برعاية

مانشستر سيتي.. كيف نجح بليجريني في السقوط إلى الهاوية؟

مانشستر سيتي.. كيف نجح بليجريني في السقوط إلى الهاوية؟

"فلسفتي مبنيه علي التعامل مع الكره كاولويه، احب امتلاك لاعبين لديهم قدرات تقنيه كبيره، ولا اعترف بالرقابه الفرديه واللعب العنيف، لكن علي الفريق الجيد ان يلعب كرة قدم ويعبر عن قدراته، لتكون الرساله النهائيه عباره عن مزيج من الفن اللاتيني مع العقل الاوروبي". هكذا يؤكد مانويل بليجريني وجهة نظره حول كره القدم، ومدي تعصبه لافكاره الفنيه.

مع بدايه دخوله عالم التدريب، لم يكتف بليجريني بكره القدم فقط بل قرر دراسه الهندسة المدنية ليقول عن هذا التنوع، انه اراد ربط كره القدم بمجال حيوي اخر؛ لان اللعبه في النهايه حياتيه بحته، ويصفوه في شيلي والعالم بعد ذلك بالمهندس، ليس لفنه المعماري بل لتنظيمه التكتيكي.

الرهان علي خطه 4-2-2-2 كانت اول الحلول بالنسبه لمانويل، 4-4-2 القديمه او "الفور فور تو" الكلاسيكيه اعتمدت علي ثلاثه خطوط مباشره وصريحه، رباعي دفاعي ثم رباعي في الوسط واخيراً ثنائي هجومي، لكن 4-4-2 الحاليه تتحول الي ما يشبه 4-2-2-2 كما في حاله السيتي، ونجحت المنظومه في الموسم الاول، وفاز مانشستر سيتي بالدوري الانجليزي، لكن الامور تحولت سريعاً، من القمه الي القاع، وفي اقل من عام.

خطه 4-2-2-2 التي يلعب بها السيتي معظم مبارياته، تعاني من مشاكل جمه علي الصعيد الفني، وذلك بسبب وجود اكثر من عنصر متشابه في كل خط بالملعب. واذا وضعنا محور ارتكاز السيتي تحت المجهر، فان الفريق ككل يفتقد الي لاعب دفاعي حقيقي يدعم الخط الاخير من الملعب، وبسبب هذا العيب الكبير، فان دفاعات الفريق تتقدم كثيراً الي الامام، من اجل سد الفراغات في وبين الخطوط.

مدافع مثل كومباني يملك مقومات مميزه، في المطلق هو لاعب جيد، وقائد حقيقي بالخلف، لكن بسبب القصور التكتيكي لمنطقه الوسط، فان البلجيكي يصعد الي منطقه الارتكاز، وبسبب المساحات الشاسعه في هذه المنطقه، فان المدافع يرتكب اخطاء قاتله تتسبب في مزيد من الفرص والاهداف تجاه مرمي هارت.

هذا علي مستوي الدفاع، لكن هجومياً هناك انتقادات واضحه ايضاً، بسبب الشق الدفاعي الضعيف للاجنحه الهجوميه، فدافيد سيلفا لاعب رائع ومهاري، وامامه نصري علي الجانب الاخر، لكن الخطه الحاليه لا تعطي اي توازن اثناء التحولات، بسبب دخول ثنائي الطرف كثيراً للعمق، مما يجعل منطقه الاطراف فارغه تماماً مع مرتدات الخصوم.

يعاني مانشستر سيتي من سياسه "الوفره" العدديه، فرغم وجود اكثر من مهاجم داخل الفريق، فان الجهاز الفني قرر التعاقد مع اسم جديد، العاجي بوني من سوانزي الي مانشستر، ليبتعد يوفيتتش عن الصوره، ويحصل بليجريني علي مهاجم اضافي مقابل التضحيه بلاعب وسط متقدم، وهذه المعطيات تجعل الثلث الهجومي الاخير مزدحماً بعض الشيء.

يفضل اجويرو اللعب خلف مهاجم متقدم، ويعود الارجنتيني كثيراً للخلف لبناء اللعب، وبالتالي يحدث تداخل واضح في المهام بينه وبين اكثر من لاعب اخر، خصوصاً حينما يدخل سيلفا في العمق، ويصعد توريه من الوسط الي قلب الهجوم، ليصبح هناك ثلاثه لاعبين تقريباً في مركز واحد بالملعب، المركز 10 مغلق لدواعٍ تكتيكيه.

ورغم كل هذه العيوب الواضحه، الا ان الجهاز الفني استمر في نفس خطته، مع نفس العوامل والخطوات، رغم تغيّر الظروف وقدرات المنافسين، ليقع الفريق في فخ التكرار ويقع في معظم المواجهات المعقده، سواء بالدوري المحلي او عصبه الابطال الاوروبيه.

يعتبر الايفواري يايا توريه النجم الافضل علي الاطلاق في تشكيله سيتي، ويُضيف اللاعب الافريقي الي بليجريني الكثير من الحلول، سواء بالدفاع او الهجوم، وتراجع مستواه يعني مزيداً من المشاكل علي الصعيد الفني، لان توريه ليس كاي لاعب اخر، بل يقوم بدور محوري في تنفيذ افكار المدرب الحالي للسيتي.

يايا توريه وفيرناندينيو حاله خاصه جداً، بعد دي يونج وجاريث باري واسماء اخري، صار الارتكاز الدفاعي في مانشستر لاعباً وهمياً، وحينما يلعب الثنائي توريه وفرناندينيو، فان التكامل في العلاقه بين الثنائي يكون ناقصاً، ومن البديهي تحديد اسباب تراجع اللاعب الكبير، بسبب عدم وجود مساند له بالخلف، مع عدم وضوح دوره الهجومي، في ظل وجود اكثر من لاعب حر في الثلث الاخير من المستطيل.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا