برعاية

هولندا..المنتخب الذي ينتصر فقط في الكتب والروايات!

هولندا..المنتخب الذي ينتصر فقط في الكتب والروايات!

لماذا لم يفز المنتخب الهولندي ببطولات عديده، رغم الوفره غير العاديه في مختلف اجياله الكرويه؟ يعترف دينيس بيركامب ان هذا السؤال هو الاكثر وصولا الي اذنيه في كل مكان يذهب له، ويبتعد الاستاذ عن فكره الجنرال حظ ويوضح الاسباب من منظور فني بحت.

يؤكد بيركامب ان السبب الاول والاخير يدور حول التخصص الشديد، والمثاليه الزائده للمواهب الهولنديه، لان الكل بلا استثناء من نوعيه واحده، حيث المهاره والجوده التقنيه في قالب واحد. اللاعب الهولندي موهوب بطبعه، وصاحب لمسه فنيه رفيعه المقام، لكن لا يوجد تنوع كاف في المنظومه التكتيكيه بشكل عام.

ودلل علي ذلك بمثال حي، فالعرقله باتت مهمه وضروريه في كره القدم، والطواحين لا يفعلون ذلك بشكل مستمر، ويصرون علي التعامل مع المعطيات والقواعد الجديده بنفس الادوات القديمه التي تعود الي عصر كرويف ورفاقه.

فان هانجيم، انه واحد من اعظم اللاعبين في تاريخ هولندا، ونجم لا يقل موهبه وحضورا عن الاسطوره يوهان كرويف والدينامو نيسكينز، في حقبه السبعينيات التاريخيه، التي وضعت الدوله الهولنديه علي الخريطه الاوروبيه والعالميه.

في زمن قديم، كان هناك اياكس في امستردام، وفينورد في روتردام، الثنائي رينوس ميتشيلز وارنست هابل، مع ايقونه الحقبه يوهان كرويف داخل الملعب من جهه، و"دي كروم" فان هانجيم في الفريق المنافس، حينما اصبحت كره القدم وسيله، لتحول الدوله الصغيره الي احد اقطاب القاره العجوز.

عرف عن هذا النجم العتيق قدره غير عاديه علي ضبط الفراغات، والتحكم في المساحات داخل الملعب، لذلك كانت تمريراته قاتله الي حد كبير، مع اسلوب السهل الممتنع الذي جعله يضبط نسق المباريات، ويجعل المواجهات غير معقده امام زملائه، فيما عرف فنياً خلال السنوات التاليه بلاعب الوسط قائد الاوركسترا، لذلك وجوده بمثابه العامل الحاسم في نجاح طريقه لعب 4-3-3 مع فينورد والمنتخب الهولندي.

قل ما شئت عن النجوم الكبار في الخط الخلفي، والهدافين العظام في الثلث الهجومي الاخير، لكن كره القدم تخص لاعبي الوسط في المقام الاول، وبالتالي كان لزاماً ارتباط الاجيال الكرويه الناجحه في هولندا بلاعبي المنتصف، ولنا عبره بنيسكينز، موهرين، هانجيم، رونالد دي بوير، سيدورف، شنايدر، والبقيه.

تعبير "فان جالستين" معروف بشده داخل الاوساط الكرويه الهولنديه حيث ان هذه الكلمه تشير الي جنون فان جال، وتعصبه الشديد لرايه ولافكاره مع معاملته الجافه لمن يختلف معه. لكن هذا الامر تم التخلي عنه في المونديال العالمي الاخير، بعد ترك خطه 4-3-3 والتحول سريعاً الي 3-5-2، حيث الاغلاق الدفاعي الكامل والرهان علي المرتدات القاتله، بعد تفشي فيروس الاصابات داخل صفوف الفريق قبل بدايه البطوله العالميه بايام قليله.

اراد فان ميرفيك البطوله في 2010 لكنه قدم اداء هزيلا علي الصعيد الفني، لدرجه ان يوهان كرويف هاجمه مراراً وتكراراً رغم وصوله الي النهائي في جنوب افريقيا. وفي البرازيل، لعب فان جال باسلوب متوازن. وحصل الفريق علي المركز الثالث في اعظم عروض الخال التكتيكيه منذ سنوات.

لذلك كان من الظلم ان نقول ان هولندا قدمت كره سيئه، بالعكس امتاز الفريق بتوازن كبير وباسلوب تكتيكي محكم، لا يوجد اداء هجومي كبير ولا استحواذ مضاعف ولا تمريرات بالجمله، لكن في النهايه، حافظت الطاحونه علي الشعره الفاصله بين الكره ومن يعاديها.

بعد قدوم جوس هيدنيك بديلاً لفان جال، توقع الجميع ان يبدا المدرب الجديد من النقطه التي وقف عندها خلفه، لكن صانع امجاد ايندهوفن وكوريا الجنوبيه قرر البدء من الصفر، ناسفاً كل ما قدمه المدير الفني الحالي لليونايتد، ورمي خطه 3-5-2 خلفه، وعاد سريعاً الي التكتيك المحبب لمعظم الجماهير الهولنديه، 4-3-3، منه واليه نعود!

لعبت هولندا خمس مباريات في التصفيات المؤهله ليورو 2016، فازت فقط في مواجهتين، وخسرت مثلهما، مع تعادل اخير مخيب للامال امام تركيا بهدف لكل جانب، ليضع الفريق علامه استفهام كبيره حول ادائه ومدي تطوره تحت قياده المدرب الجديد. ورصد موقع احصائي هولندي مسيره البرتقاله في المعتركات الاخيره، مؤكداً ان الحيازه وحدها لا تكفي للانتصار، حتي اذا وصلت نسبتها الي 70 % كما حدث امام الاتراك.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا