برعاية

صحيفة عكاظ | الدنيا رياضة | «كحيلان» و«شبيه الريح» يقودان التحدي

صحيفة عكاظ | الدنيا رياضة | «كحيلان» و«شبيه الريح» يقودان التحدي

ويسالونك عن اهل الحل والربط في انديتنا الرياضيه.. عن الذين يحلون انديتهم من مشكله ويربطونها في مشكله اخري، فلا تجد ما تقوله سوي انهم جزء من المشكله، وجزء من الحل، في ان واحد.

فهؤلاء الجالسون علي الكراسي الساخنه في الانديه الكبيره، يخيل لنا احيانا انه لا عمل لهم سوي إداره الأزمات التي تتناسل من حولهم كالارانب والقطط.

وفي رئاسه الانديه الرياضيه غالبا لا يوجد شهر عسل، فما ان تطا اقدامهم النادي حتي تداهمهم المشاكل من حيث يدرون ولا يدرون، فينهمكون بها الي ان يقضي الله امر كان مفعولا، وغالبا يخرج هؤلاء في نهاية المطاف من الباب الخلفي لانديتهم بسبب مشكله كبيره استعصت علي الحلول، وبقرار اقاله او شبه اقاله، تلاحقهم الاتهامات فيمضون سنوات اخري لا شغل لهم سوي الرد عليها ونفيها وتكذيبها.

بعضهم ياتي للوسط الرياضي من المجهول، مدججا بدفتر الشيكات، فيقبض الثمن، اضواء وشهره، ومكانه اجتماعيه تضعه في الصف الامامي، وما ان يشعر بالتشبع من هذه المكاسب، ويبدا في سياسه ترشيد الانفاق، حتي تبدا ساعه خروجه من النادي تدق بقوه، ثم تبدا عمليه تهيئه المسرح لفارس جديد، تنز ارصدته البنكيه بفائض مالي يبحث عن قناه تصريف.

اما بعضهم فياتي من رحم التجربه الرياضيه الطويله، فيراهن علي خبرته اكثر مما يراهن علي دفتر شيكاته، فيصيب تاره، ويخطئ طورا.. وهؤلاء يقدمون انفسهم للجمهور بانهم اصحاب فكر رياضي، وكلما قصر المال، يكون الرهان علي فائض الفكر لردم الفجوه، فينجح هؤلاء بجلب مدربين ولاعبين محترفين متميزين بتكاليف اقل بكثير مما يدفعه اصحاب صنابير المال المفتوحه علي الاخر.

وبعد ان انتهي زمن الرموز، بموت بعضهم رحمهم الله جميعا، وناي البعض الاخر بانفسهم عن تصدر المشهد، وعدم الانغماس في تفاصيله، وتفضيلهم لعب دور الداعم والراعي الابوي ورجل التوافق الذي يلتقي ويلتف حوله كل الافرقاء، اصبحت عمليه التغيير في رئاسه الانديه تتم بديناميكيه اسرع نسبيا من السابق، واصبح مهر الحصول علي دوره ثانيه في قياده النادي غاليا جدا.. فعلي سبيل المثال فان رئيس النصر الامير فيصل بن تركي ما كان سيحصل علي تفويض جديد من جماهير النصر لقياده ناديهم في دوره جديده لمده اربع سنوات لو لم يحقق في اخر الدوره الاولي بطولتين. فجماهير الانديه لا ترحم، وهي جاهزه لرفع الكرت الاحمر في وجه رئيس النادي الذي لا يقود ناديها لمنصات التتويج. ورغم الدور المهم والمؤثر الذي تلعبه الجماهير في دفع بعض الرؤساء للاستقاله فان دورهم في اختيار رؤساء انديتهم يكاد يكون معدوما، فالرئيس غالبا ياتي باختيار دائره ضيقه من اعضاء الشرف المتنفذين في النادي، وفي اجتماعات مغلقه تعقد في منزل او مزرعه احدهم، اما دور الجمعيات العموميه للنادي فهو غائب او مغيب او في غيبوبه، واذا عقدت الجمعيه فهو من اجل تقديم مسرحيه شكليه لاعطاء صبغه نظاميه لاختيار الرئيس.

هذا عن الرؤساء في الانديه «الغالبه» اما في انديه «الغلابه» فحكايه اخري!

وهذه وقفه مع رئيسي النصر والهلال:

دبلوماسي، في مقتبل العمر، تقدم بجراه، ولم يشعر بالخوف من الكرسي الذي جلس عليه الرمز الراحل عبدالرحمن بن سعود. كانت مجرد فكره ان ترث المكان الذي كان يوما ما يملؤه «ابو خالد» رحمه الله كفيله بان تثير الرعب لدي كثيرين، لكن ثقه الامير فيصل بن تركي بنفسه اكبر مما توقع كثيرون، ورغم قصر تجربته في العمل بالنادي الا انه تقدم للرئاسه برباطه جاش يحسد عليه، وكان رهانه في البدايه علي دفتر الشيكات، لكنه سرعان ما ادرك ان المال وحده لا يصنع المعجزات، وبعد ان اهدر الملايين علي صفقات فاشله، بدا يتدارك الوضع شيئا فشيئا، تعثر في المواسم الثلاثه من دورته الاولي، وتململ النصراويون منه في موسمه الثالث، وكادوا يخرجونه من النادي خالي الوفاض، حتي انهم رفعوا الكرت الاحمر في وجهه في المدرجات، لكنه اصر علي اكمال فترته، واصر علي تصحيح اخطائه، فكان ختامها مسكا، بعد ان نجح في قياده الفريق الكروي للحصول علي بطولتين في موسم واحد كانت المهر ليجدد النصراويون الثقه به لدوره ثانيه من اربع سنوات، وبعضهم يريده رئيسا ابديا للنادي، وهو الان يعيش عصره الذهبي بفريقه القوي المرصع بالنجوم الذي بناه علي مدي سنوات وصرف عليه الكثير من المال والجهد والوقت، لكن زميلنا محمد الغامدي طلب من النصراويين ان يفكروا جيدا في مرحله ما بعد فيصل بن تركي!

