برعاية

أندية مختطفة واتحاد مسلوب

أندية مختطفة واتحاد مسلوب

    تكشف الازمه العميقه بين مجلس اداره الاتحاد السعودي لكرة القدم والجمعيه العموميه عن واقع مؤلم في علاقه الجهتين التشريعيه والتنفيذيه في منظومه كره القدم السعوديه اوصل الامور الي معركه عنيفه بلغ غبارها زيورخ حيث مقر الاتحاد الدولي، وارتفع صوت صليلها حتي ضجت منه الاوساط المحليه والدوليه الي حد بات مصير الكره السعوديه معلقا اليوم علي قرار من (الفيفا).

تفاصيل الازمه اصبحت معروفه للقاصي والداني حيث تتمحور في تجاوز الاتحاد الحالي للنظام الاساسي وخرقه لمقرراته، وهو الدستور الذي يفترض ان يحكم علاقته بالجمعيه العموميه وبكافه الاطراف ذات العلاقه به، وهو ما يعتبر تعدياً صارخاً علي القانون، وضرباً للاليات الديموقراطيه التي علي اساسها تم اقرار نظام الانتخابات في الاتحاد السعودي الذي كان يحكم طوال العقود الماضيه بنظام التعيين.

الاسئله التي تفرض نفسها بقوه علي المشهد كثيره فهي تبدا بالسؤال الام وهو لماذا يصر الاتحاد علي تجاوز النظام الاساسي؟، لتتوالد الاسئله بدءاً بالسؤال عن الاسباب التي تجعله يتعمد خرق اللوائح، وعن الدوافع التي تجعله يتصلب في موقفه من اقصاء الجمعيه العموميه، ولا تنتهي عند السؤال عن مصير الاتحاد السعودي في ظل هذه الممارسه السلبيه لنظام الانتخابات الذي كان حلم الكثيرين.

الجواب عن تلك الاسئله يحتاج الي مساحه كبيره للتفصيل، لكن يمكن اختصاره في حقيقه مفادها ان غياب الوعي بقيمه الانتخابات، والجهل بضروره تفعيل الاليات الديموقراطيه، وقبل ذلك عدم احترام الجمعيات العموميه كجهات تشريعيه ورقابيه، وما يتاسس عليها بشكل طبيعي من فرز منطقي لمعسكري الموالاه والمعارضه للسلطه التنفيذيه يدفع الي هذا النوع من التجاوزات الخطيره، وهي ممارسه لا تحدث فقط في الاتحاد السعودي لكره القدم بل انها قد انتقلت اليه من الانديه عبر العقليات التي تديره اليوم، والتي تكلست بسبب الجهل بالمفاهيم الديمواقراطيه، وهو ما جعل الانديه معقلاً من معاقل اختطاف القرار، وموطناً من مواطن مصادره الراي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا