برعاية

«كارت أحمر»!

«كارت أحمر»!

    البطاقه الحمراء، او "الكارت الاحمر" كما ينطق في السياق الشعبي هو مدلول مجازي عن صدور مخالفه جسيمه يستحق اللاعب بموجبها العقوبه من الحكم الذي يصفه إدواردو غاليانو في كتابه (كره القدم بين الشمس والظل) بالطاغيه البغيض الذي يمارس ديكتاتوريته من دون معارضه ممكنه، والجلاد المتكبر الذي يمارس سلطاته المطلقه بايماءات اوبرا، تلك العقوبه التي تستوجب الطرد من الملعب بل الي التغييب القسري عن المباراه التي تليها.

هذا "الكارت الاحمر" اذا ما اردنا رياضه نظيفه لابد وان يظل مشهراً داخل الملاعب وخارجها، ليس في وجه اللاعبين وحسب، بل في وجه كل من يسعي لتشويه جسم الرياضه السعوديه، اياً يكن موقعه ووظيفته، اذ لا بد من قرارات حازمه وحاسمه تسهم في تنظيف بيئتنا الرياضيه بحيث تتظافر فيها كل الجهود ومن مختلف المواقع والمسؤوليات.

"الكارت الاحمر" لا بد وان يرفع في وجه اي موظف او عضو فاسد او متهاون في مؤسسات الرياضه، اكان في رعايه الشباب ومكاتبها، او في اللجنه الاولمبيه، او الاتحادات الرياضه، يغلّب مصلحته الخاصه علي المصلحه العامه، بما يضر ببيئه العمل، وبمصالح الاخرين، ولا يخفي عن الموجودين في ساحه العمل الرياضي وجود الكثير من التجاوزات في هذا المضمار، من تمرير معاملات مخالفه، والتقاضي عن خروقات فاضحه، والصمت عن عقود مخالفه، وفواتير مفبركه، وغير ذلك الكثير من التجاوزات.

"الكارت الاحمر " كذلك لا بد وان يكون مشهراً في وجه كل رئيس نادٍ، او عضو اداري، او مدرب، او لاعب، او حكم يمكن ان ينحرفوا برياضتنا عن المسار الصحيح الذي يفترض ان تسير فيه، سواء من جهه الاخلال بالنظام العام، او بالتعدي علي شرف المنافسه، او الضرب باخلاقيات الروح الرياضية، سواء من خلال ما نقف عليه بشكل مؤسف من فوضي ماليه في عقود اللاعبين والمدربين، وعلاقات مشبوهه مع الوكلاء والسماسره، او ما من خلال ما يتسرب في وسطنا من روائح فساد في المباريات بكل انواعها الماليه والاداريه.

"الكارت الاحمر" لا بد وان يوجه لكل مؤسسه اعلاميه تتعدي علي ضوابط المهنه، ومواثيقها الشرفيه، وان يوجه لكل اعلامي يوظف قلمه، او يستخدم صوته، او حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، بصفته الاعتباريه، او الشخصيه في النيل من اللحمه الوطنيه، والتعدي علي كرامات الاخرين، فتاتي الاتهامات من دون دليل او بينه، وتساق الافتراءات بلا ذريعه او سبب بتعدٍ سافر، وتجاوز احمق، وانتهازيه نتنه، نزولاً فقط عند مقتضيات الميول الساذجه، واعتداد مفرط في الغباء بالنفس، واسترضاء لعلاقات خاصه او مصالح ذاتيه.

علي صعيد المؤسسات الرسميه لم يعد اليوم كشفاً لسر حين القول بان رياضتنا قد مرت بمنعطفات خطيره، لاسيما في الاعوام القليله الماضيه ادت بها لكثير من التشوهات من وعود رسميه زائفه، وقرارات اداريه عشوائيه، واستراتيجيات خططيه وهميه، وهدر مالي، وتعطل لمشروعات، وتلاعب في نتائج مباريات، وتباين مفضوح في قرارات، وتصريحات اعلاميه خطيره، وتصرفات غير مسؤوله، وقضايا شائكه ليس اخرها قضيه الرشوه الدائره اليوم في اروقه اتحاد الكره.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا