برعاية

تعرف على أشياء كثيرة يمكنك التنبؤ بها في حياتك من خلال «البيانات العملاقة»تعرف على أشياء كثيرة يمكنك التنبؤ بها في حياتك من خلال «البيانات العملاقة»

تعرف على أشياء كثيرة يمكنك التنبؤ بها في حياتك من خلال «البيانات العملاقة»تعرف على أشياء كثيرة يمكنك التنبؤ بها في حياتك من خلال «البيانات العملاقة»

منذ شهر واحد، 20 فبراير,2015

عرفنا في الجزء السابق انًّ كل شيء نقوم به وسنقوم به في المستقبل سيترك خلفنا اثارًا رقميه تتزايد بشكل عملاق كل ساعه وكل يوم, وان وصول تلك البيانات للاحجام الضخمه التي هي عليها اليوم هو ما نطلق عليه البيانات العملاقه او Big data, وانًّ تلك البيانات بقدر ما تحوي من معلومات هامه في باطنها الا انًّها من التعقيد الذي تعجز عنه وسائل التحليل التقليديه, والحاسبات العاديه من التعامل معها بالتخزين, والتحليل, والمشاركه, وغير ذلك في زمن معقول نسبيًا. مما يستلزم التعامل معها بادوات وطرق تناسب طبيعتها المختلفه من حيث الحجم, والسرعه, والتنوع, والمصداقيه, والتعقيد, وايضًا القيمه. في هذا الجزء نتناول المزيد من التفاصيل عن البيانات العملاقه ونتعرف سويًا علي استخداماتها الواسعه التي تحيط بنا ولا ندركها.

يجب انْ تدرك انَّ طبيعه البيانات العملاقه تختلف بشكل كبير؛ فليست كل البيانات مُهيكله ويمكن وضعها في جداول وادراجها في برامج التحليل كارقام. ولعل الصور ومقاطع الصوت والفيديو خير دليل علي ذلك. بل انًّه من المدهش والمزعج ايضًا ان تعلم ان نسبه ضئيله جدًا تمثل حوالي 20% من البيانات العملاقه هي فقط بيانات مُهيكله structured data والباقي كله والذي يتزايد بشكل مخيف هو بيانات عشوائيه غير مُهيكله unstructured data لا يمكن تنسيقها في جداول كالبريد الالكتروني ومنشورات ومحادثات وسائل التواصل الاجتماعي وما الي ذلك.

اذًا كيف نستخدمها او نقوم بتحليلها؟

بدون الدخول الي تفاصيل سيتم تناولها لاحقًا في اجزاء اخري، لكن الحوسبه السحابيه cloud computing بالتضافر مع اساليب تحليل مطوره ومبتكره Analytics تقوم بها برمجيات خاصه لهذا الغرض Hadoop وتعمل علي عده حواسب فائقه السرعه بطريقه موزعه، كلٌ منها يعمل علي مجموعه بيانات مختلفه الحجم والنوع تستضيفها خوادم الانترنت؛ قد اغنت الجميع عن شراء حاسبات فائقه او بناء شبكات. وذلك يعني انَّه بدايه من الحكومات, والهيئات, وقطاعات الاعمال, والقطاعات الخاصه وصولًا للافراد يمكنهم جميعًا استخدام البيانات العملاقه لفهم المشكلات, وتحسين اليات اتخاذ القرار.

اذًا من يستخدمها؟ ولماذا يستخدمها؟ والحق ان سؤال “لماذا” هو الاشمل لانه لنفس السبب تتنافس الكيانات في السوق لتحقيق نفس الهدف. والاسباب حقًا متعدده ومتنوعه ايضًا، فمن الحصول علي “تجاره ذكيه” Smart Business الي “رعايه طبيه ذكيه” Smart Healthcare الي “مدينه ذكيه” Smart City الي “رياضه ذكيه” Smart Athlete وصولًا الي “المنازل الذكيه” Smart homes وحتي “علاقه حب ذكيه” Smart love. ولان هذه ليست امنيات او ضربًا من الخيال فتلك هي امثله واقعيه تحدث الان بالفعل:

مثلًا ستجد شركه مثل eBay.com وAmazon.com تستخدم البيانات العملاقه للبحث عن الترشيحات التي تقدمها للعملاء, وفهم التعليقات, ومعرفه ذوق المستهلك, واختيار العروض المناسبه. بل ان الشركات تستخدم تحليلات فيسبوك وتويتر لتحديد حجم المبيعات وانتشار العلامات التجاريه الكترونيًا. ويمكن للمتاجر الكبيره بسهوله تتبع بيانات العملاء من خلال مشترياتهم وبيانات البطاقه الائتمانيه، وتقديم العروض الملائمه لهم عند ملاحظه تغيير نمط الشراء والاستهلاك.

الامر نفسه الذي تفعله شركات الخدمات كشركات الاتصالات وباقات القنوات الفضائيه وتاجير الافلام لمعرفه مستوي رضا العميل عن الخدمه التي يتلقاها وتفادي مخاطر تحوله لشركه منافسه. نفس الامر يمكن استخدامه لاستبقاء الموظفين الاكفاء. وبذكر الخدمات وفيسبوك فلابد ان نذكر ايضًا ان الشركه تستخدم بيانات الصور الشخصيه التي يقوم المستخدمون برفعها لتقديم خدمات مثل ترشيح الاصدقاء People You May Know.

