الأسطورة نور

الأسطورة نور

منذ 9 سنوات

الأسطورة نور

في حياتنا وادابنا وثقافاتنا، نستخدم بعض المفردات وحينما يطلب منا تعريفها، نصاب بشيء من الحيره رغم فهمنا الكامل لمعناها، مفرده “الاسطوره” اقرب مثال علي ذلك.

في الموروثات اليونانية القديمة، تم تعريف الاسطوره علي انها: القصه المقدسه. الثقافات الحديثه تكاد تتفق علي ان الاسطوره هي: قصه عاديه تروي احداثا خارقه، لا توجد الا في الخيال. من التعريف الاخير يذهب مريدو اي شخصيه الي الباس محبوبهم رداء الاسطوره بسبب ما فعل، مما هو اقرب للخيال، ومن هنا، جاءت تسميه نجم الاتحاد التاريخي محمد نور بـ”الاسطوره”، فتيً كتب قصته الرياضيه بتفاصيل خارقه اقرب الي الخيال في حقيقه مشهوده واضحه، وحتي في التعريف اليوناني نور اسطوره حقيقيه.

كنت اتحدث يوما الي الهولندي فاندرليم مدرب المنتخب السعودي السابق، قال وهو ينظر الي نور: “هذا الشاب يستطيع ان يهزم فريقا لوحده”، ابتسمت وقلت: لا احد يفعل ذلك غير مارادونا. رد بسرعه: لديه قوه داخليه يمكن توزيعها علي فريق بالكامل، انه رجل لا يعرف الهزيمه. الاوروجوياني كارينيو يعترف: نور لديه قدرات القائد الفطريه، ويكمل: هذه هبه من الله لا تستطيع ان تزرعها في احد، ويختم: تمنيت لو عرفت نورا في بداياته الرياضيه وليس في ختامها.

عندما ياتي الحديث عن نور، تصعد في ذاكرتي احداث كثيره، واحده منها مباراه اتحاد جده امام ناجويا الياباني والسداسيه الشهيره، انئذ سجل نور قائما وقاعدا وعلي جنوبهم، وفتك باليابانيين كفارس من العصور الوسطي.

.. رغم تعثر مسيره نور الدوليه تحت قمصان المنتخب الاول لاسباب ليست فنيه، الا انه لاعب لا يمكن تجاوزه عند الحديث عن كره القدم السعوديه والاسيويه، لاعب تشعر بانه يملك ريموت كنترول في الملعب يحرك به اللاعبين الاخرين، المنافسين والزملاء، والجميع يستجيب لسطوته.

.. اتحاد جده الكبير المهاب، الممتد تاريخا كناطحه سحاب، والممتلئ انجازات كارصده بيل جيتس، يمكن تقسيم تاريخه الي جزءين، اتحاد ما قبل نور، واتحاد نور، وما بين الحقبتين مسافه شاسعه كالسماء عن الارض. في الحقبه الاولي خُلق الاتحاد، النادي العظيم يقاتل ليقف بجانب الانداد، وفي الحقبه الثانيه عرف التحدي، ولبس ثياب الثقه وبات اتحاد نور الذي ازاح كل شيء عن طريقه ومضي الي القمه القاريه لا المحليه فقط.

الخبر من المصدر