برعاية

الهلال قبل دونيس وبعده!

الهلال قبل دونيس وبعده!

    نردد دائماً ان الارقام لا تكذب ولا تتجمل، ويقول ديكارت: "الارقام المثاليه نادره مثل الرجال المثاليين"، والارقام في الهلال مع اليوناني دونيس تؤكد بانه يعيش حاله انتفاضه ليست علي الاخرين، اذ لا يزال "الزعيم" يستعيد ما فقده من هيبه، وانما الانتفاضه علي نفسه.

دونيس جاء للهلال في وقت لا يمكن لاي مدرب ان يخط فيه سطراً فضلاً عن ان يرسم فيه هويه، بل انه لم يكن هناك اوراق علي الطاوله الزرقاء يمكن ان يرسم عليها، فكلها مبعثره، اداريه وفنيه، فالاداره مستقيله، يتقدمهم الرئيس ومعه بقيه الاداريين، ومن يدير النادي يعلم الجميع انه مؤقت مهمته ان يكون جسراً للمرحله الانتقاليه، والارتباك الفني تعبر عنه سلسله النتائج المخيبه التي افضت لخساره نهائي ابطال اسيا، ونهائي كاس ولي العهد، والابتعاد عن المنافسه علي لقب الدوري، بل يكفي ان تقول ان الهلال خسر من متذيل الترتيب العروبه ليتضح حجم الماساه!.

السوء الهلالي لم يكن يقف عند ذلك الحد، فاللاعبون اجانب ومحليون، وهم البيادق الذين سيحارب بهم "الجنرال" اليوناني كانوا يعيشون اقسي مراحل الاحباط، واكثر مستويات الفوضي واللامبالاه. كنا نشاهد ذلك في ادائهم، ونلمسه في تصريحاتهم، ما يجعل من السهوله بمكان ان نراهم يتساقطون علي رقعه الشطرنج، لكن ذلك لم يحدث فقد وجدناهم يقلبون الطاوله في وجه خصومهم، فناصر المحبط عاد يداعب الشباك كعازف ناي مبدع، ونيفيز الخارج عن النوته الموسيقيه الزرقاء عاد يعزف اجمل الالحان، ومثله في ذلك سالم الدوسري الذي اوقف عزفه النشاز، ومعهم بقيه طاقم الاوركسترا الهلاليه.

ارقام دونيس تقول انه لعب 11 مباراه حتي الان فاز في تسع وتعادل وخسر في واحده، وهو يلعب المباراه السابعه في الدوري من دون ان تهتز شباكه، وهو يتشبث بالمركز الثالث في الدوري، واذا ما خدمته الظروف وابتسم له الحظ فبامكانه انتزاع الوصافه، وهو الي جانب ذلك يمضي في دوري أبطال آسيا متصدراً مجموعته بمستويات ونتائج لافته يدعم كل ذلك اتزان في قراءه الامور الفنيه، وارتياح في التغيير والتبديل علي الخارطه الاساسيه سواء علي مستوي العناصر او الطرائق الفنيه التي اظهرت الهلال بثوب جديد وزاهٍ لم يالفه متابعوه.

السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي تغير ليحدث كل ذلك الانقلاب علي الرغم من صعوبته في ظل ذلك الواقع المكهرب؟!

ببساطه.. الذي حدث ان اداره الهلال المؤقته نزعت الفتيل الذي كان يضغط علي الفريق ويتهدده بالانفجار في كل لحظه، واستطاعت ان تبعده عن حاله التماس التي كانت سبب كل الاحتكاكات الاعلاميه والجماهيريه، والتي جعلته ساحه فوضي وتصفيه حسابات داخليه وخارجيه، الي حد بات النادي مخترقاً في ادق تفاصيله.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا