رافا بينيتيز.. اختصاصي التكتيك في حضرة "النيو غلاكتيكوس"

رافا بينيتيز.. اختصاصي التكتيك في حضرة "النيو غلاكتيكوس"

منذ ما يقرب من 9 سنوات

رافا بينيتيز.. اختصاصي التكتيك في حضرة "النيو غلاكتيكوس"

حينما تشاهد رافا بينيتيز اثناء المباريات؛ جلوسه علي الدكه خارج الخط، وورقته الصغيره التي يدون فيها اهم الملاحظات، نظارته الطبيه وملامحه الاقرب الي الحكماء، ستدرك فوراً انك في حضره مدير فني يتعامل مع المباريات وكانها معركه دقيقه من البدايه وحتي النهايه، وتعكس هذه التفاصيل الصغيره جانباً مهماً من افكار الرجل التدريبيه، اذ انه تكتيكي بارع بشهاده غالبيه الخبراء، سواء من المتفقين معه او المختلفين.

اذا رغبت بتقديم لاعب للامام، يجب ان تقوم بتحريك لاعب اخر للخلف، وعندما تضع لاعبا علي الرواق الايمن، من اللازم ان تقابله بلاعب اخر في الرواق الاخر، الاول يهاجم والثاني يقطع بالعرض دفاعياً، للتغطيه العكسيه، وهكذا. لذلك يهتم المدرب الجديد لريال مدريد بهذه الملاحظات الخططيه كثيراً مع كل الفرق التي تولي قيادتها.

يتذكر الجميع نهائي اسطنبول الشهير، قام رافا بنقل جيرارد الي الامام، للاستفاده من سرعته وقوته واندفاعه، مع وجود الونسو خلفه لبناء الهجمه بسهوله. لكن من دون تحريك قطعه ثالثه، لحمايه اول قطعتين، لكان الليفر في عداد الموتي، لذلك الحل هو ديدي هامان الذي لعب كارتكاز صريح، كل مهمته "الخدمه" علي جيرارد والونسو، وفي نفس الوقت يشكل ثنائيه دفاعيه مع سامي هيبيا عند الحاجه، حتي يصبح تراوري، جيمي، في وضع اقرب للاطراف، وذلك من اجل صعود الاظهره ريزي، سميتشر، الي دور الاجنحه الصريحه، وشغل اكثر من جبهه هجوميه في الثلث الاخير.

وبالتالي اصبحت هذه البطوله وتلك الخطه هي التميمه الاهم لبينيتيز طوال مسيرته، لانه نجح بتغييراته وتعديلاته الفنيه في القضاء علي ميلان، والتحول من هزيمه مؤكده الي فوز لن يتكرر بسهوله مره اخري. الاسباني هو المدرب الذي يستطيع قلب مجريات القمم بتغييراته خلال الاوقات الحاسمه والمصيريه.

"بينيتيز مدرب سخيف جداً، بعيداً عن شخصيته التي اختلف معها، الا انه معقد جداً علي الصعيد التدريبي، لا يهتم ابداً بصنع شيء جديد، لكنه يتفنن في اخراج المباريات بشكل سيئ، ويحاول فقط هدم خطط منافسيه، من دون صناعه اسلوب متفرد له"، هكذا ينتقد السير اليكس فيرجسون منافسه القديم، بعد مباريات عديده بين الطرفين، اثناء فتره تواجد رافا في مدينه ليفربول.

تلمس تصريحات فيرجسون جانبا مهما من طريقه لعب بينيتيز، فالرجل لا يهتم ابداً بالشكل الجمالي للعبه، ويحاول فقط الوصول الي الفوز باي طريقه ممكنه، وهذا الامر ربما يكلفه الكثير خلال مسيرته الجديده مع مدريد، خصوصاً ان الفريق الملكي له ذكريات سيئه مع الاسماء التي تنسف فكره المتعه مع اللعبه.

فاز كابيلو بالدوري وسط ظروف كارثيه، لكنه رحل لان فريقه لا يلعب بشكل جمالي كالغريم برشلونه، بينما ظل مورينيو ثلاث سنوات يبحث عن العاشره، في ظل صراع لا ينته مع بعض اجنحه مدراء الريال، بسبب طريقته الدفاعيه وخلافاته المستمره مع النجوم الكبار، ومن الممكن جداً ان يكون مصير رافا علي خطي البرتغالي.

يتفق رافا مع انشيلوتي في حصده لبطولات كؤوس عديده، فالرجل فاز بدوري الابطال مع ليفربول، ونجح في جلب الدوري الاوروبي رفقه تشيلسي، بعد سنوات من تحقيق بطوله الاتحاد الاوروبي اثناء وجوده في الليغا مع فالنسيا. لذلك تتشابه مسيره الثنائي التدريبي في التالق الاوروبي الواضح مع عده انديه مختلفه، وخلال فترات زمنيه متباعده.

وتبقي بطوله الدوري هي الاصعب علي الاطلاق، فانشيلوتي فشل مرارا وتكرارا في الفوز بها الا في مرات قليله، بينما اخفق بينيتيز في السطوه المحليه مع ليفربول، انتر، تشيلسي، ونابولي، ليكون النجاح الرئيسي له مع فالنسيا فقط في بطوله الليغا، بعد قيادته الخفافيش لبطولتين دوري رغم انف العملاقين، برشلونه وريال مدريد.

حقق فالنسيا لقبي الدوري في 2002، 2004 برصيد نقاط 75 و77 نقطه، وهذه الارقام غير كافيه ابداً للفوز بالليغا بالسنوات الاخيره، اذ ان ارقام البطل يجب ان تقترن بالتسعين وما فوق، وبالتالي يحتاج رافا الي شحن بطارياته من جديد، واعاده تاهيل طريقته المحليه، حتي لا يقع في نفس الفخ الذي تاثر به سلفه، ويفشل في تحقيق المراد.

لعب فالنسيا مع بينيز بـ 4-2-3-1، الطريقه التي بدات في الظهور خلال منتصف التسعينيات ثم صارت النموذج الاكثر شهره خلال الالفيه الجديده. انطلق المدرب من خلال هذه الخطه بوجود رباعي دفاعي، توريس وكاربوني علي الاظهره، بيليغرينو وايالا في العمق. وثنائي ارتكاز مكون من روبين باراخا ودافيد البيلدا، مع روفيتي وفيسينتي علي الاطراف، ايمار في العمق وامامه ميستا المهاجم الصريح.

واصبحت هذه الخطه هي النموذج المحبب لبينيتيز، ليستخدمها بعد ذلك في انتر ميلان، تشيلسي، ونابولي، ويقوم بمزجها مع التقاليد البريطانيه اثناء حقبته مع ليفربول، في شكل خططي قريب من 4-4-1-1، مزيج بين 4-2-3-1 و 4-4-2 القديمه. ورغم قله البطولات المحليه، الا ان انضباط بينيتيز وتحكمه التكتيكي وصل بفرقه الي مسافات بعيده بكل بطولات اوروبا، خاصه دوري الابطال.

"رافا بينيتز اضاف الكثير الي 4-4-2، اعطي سرعه كبيره لسياسه الاستحواذ، قام بعمل تنوع ما بين التمريرات الطوليه والعرضيه، شاهدنا حركه اكبر واستخدام اكثر ديناميكيه للطريقه"، مقتطفات من حديث قديم للمدرب فيلاس بواش، المدير الفني الحالي لزينيت ومساعد مورينيو القديم.

الخبر من المصدر