وهناك شركات شهيره اخري في مجالات متعدده تنتفع من البيانات العملاقه مثل شركه Uber لتاجير السيارات وشركه AirBnB (وهي خدمه الكترونيه تساعد الناس علي تاجير غرف بمنازلهم تمامًا كالفنادق)، وربما تستغرب ان شركات لبيع السجائر الالكترونيه Smokio تنتج تطبيقًا يتابع نمط تدخين المستهلكين، بينما شركات اخري تساعد المدخنين علي الاقلاع عن النيكوتين مثل QuitBit وIntelliQuit. وحتي علي صعيد التعليم؛ فمثلًا Coursera المؤسسه الهادفه للربح تستخدمها للمنافسه علي صعيد تقديم الخدمات التعليميه والتفوق علي اقرانها.

الـ”رعايه الطبيه الذكيه” Smart Healthcare:

مثال عليها هو تحول وحدات رعايه الاطفال المرضي والمبتسرين لتحليل البيانات العملاقه الناتجه عن تسجيل معدلات التنفس والنبض والمؤشرات الحيويه للاطفال علي الاجهزه طوال الوقت، ومعرفه انماط تطور المرض. الامر الذي يمكنهم من التنبؤ بالمضاعفات قبل ان تحدث بالفعل بمده لا تقل عن 24 ساعه.

الـ”مدينه الذكيه” Smart City: مثال عليها توقع مواقيت ومواقع ازدحام الطرق, ووسائل المواصلات من البيانات العملاقه التي تجمع من الشوارع, واشارات المرور, والاحوال الجويه, ورسائل مواقع التواصل. وهي نفسها المعلومات التي استخدمتها شركه جوجل لانتاج سيارتها ذاتيه القياده Google’s self-driving car التي تقوم المستشعرات فيها بجمع تلك البيانات.

ليس ذلك فحسب، بل بتجميع معلومات وسائل التواصل كالرسائل والصور، مع معلومات المكالمات الهاتفيه يمكن توقع حدوث اي جرائم او يمكن تتبع مرتكبيها والقبض عليهم. وبذكر الامن ايضًا فان تتبع نشاطك علي المواقع الالكترونيه قد يحميك من القرصنه اذا تم الاشتباه في استخدام بيانات بطاقتك الائتمانيه في نشاط غير مالوف، فيمكن ايقاف التعامل بها ذاتيًا وحمايتك من المزيد من الخسائر.

وعلي الصعيد السياسي، فانه يمكن للسياسيين ان يتوقعوا بتحليل البيانات ايضًا مواقع المنافسه الشديده والتي تحتاج لجهد اكبر منهم في الدعايه عن برامجهم الانتخابيه. وليس السياسيون فقط من يمكنهم الاستفاده بتلك البيانات بل ان الفنانين يفعلون ذلك ايضًا! فالمغنيه المشهوره ليدي جاجا Lady Gaga تستخدم بيانات انماط الاستماع لدي الجمهور لاختيار اغنياتها التي تقوم بتقديمها في الحفلات الحيه.

مثال عليها هو تحليل البيانات المجمعه من كره بيسبول او تنس ذكيه (مزوده بعدد كبير من المستشعرات sensors) لتحليل اداء اللاعب من خلال اسلوب وسرعه ضرباته، او البيانات المجمعه من مستشعرات بدرّاجات السباق اثناء التدريب لتقييم الاداء. او حتي الساعات والاساور التي تجمع المؤشرات الحيويه للاعب ومعلومات عن معدل حرق السعرات وجوده نومه ومستوي التدريب وسرعه العدو، وربما دمج ذلك مع التعليقات التي تصله علي صفحاته الشخصيه علي مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفه مدي تاثر معنوياته بتعليقات الجمهور.

مثال علي ذلك مقياس الوزن الذكي, والثلاجه الذكيه, والتلفاز الذكي, والمدفاه, وسخان المياه, وكل تلك الاجهزه التي تستشعر استخدامك وتحلل ذوقك العام وتعدل من ادائها وفقًا لذلك التحليل، بل وتقوم بالتنبؤ بالاعطاب وارسال طلب للصيانه ذاتيًا علي هاتفك.

“علاقه الحب الذكيه” Smart love: مثال عليها هو ما يقوم به موقع كـeHarmony الذي يحلل بيانات الازواج مع انماط شخصيتهم ومهاراتهم الاجتماعيه من خلال استبيان الكتروني يملؤه من يريد التعرف علي شريك يناسبه، فيمكنه من خلال التحليل ان يوفر لك شريكًا “مشابهًا” لك ربما لا تصل اليه ابدًا بنمطك المعتاد في الاختلاط بالناس. موقع اخر هو Perfectmatch.com يستخدم البيانات باسلوب اخر فيوفر لك شريكا “مكملًا” لنمط شخصيتك بدلًا من ذلك.

كل ذلك يبدو جميلًا لكن ماذا عن السلبيات لذلك الامر؟ فليس هناك شيءٌ مثالي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا