برعاية

هل يحدد طعامنا مستقبل أبنائنا؟هل يحدد طعامنا مستقبل أبنائنا؟

هل يحدد طعامنا مستقبل أبنائنا؟هل يحدد طعامنا مستقبل أبنائنا؟

منذ 2 دقيقتين، 2 مايو,2015

هل تعلم ان الخيارات التي نتخذها كل يوم؛ كالطعام الذي ناكله او المواد الكيميائية التي نتعرض لها، الي جانب الانشطه التي نبذلها وحتي بيئاتنا الاجتماعيه يمكن ان تغير من جيناتنا؟ اكتشف العلماء مؤخرًا طرقًا للسيطره علي عدد متواضع من الجينات لدينا، بحيث يمكن احداث تغيرات في نشاط الجينات دون تغيير الحمض النووى الفعلي لدينا.

واحدي الطرق التي تمكننا من التاثير علي الجينات دون تغيير بنيتها الاساسيه هي من خلال الاطعمه التي نتناولها. فان كانت جيناتنا هي التي تحمل البندقيه، فنمط حياتنا هو الذي يضغط الزناد. وتاثير التغذيه علي الجينات هو ما يطلق عليه علم “المورثات الغذائيه”.

جيناتنا تدفع ثمن نمط حياتنا

Man with glowing heart surrounded by healthy eating and lifestyle images

التدخين هو مثال لمدي تاثير سلوكنا علي جيناتنا، كما انه يتسبب في العديد من المشاكل الصحيه. حيث تؤثر المواد المسرطنه الموجوده بدخان السجائر بشكل مباشر علي الجزيئات في اجسامنا مما يؤدي الي نمو السرطان عن طريق تحور الجينات المضاده للسرطان.

لكن علي الجانب الاخر العكس صحيح تمامًا بنفس القدر، فانماط الحياه الايجابيه التي نتبعها وخاصه تناول الطعام الصحي وممارسه الرياضه قد يكون له نفس التاثير علي تركيبتنا الجينيه. وتؤكد دراستان هذه النقطه، فتشير احداها الي ان تناول الطعام الجيد يمكن ان يوقف الجينات التي تعرض الفرد لخطر اعلي لاضطرابات القلب. فيما اظهرت الدراسه الاخري ان ممارسه الرياضه يمكنها ان تحول الخلايا الجزعيه لتصبح خلايا عظام او دم عوضًا عن الخلايا الدهنيه.

وكلا الدراستين تساعدنا علي رؤيه كيف تعمل التغييرات في نمط الحياه علي تعديل المخاطر علي المستوي الجيني.

عندما اتبعت الفئران الحوامل نظامًا غذائيًا مشبعًا بالدهون، وُجد ان كلًا من بناتهن وحفيداتهن كنّ اكثر عرضه لخطر الاصابه بسرطان الثدي. في حين انه لو اكلت الفئران الاناث في الجيل الاول صحيًا فان ذريتهن لا تزال في خطر اكبر للاصابه بالامراض.

وفقا لمجله «نيو ساينتست» فانه «قد يسبب اتباع نظام غذائي دهني الي تعديلات في التركيبه الوراثيه يمكن ان تنتقل الي الاجيال القادمه».

وتظهر الابحاث الاخيره ان ما ناكله، وخاصه المراه الحامل يمكن ان يؤثر ليس فقط علي اطفالنا ولكن ايضًا علي احفادنا. في واقع الامر يمكن لهذه التغييرات الجينيه “القفز” او تخطي جيل، بحيث لا يكون التاثير واضحًا حتي جيلين لاحقين، وحتي لو لم يرث الاباء هذا التغيير الجيني.

الاطعمه السريعه تهدد مستقبل الاجيال القادمه!

وجدت دراسه في عام 2014 ان استهلاك الاطعمه المقليه يمكن ان يتفاعل مع الجينات المرتبطه بالسمنه، مما يؤكد علي اهميه الحد من استهلاك الاطعمه المقليه من قبل الافراد المعرضين جينيًا لخطر السمنه.

وفي دراسه فحص خلالها العلماء جينات الفئران وجدوا اختلافات كبيره في الجينات الكبديه، حيث ان الكبد هو جهاز يساعد في هضم الطعام. لذلك اوضحت اثار النظام الغذائي المعتمد علي الاكلات السريعه تضرر 830 جينًا اي 6.3% من الجينات يتاثر اعتمادًاعلي النظام الغذائي الذي تتبعه الفئران.

وحيث انه في بعض الحالات يمكن لهذه التعديلات الوراثيه ان تنتقل الي ابنائنا واحفادنا، فيمكن لنمط حياتنا الصحي ان يمنح ابناءنا واحفادنا ميزه وراثيه لاجيال عده. وبالمثل، يمكنا لعاداتنا السيئه ان تتسبب في اعاقتنا وابنائنا واحفادنا جينيًا.

المثير للدهشه اكتشاف الباحثين ان الاطفال الذين يولدون خلال سنوات المجاعه، حيث لم ياكل اباؤهم اكلًا زائدًا او دسمًا عاشوا 32 عامًا لفتره اطول. ولم يتمتع هؤلاء الاطفال بصحه ممتازه فحسب بل احفادهم ايضًا. علي العكس من ذلك، فالاطفال الذين ولدوا خلال السنوات الوفيره عندما اكثر الناس من تناول الطعام بشكل زائد، واجهوا المزيد من المشاكل الصحيه، وتوفوا بعمرٍ اصغر من ذلك بكثير.

يقول استاذ علم الاوبئه الوراثيه في كليه كينغز في لندن ومؤلف Identically Different: Why You Can Change Your Genes انه “يمكن  للطعام، والتمارين، والاجهاد، وعواطفنا ان تقوم بتشغيل الجينات او ايقاف عملها”.

كيف يمكن للحميات الغذائيه ان توقف جينات السرطان؟

قام  د.اورنيش، طبيب القلب، باخضاع 31 من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا في مرحله مبكره لنظام غذائي نباتي مع اقل من 10٪ من السعرات الحراريه من الدهون. وتم تشجيع الرجال علي المشي، والتامل واللقاء في جلسات جماعيه.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا