برعاية

ما الذي أصاب "لعبة جارسيا"؟

ما الذي أصاب "لعبة جارسيا"؟

اللعبه انكسرت. قد يكون هذا انسب عنوان لوصف ما حدث وما يحدث لروما حالياً، فاللعبه التي اثارت اعجاب الكل بالموسم الماضي، اصيبت بعطب مزمن واصبحت عاجزه عن تقديم ما اذهل الكل وخلق نوعاً ما منافسه حالت دون ترك اليوفي يفرض مونولوجاً من بدايه الدوري الي اخره. ولكن ما هي اسباب هذه الازمه وما الذي حال دون مرورها بعد شهور من المعاناه؟

اهم هذه الاسباب نفسيه، فبعد المواجهه المباشره ضد يوفي والجدل بسبب قرارات تحكيميه، ارتكب رودي جارسيا، المدير الفني لروما، احد اكبر الاخطاء الممكنه في بيئه ناريه وهشه مثل روما، وهي الانسياق وراء الضغوطات وارتداء ثياب المشجع، تاركاً دور المدرب الانيق والبارد والبعيد عن تسربات بيئه تتعمّد في بعض الاحيان تدمير ابطالها لعيب مزمن لطالما اثّر علي الفريق.

تحوّل جارسيا المفاجئ من ناحيه التعامل مع الاعلام ومع اللاعبين ومع الخصوم، والذي اصبح يتحدث فقط لخلق الجدل، ما جعل الفريق عرضه للانتقادات والعداوه المفرطه حتي من قبل المحايدين، وجعل روما يفقد نوعاً ما حله المفاجاه الساره والفريق الممتع الذي يلعب باسلوب اوروبي، سبب انشقاقات حتي في غرفه الملابس التي فقدت الوحده التي ميّزت الموسم الماضي والتي علي ارضيه الميدان في اكثر من مناسبه لم تلعب من اجل المدرب (قال في تصريحه الاخير: من يري نفسه رجلاً ويريد ان يرافقني في الحرب، فلياتِ، ومن هو غير ذلك، فليبقَ في المنزل. وكان ذلك اكبر دليل علي وجود من فقد الثقه في الفرنسي)، وبدت بدون رغبه في بذل المجهود البدني الذي تحتاجه فلسفه جارسيا.

بالتاكيد هنا المسؤول جارسيا الذي ربما كان عليه ان يدرس تاريخ النادي لكي يتفادي خطا اشعال بيئه ملتهبه بطبيعتها والتعلّم ممّن فاز بالماضي، مثل ليدهولم وكابيلو، كلاهما بارد الاعصاب وحازم وعزل الفريق عن كل ما يجري في الشارع وكل ما تاتي به الغابه الاعلاميه المحليه والوطنيه من عواصف ورياح.

بالتاكيد للعامل النفسي تاثيره، ولكن تُرجم هذا علي ارضيه الميدان؟ اولاً بفقدان روما احدي اهم مميزاته الفنيه، وهي الصلابه الدفاعيه (بالموسم الماضي دفاع روما كان احد اقوي الدفاعات اوروبياً)، فبرحيل بن عطيه واصابه كاستان وبالزاريتي (ونسبياً حتي مايكون)، الفريق خسر في اشهر معدوده الخط الدفاعي بالكامل (حتماً مانولاس وامبيوا وهوليباس ليسوا قادرين علي تعويض من رحل ومن تغيّب بسبب الاصابات). ومع انعدام التماسك الدفاعي، اصيبت منظومه جارسيا بخلل مزمن، فقوه روما تكمن (او بالاحري كانت) في الانكماش الدفاعي وامتصاص طاقه الخصم وقلب اللعب والايقاع عبر جيرفينيو وفلورينسي، وبدفاع يتلقي اهدافاً بسهوله، فقدت هذه المنظومه فعاليتها، لاننا غالباً ما نجده قلقاً بسبب هشاشته الدفاعيه ويسعي للاستحواذ علي الكره اكثر للابتعاد عن دفاعه من الاقتراب من مرمي الخصم. وهذا الاستحواذ المطوّل جعل من البطء الشديد عيباً رافق الفريق، خصيصاً في الاشهر الاخيره، وخصوصاً بسبب عدم وجود منفّذ او "مُترجم" في منطقه الجزاء لكل هذه المناورات، حيث نجد روما يدور بالكره (مثل فريق كره اليد) من اليمين الي اليسار والعكس ولكن بدون وجود راس حربه كلاسيكي، الامر يصبح شبيهاً بالاستحواذ الدفاعي لصالح الفريق الخصم الذي ما عليه الا الصعود لتطبيق التسلل وتفادي المراوغات الفرديه للتوغل في منطقه الجزاء (غالباً ما يقوم بهذا لييايتش).

في الموسم الماضي، كان وسط الملعب احد الحلول البديله، فكان يضم ستروتمان وبيانيتش ودي روسي، الذي كان يضمن استحواذاً للكره مفيداً ومثمراً ويفتح المجال لتوغل واحد من هذا الثلاثي علي الاقل في كل عمليه، وفي هذا الموسم، تلاشي بسبب اصابه الهولندي (ناينجولان لا يمكنه تعويض الهولندي مهما اجتهد لاختلاف الخصائص)، ولتدهور مستوي دي روسي الذي عند اول تراجع ولو نسبي للفريق نفسياً يدخل في دوامه شك وكانه المسؤول الوحيد والمتهم الاول، ومع كل هذا تاثر بيانيتش الذي اصبح يكتفي بتقديم الواجب لا غير.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا