره بالدفاع، لكنه مؤخراً حل هذه المعضله بعوده فالديفيا الي الخلف قليلاً، وقيامه بدور لاعب الوسط الرابع عند الحاجه، مع تثبيت جاري ميدل في الدفاع بجوار سيلفا، وذلك من اجل التغطيه خلف تقدم الظهيرين، ايسلا وجان بوسيجور، بالاضافه الي تحول مارسيلو دياز للدفاع من اجل بناء الهجمات واخراج الكره بشكل سليم.

تنازل سامباولي عن المباديء الملحه للضغط، واختار استراتيجيه اكثر تحفظاً، يعود دياز الي الخلف ليصعد عوضاً عنه ميدل الي الامام لمقابله ميسي، يتحرك فيدال تجاه الثلث الهجومي الاخير، ليقوم ارانجويز بالتغطيه العرضيه، لتنكسر كل محاولات الارجنتين في النهائي بلعب الكرات الطوليه، والسبب وجود حائط دفاعي متوازن من قبل منتخب الشيلي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا