برعاية

هكذا يشاهد المغاربة كلاسيكو الليغا و الكون

هكذا يشاهد المغاربة كلاسيكو الليغا و الكون

أيوب رفيق ( البطولة ) 

هُم بالليغا مهوسون و بقطبي الكرة الإسبانية مُتيمون ، يتباهون بالإدمان على المستديرة و لا يرتضون الإقلاع عن تعاطيها ، لا ينشغل بالهم هذا اليوم سوى ببرشلونة و لا يتحرك ساكنهم إلا برِيال مدريد . ناديان احتلا حيزا هاما من نقاشاتهم طيلة الأسبوع ، بين فئة تذود عن عراقة الميرينغي و أخرى تدافع عن تاريخ البلاوغرانا .

الساعة تُشير إلى السابعة مساء ، كراسي المقهى تؤثثها أجسام يدب فيها عشق برشلونة و حب رِيال مدريد ، و أذهان يستعمرها البرتغالي رونالدو و الأرجنتيني ميسي . تصفيقات من هنا و صافرات استهجان من هناك تفاعلت مع الفقرات التقديمية لقناة " بي إن سبورتس " التي تُرجح كفة الرِيال تارة و البارسا تارة أخرى بلغة الأرقام و منطق الماضي .

في ركن من أركان أحد المقاهي بمدينة سلا ، يخوض " أحمد " سجالا بصوت مرتفع مع صديقه " عثمان " ، يقول الأول للثاني إن برشلونة ستثأر من هزيمة مباراة الذهاب و تعمق جراح رِيال مدريد ، بينما يُجيبه الآخر بقدرة رونالدو على تمريغ كرامة البارسا في الوحل و إعادة الصدارة إلى أحضان الرِيال .

غير بعيد عن أحمد و عثمان ، يجلس زميلان آخران يُجادلان بعضهما البعض بشأن الصراع الأزلي بين برشلونة و رِيال مدريد ، يعترف " عصام " بالموهبة الفطرية لميسي  ، فيما يُعرب عن ذهوله المستمر و تقديره البالغ للمجهودات الجبارة التي يبذها البرتغالي في سبيل معانقة القمة و الإستمرار على سفحها .

" ديما كنغول ليه رونالدو خدم بزاف باش يوصل ، و لكن ميسي نجح بداكشي اللي عطاه الله " ، يقول لنا " عصام " ، مُحاولا الإنتصار إلى نظريته أمام زميله " مراد " الذي اعتصم بالصمت و اكتفى بابتسامة خجولة علت محياه .

إعلان الحكم بداية المباراة كسَّر الأحاديث الجانبية بين مرتادي المقهى و أطلق العنان لجدال آخر ، إذ ما إن استلم رونالدو الكرة ، حتى امتلأت جنبات المقهى بضجيج الأنصار بين مُعجب بأفضل لاعب في العالم السنة الماضية و مُحتقر للدولي البرتغالي .

الهداف التاريخي للنادي الكتالوني ، لم ينتظر بدوره كثيرا ليُلهب حماس عشاق برشلونة و يخدش كبرياء جماهير الميرينغي ، بعد قنطرته في حق الدولي الألماني توني كروس ، قبل أن ينفجر أنصار البارسا سعادة و يطيرون فرحا بهدف المدافع الفرنسي ، جيريمي ماثيو الذي اهتزت له أركان المقهى .

الهدف الذي دوَّنه صمام أمان فالنسيا السابق ، خلّف صمتا مطبقا على جماهير النادي الملكي و قفشات مُضحكة لأنصار البلاوغرانا الذين أبرزوا انتشائهم بالإستهزاء من نظرائهم المدريديين و السخرية من فريقهم ، مادامت البارسا متفوقة و الميرينغي منهزم .

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا