جوزيه مورينيو .. “جوكر” عالم التدريب في كرة القدم

جوزيه مورينيو .. “جوكر” عالم التدريب في كرة القدم

منذ 9 سنوات

جوزيه مورينيو .. “جوكر” عالم التدريب في كرة القدم

يكمل المدير الفني لنادي تشيلسي الانجليزي جوزيه مورينيو اليوم عامه الـ52 وهو لا يزال يحمل في جعبته الكثير من المفاجات سواء لمحبيه او كارهيه ، بفضل شخصيته الفريده والمعقده وتكتيكاته التي قادته في احيان كثيره للنجاح.

ويعد مورينيو حاله خاصه جدا في عالم كره القدم بفضل مقوماته الاستثنائيه، اذ انه اشبه بشخصيه “الجوكر”.. احد اشهر اشرار عالم الكوميكس والسينما الذي يتمتع باعجاب الكثيرين، ربما بصوره اكبر من باتمان نفسه.

يؤمن “الداهيه البرتغالي” دائما بوجود خطا في النظام: سواء الحكام او الاعلام او (فيفا) او (يويفا)، ولديه قناعه بان الجميع لديه قابليه للفساد وحتي لاعبيه ذات انفسهم الذي لا يتوان عن الدخول في معارك معهم مهما كان حجم نجوميته، كما انه ملك التكتيكات والذي يبني تصرفاته دائما علي اساس رد الفعل وافساد خطه الطرف الاخر ، تماما مثل “الجوكر”.

خلال مسيره مورينيو التدريبيه تمكن من التتويج بـ20 لقبا مع ثلاثه فرق مختلفه من ضمنها دوري ابطال اوروبا مرتين والليجا والدوري الايطالي ونظيريه البرتغالي والانجليزي، حيث لم يغب الجدل ولو لاسبوع واحد عن تصرفات “ذا سبيشال وان” ليترك مجموعه من المواقف والتصريحات التي لا تنسي.

يسير الجوكر بكل لا مبالاه وثقه في مشهد المستشفي الشهير بفيلم (فارس الظلام) بعد تاكده من حرمان مدينه جوثام من بطلها الجديد هارفي دينت وبيده مفجر يضغط علي الزر عده مرات حتي تتفجر البنايه ثم يعدو كالمجنون من بعدها وخلفه كل شيء يتداعي.

فعل مورينيو شيئا مشابها في موسم 2009-2010 حيث كان فريقه انتر ميلان الايطالي فاز ذهابا في نصف نهائي دوري ابطال اوروبا بنتيجه 3-1 ومباراه العوده كانت علي ملعب كامب نو، معقل “فارس اقليم كتالونيا والكره الاوروبيه” حينها برشلونه ، ولكن المدرب البرتغالي تمكن من قياده فريقه للنهائي بفضل تكتيك دفاعي محكم جعله يخسر مباراه الاياب بهدف واحد فقط.

يتذكر الكثيرون طريقه احتفال مورينيو في هذا الوقت بعد انطلاق صافره الحكم حيث انطلق يعدو في ملعب كامب نو وهو يشير لجماهير فريقه الحاضره وايضا جماهير برشلونه بطريقه استفزازيه ومن بعدها لنفسه.. لقد حقق مراده حينها مثل الجوكر وجعل كل شيء ينهار من حوله واثبت انه يمكن هزيمه “مثاليه” برشلونه، لا يهم ان فيكتور فالديس دخل بعدها في نقاش معه او ان اداره الملعب فتحت رشاشات المياه لاجباره علي التوقف عن الاحتفال، بل نجاحه في تحقيق هدفه بالتاهل والاهم بعد ذلك الحصول علي اللقب في المباراه النهائيه امام بايرن ميونخ الالماني.

“الجنون مثل الجاذبيه.. كل ما يحتاجه هو دفعه صغيره”.. عباره قالها الجوكر في فيلم (فارس الظلام) حينما كان متدليا من طابق علوي لبنايه شاهقه بعد ان تمكن باتمان من هزيمته.. هذه العباره نفذها مورينيو حرفيا في افتتاح موسم 2011-2012 باياب كاس السوبر امام برشلونه.

ولم يكن مورينيو تلقي دفعه صغيره بل كانت ضربه قويه للغايه تمثلت في الخروج الموسم السابق من نصف دوري ابطال اوروبا امام النادي الكتالوني، لذا فان الشجار الذي بدا بين لاعبي الفريقين قبل نهايه المباراه التي خسرها الريال بنتيجه 3-2 كان بمثابه الشراره التي دفعته للـ”جنون”.

حينها تقدم مورينيو بدون اي داع نحو تيتو فيلانوفا مساعد المدير الفني لبرشلونه حينها بيب جوارديولا ليضع اصبعه في عينيه وذلك في تصرف غير رياضي بالمره ، ثم يسير بعد ذلك كانه لم يفعل شيئا..الفارق الوحيد بينه والجوكر ان الاخير لم يكن ليعتذر بعد ذلك كما فعل مورينيو بل كان سيستمر في الضحك بلا مبالاه.

لم يغب التوتر عن علاقه مورينيو بالاعلام والصحافه، خاصه في الانديه الاربعه الكبري التي دربها (بورتو-تشيلسي-انتر ميلان-ريال مدريد) فهو لديه قناعات تامه بانه حتي لو كان الاعلام مواليا للنادي الذي يدربه فانه سيسعي دائما نحو اثاره القلق فيه ودائما ما سيحاول تذكيره بانه لم يكن لاعبا لكره القدم.

يدرك مورينيو هذا الامر سواء مع الفرق التي دربها او مع الاعلام الذي يضطر للتعامل معه بصوره يوميه لذا فهو لا يتعامل معهم بدبلوماسيه بل بطباعه الحاده وشخصيته التي لا يرغب في تغييرها كما لو كان يسمع حرفيا حديث الجوكر الذي يقول فيه “لا تتحدث مثل احدهم، انت لست كذلك، حتي لو رغبت في هذا الامر، انت مجرد شخص غريب، انهم في حاجه اليك الان، ولكن حينما تغيب الحاجه سينبذونك مثل شخص مصاب بالجذام”.

وتنطبق هذه المقوله حرفيا علي ما حدث في حقبه مورينيو مع ريال مدريد وعلاقته مع الصحافه التي بدات جيده للغايه بسبب ما فعله في برشلونه مع انتر ميلان بدوري الابطال ولكن الامور بدات تتدهور تدريجيا بسبب صدامات مورينيو المتكرره مع الصحفيين خلال المواسم الثلاثه التي قضاها بالنادي الملكي والتي وصلت لحد السب وتعرض “الداهيه البرتغالي” لاحد الرموز المقدسه للاعلام الاسباني في ريال مدريد وهو الحارس ايكر كاسياس.

رحل مورينيو الان عن الريال وعاد الي تشيلسي ومن يتابع الاعلام الرياضي الاسباني، المدريدي قبل الكتالوني، سيري ان هنالك الكثير من “عدم صفاء النيه” في اي اخبار منشوره عن المدرب البرتغالي الذي تخلي الجميع، حتي بعض لاعبيه وعلي راسهم مواطنه بيبي، عنه في اخر ايامه مع الريال كما لو كان بالفعل مصابا بالـ”جذام”.

يعرف الجوكر نفسه بانه “عميل للفوضي” حيث يسعي دائما لاثبات وجود خطا ما في النظام، سواء كان نظاما يحاربه او قائما بين رجاله انفسهم ومورينيو نفسه يحمل صفات متقاربه للغايه.

الخبر من المصدر