كحيلان مقتصد في كلامه، لكنه سخي في افعاله، فكلما دس يده في جيبه توقع النصراويون ان يخرج منها عقد نجم جديد، ولطالما ردد هؤلاء بفخر وزهو كلماته الرنانه: «اللي نبيه نجيبه» وهو يقول ويفعل، وخارطه فريقه الممتلئه بالاسماء اللامعه تشهد علي انه يترجم اقواله افعالا.

هو الان في افضل اوقاته، فريقه يتصدر الدوري برقم قياسي جديد (34 نقطه)، طموحه اعاده انجاز الموسم الماضي، منافسوه يتعثرون، ويتبعثرون، وخاصه المنافس التقليدي الهلال، خصومه من داخل النادي صمتوا، وبعضهم لم يكتف بالصمت بل التحق بمعسكر كحيلان، لكنه مع كل هذه الظروف المواتيه لمراكمه البطولات يدرك جيدا ان الطريق لمنصه التتويج ليس مفروشا بالورود، وان مشوارا طويلا ومحفوفا بالمفاجات ينتظره في القسم الثاني من الدوري، ولهذا اظنه ينام بعينين مفتوحتين.

رفض الثار من ابن العم

برهن «كحيلان» علي حنكته وبعد نظره غير مره خصوصا عندما حاول الهلاليون جره في الموسم الماضي الي صراعات خارج الملعب، بهدف ارباك فريقه الذي يتقدم بخطي ثابته لتحقيق اللقب، تنبه لذلك، فقال صراحه انه يرفض ان يستدرجه احد الي خارج الملعب، ومؤخرا حاولوا اقحامه في مشاكل الهلال لكنه رفض ان يستجيب لغريزه الثار ويستغل الفرصه السانحه ليرد الصاع صاعين علي تصريحات سابقه لـ«ابن العم» الامير عبدالرحمن بن مساعد بل انه ذهب ابعد من ذلك بكيل الثناء والمديح علي ما بذله رئيس الهلال من جهد وعمل، وبهذه الروحيه العاليه استطاع الامير فيصل بن تركي ان يكسب في الملعب وخارج الملعب، لكن هذه المواقف لا تعني باي حال من الاحوال ان الرجل مهادن، او انه مستعد لتمرير كل شيء، فعندما تسربت اخبار المفاوضات مع كوزمين لتدريب منتخبنا الوطني مؤقتا.. عبر عن احتجاجه علي هذه الخطوه عبر حسابه في تويتر قائلا: (استغرب واستنكر مفاوضات كوزمين لتدريب منتخبنا وهو الذي غادر البلاد بقرار تاديبي. رموز البلاد خط احمر لا يمس، والتساهل في هذا يصغرنا في اعين الناس ولا يعتبر تسامحا ابدا)، رغم العلاقه الوثيقه التي تربطه بمن يقف خلف قرار التعاقد مع كوزمين.

مثقف وشاعر رقيق، ومثالي، وصاحب قلب رقيق ايضا.. وماذا بعد؟

هل يوجد في وسطنا الرياضي من تنطبق عليه هذه الاوصاف غير رئيس نادي الهلال الامير عبدالرحمن بن مساعد؟ الذي خرج من احدي قصائده ليكون رئيسا لنادي الهلال!

انه ذاك الرجل الذي تحول مسماه الوظيفي من شاعر الي رئيس ناد رياضي!

لم يات لكرسي الرئاسه بحثا عن «البرواز» لصورته، علي الاقل هو كان اقل الرؤساء حاجه للاضواء والوجاهه الاجتماعيه، فرصيده منها كبير، قصائده المغناه حملت اسمه الي خارج الحدود، ولا تزال اشعاره عابره للحدود والانتماءات الكرويه، لكنه لم يرد ان يدخل النادي وهو متكئ علي رصيده من الشعر، ولا علي رصيده من المال، ولهذا عندما جلس علي كرسي الرئاسه اطلق مقولته المثيره للجدل «سوف اقود النادي بوحي قراني»! بمعني انه يريد ان يعمل وفق منظومه من القيم والمبادئ التي يراها غائبه او مغيبه عن وسطنا الرياضي، وبعباره اخري ربما اراد ان يقول انا لا اشبه غيري، ولدي مشروع ثقافي لا يقل اهميه عن مشروعي بتحقيق الانجازات الكرويه.

كان يظن ان الجلوس علي كرسي رئاسه الهلال يشبه الجلوس علي ضفه القصيده، فاذا به يكتشف انه يجلس علي الضفه الاخري من المشاكل المتناسله مشكله تلد اخري!

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا