برعاية

برايان كلوف.. لقد حان الوقت لشكره! (1-2)

برايان كلوف.. لقد حان الوقت لشكره! (1-2)

يدخل معظم المدربين قوائم الافضل نتيجه النجاحات الكبيره التي وصلوا اليها خلال عقود طويله، بينما يصل البعض الاخر الي قائمه المجد نتيجه الثورات التكتيكيه التي ابتكروها مع فرقهم التي لا تتكرر كثيراً، ويتواجد السير اليكس فيرجسون ومورينيو وبعض الاسماء الاضافيه في الجهه الاولي، بينما يتالق الثنائي اريجو ساكي وبيب جوارديولا واخرون في المقابل، وبين الفريقين، يوجد مدرب دخل التاريخ من اغرب ابوابه علي الاطلاق، انه الانجليزي غريب الاطوار، برايان كلوف.

الرجل الذي فاز طوال مسيرته التدريبيه ببطولتين للدوري مع فريقين مختلفين، وبطولتين لدوري الأبطال في النسخه القديمه، بالاضافه الي بضعه كؤوس اخري خلال سنوات طويله بدات منذ منتصف الستينات حتي اوائل التسعينات تقريباً، لكنه حجز لنفسه مكاناً اصيلاً بين العمالقه، لانه انتزع النجاح من فم الكبار، وكتب اروع قصص الابداع مع فرق الظل، ليصبح اول مدرب يجعل من "الكومبارس" بطلاً اول يستحوذ علي كامل اغلفه وعناوين الصحف البريطانيه.

في استفتاء "الايسبن" الاخير الخاص بافضل مدربي كره القدم علي مر التاريخ، زادت المنافسه واشتعلت بين مختلف الاسماء، وكان التصويت من نصيب افضل الكتاب المختصين بشئون وخبايا اللعبه، لذلك حصل السباق علي تقدير واحترام من جميع فئات الجماهير، وكانت النتائج شبه متوقعه، باستثناء حصول كلوف علي المركز الثالث رغم قله عدد البطولات التي فاز بها طوال مشواره.

مثَّل برايان الشخصيه الانجليزيه التي يريدها الجمهور بعد الحروب المتتاليه، انه رجل له كاريزما خاصه وعقليه قويه فائزه، يعرف كيف يتحدث ويجيد خطف الكاميرات من الجميع، ويُعرف عنه لهجته الحاده وكلماته التي تصيب خصومه من العمق، لذلك كان كلوب اول محاوله حقيقيه لسحب بساط الاهتمام من اللاعبين، ونقله الي الخارج حيث يتواجد المدراء الفنيون.

شخصيته التصادميه جعلت الاتحاد الانجليزي لكره القدم يرفض وجوده علي راس الجهاز الفني للمنتخب العريق، ورغم ابتعاد الفريق عن منصات التتويج بعد مونديال 1966، وبزوغ نجم كلوف خلال حقبه السبعينات من القرن الماضي، الا ان هجومه الدائم علي المسؤولين وانتقاده اللاذع لمعظم القرارات الفنيه، جعلته احد المغضوب عليهم طوال مسيرته داخل الملاعب البريطانيه.

مهنه المدير الفني ليست بالسهله، لذلك تحتاج دائماً الي اكثر من اسم في قائمه الجهاز المعاون، والمدرب الكبير هو الذي يعرف كيف يختار مساعديه، واذا نظرنا الي مختلف الاسماء الناجحه حولنا، سنجد ان جوزيه مورينيو يدين بكثير من الفضل الي مساعده روي فاريا، بينما وصل جوارديولا الي قمه العالم رفقه صديق عمره تيتو فيلانوفا، ويتواجد المدرب لويس فان جال في اي مكان مع طاقم تدريبي طويل ودكه فنيه تعادل نظيرتها الخاصه باللاعبين خارج الخط.

وبرايان كلوف كان بحق سابقاً لعصره، وامن مبكراً بفكره الرجل الثاني، ووصل الي قمه نجاحاته نتيجه اختياره العبقري الخاص بوجود صديقه "دافيد تايلور" علي الخط بجانبه، كمساعد له ومدرب عند الحاجه وكشاف لاعبين من العيار الثقيل، انها المهنه التي تشبه الان وظيفه المدير الرياضي، لذلك كان المشروع النجاح بمثابه التعاون بين المدرب كلوف والمدير الرياضي تايلور، مع مختلف الفرق طوال الرحله.

تولي تايلور مهام اللاعبين خلال غياب كلوف، وكان بارعاً بشكل كبير في مساله اختيار الاسماء الجديده، لذلك مع كل حقبه جديده للمدرب، يجلس الثنائي معاً ويختار المجموعه التي يجب ان ترحل، لتحل محلهم مجموعه اخري من خارج اسوار النادي، ليُدخل كلوف وتايلور فكره الاحلال والتجديد في كامل ملاعب انجلترا خلال فتره السبعينات من القرن العشرين.

اكبر قصه حب في حياه المدرب الارجنتيني مدينه بيونس ايرس، العاصمه التي خطفت قلبه من النظره الاولي، لكنه يؤكد ان مدريد فيها اشياء من معشوقته القديمه، وهو شخصياً لا يعرف لماذا، عاش في روما وميلانو واكثر من مدينه، لكنه يرتاح بجوار "الفيثتني كالديرون"، ربما هي تلك اللحظه الرومانسيه وسرّها الغامض.

وبالتالي حينما تولي دييجو سيميوني تدريب فريق اتليتكو مدريد، توقع الجميع فشله خصوصاً انه سينافس العملاقين، برشلونه وريال مدريد في اقوي قدره تنافسيه ممكنه، لكن الرجل امن بحلمه منذ البدايه وصنع فريقاً فائزاً، ولم يكتف بدور الوصيف بين الثنائي الكبير، لكنه خطف بطوله الليجا نهايه الموسم الماضي، في مفاجاه من العيار الثقيل وصفها البعض بانها معجزه القرن الواحد والعشرين في اسبانيا.

ونعود الي انجلترا بعد جوله في الملاعب الاسبانيه، لنتحدث عن اول معجزه كرويه بالمعني الحرفي للكلمه، حينما فاز فريق صاعد للتو ببطوله الدوري الإنجليزي الممتاز، ديربي كاونتي يفجر القنبله تحت قياده مهندس الانتصارات، برايان كلوف يضع قدمه اخيراً علي اولي درجات سلم المجد البريطاني.

بدا كلوف مسيرته التدريبيه مع نادي هيرتبول القابع في الدرجه الادني، فريق صغير ومتواضع ولا يعرفه احد، وحقق معه خلال عامين نتائج جيده، لم تصل الي القمه ولم تنحدر الي القاع، ليتركه ويبدا اولي خطوات صاعقته التدريبيه، ويذهب الي ديربي كاونتي، ويخطو بثبات الي اول درجات سلم المجد.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا