برعاية

يا عرب.. كأس العالم (حلم) يتحقق بـ (العلم) (2-2)

يا عرب.. كأس العالم (حلم) يتحقق بـ (العلم) (2-2)

84 عاماً منذ اقامه اول نسخه من مسابقه كاس العالم للمره الاولي عام 1930م ولا تزال الكره العربيه عبر مسيريها، لم تعمل بشكل جيد لتحقيق نتائج مميزه في كاس العالم من خلال الاستراتيجيات والخطط طويله المدي علي غرار ما تفعله الدول الأوروبية. فهذا المنتخب الفرنسي عمل علي خطه (تجنيس) اللاعبين الموهوبين وحقق اول لقب له عام 1998م بمدربه الوطني إيمي جاكيه، وهذه اسبانيا عملت علي تكوين منتخب قوي وبمدربها الوطني فيسنتي ديل بوسكي وظفرت بكاس العالم لاول مره عام 2010م، واخيراً نجحت المانيا في تكوين فريق منظم بسواعد نجومه السابقين، تمكن من جلب اللقب الرابع لهم في المونديال الاخير 2014م بقياده مدربه الوطني يواخيم لوف.

نحن العرب نتاخر ولا نتقدم في امور كثيره جداً، فعلي مستوي تصنيف الاتحاد الدولي للمنتخبات نجد افضل تصنيف حصل عليه منتخب عربي كان لمصر في شهر يوليو 2010م حينما احتلت المركز التاسع عالمياً وفي اخر تصنيف لشهر ديسمبر الحالي تراجع للمركز الـ60، وحتي المنتخب الجزائري الذي قدم مستوي رائعا في المونديال الاخير حصل علي المركز الـ15 كاحسن تصنيف له في شهر اكتوبر 2014م، لكنه تراجع في التصنيف الاخير الي المركز الـ18!.

فمتي اذاً ستكون المنتخبات العربيه من الخمسه الاوائل في التصنيف الدولي؟!

لن تفيق المنتخبات العربيه من سباتها العميق الا حينما تضمن التاهل لكأس العالم 2018م في روسيا او عام 2022م في قطر، وقتها سنجلب مدربا عالميا بعشرات الملايين لفتره زمنيه مؤقته، يقود المنتخب في هذه التظاهره العالميه وبعدها سيكون هو «كبش الفداء» بعد الخروج المُذل!

فالي متي سنظل نغني ونفرح بكأس الأمم الأسيوية او الافريقيه التي نحققها ثم نرقد بعدها ولا نقوم؟!.

خبراء الكره العربيه الذين استقصينا رؤاهم، كشفوا اننا لن نخرج من غياهب الظلام ونعيد رسم لوحتنا بالوان زاهيه لمستقبل مشرق، ما لم يكن هناك دعم حكومي كامل من الادارات العليا في الدول العربية لوزراء الرياضه والشباب ومن خلالهم يتم وضع الثقه ومنح الفرصه لرؤساء الاتحادات الكرويه حتي يضعوا استراتيجيات طويله المدي، مبنيه علي اسس علميه دقيقه مستمده من تجارب الناجحين يتم من خلالها توفير دعم حقيقي للمدرب الوطني والنجوم السابقين للعمل في اداره المنتخبات العربيه وبفاعليه مطلقه.

(النادي) في الجزء الثاني والاخير من تقريرها الاستطلاعي، واصلت طرح ومناقشه اسباب عدم تحقيق العرب نتائج مميزه في كأس العالم لكرة القدم، وكيفيه الحصول علي هذا اللقب، من خلال الاستئناس برؤي نخبه من الرياضيين العرب.

فيما ينتظر العرب والعالم اجمع بشغف كاس العالم لكره القدم المقبله 2018م بروسيا، سيكون مونديال 2022م محط انظار كل عربي كونه سيكون بضيافه قطر وستحرص المنتخبات العربيه علي ان يكون لها حضور لافت في هذا المونديال المنتظر الذي ينظم في دولة عربية لاول مره، وسيسعد العرب بمشاركه عدد كبير من المنتخبات العربيه بعد ضمان مقعد قطر، و8 سنوات كافيه لاعداد مثالي ام سيواصل العرب مسلسل خيباتهم وحضورهم فقط في المونديال العالمي والفرح بعدد مرات الوصول والمشاركه في كاس العالم « ان حصلت» وتاهلت.

يعتقد نجم الكره التونسيه والمحلل والناقد الرياضي الكابتن عبدالمجيد الشتالي، ان المنتخبات العربيه تملك مواهب كرويه، لكنها بحاجه لكميه كبيره من المحترفين في اوروبا يحصلون علي الخبرات الميدانيه والثقافه الكرويه، ليحققوا نتائج مميزه في المونديال، وبين: لا نذهب بعيداً فهذا المنتخب الجزائري في النسخه الاخيره بالبرازيل بفضل لاعبيه الـ22 المحترفين خارج الجزائر منهم 19 في اوروبا بخلاف 3 لاعبين منهم في تونس والجزائر والامارات حقق نتيجه جيده من خلال التاهل لدور الـ16 فجمع 5 نقاط دون خساره، وهذه استراتيجيه جيده تحسب للاتحاد الجزائري لكره القدم بدعمه للاحتراف الخارجي حتي يكون تكوينه مميزاً في اوروبا يحمل داخله ثقافه الفوز والقتال داخل الميدان من اجل تحقيق الطموح. وبالنسبه للدول الخليجيه بوضعها الحالي لن تتطور وقلتها من السابق «المنتخبات الخليجيه باي باي من كاس العالم»، خصوصا في ظل انضمام استراليا للقاره الاسيويه لينحصر الحضور المونديالي في منتخبات اليابان وايران وكوريا الجنوبيه واستراليا وكوريا الشماليه، ومشكله الكره الخليجيه ان لديها لاعبين مميزين، لكن ليس بمقدورهم الاحتراف الخارجي.

اتذكر انه حينما كنت محللاً في قنوات اوربت الرياضيه اتصل رجل كبير بالسن وسالني بقوله: متي يحقق العرب كاس العالم.. في ظل توافر كافه الامكانات البشريه والمنشات والوفره الاقتصاديه لدينا في الخليج؟! اجبته بانه لا يمكن ان يحصل ذلك الا في حال تغيرت الكره الاوروبيه واعتزل لاعبوها سيكون هناك تقدم للمنتخبات الخليجيه والعربيه. علينا ان نكون واقعيين ونعمل علي تكوين اللاعب العربي واحترافه خارجياً من سن 17-18 سنه ليكتسب الخبره ويكون اكثر نضجا واحترافا.. فحتي علي مستوي الضجه التي اثيرت حول استضافه قطر لمونديال 2022م، لم تكن بسبب الاجواء الصيفيه الحاره، انما كانت حول عدم مشاركه منتخب قطر من قبل في كاس العالم وتاريخ مشاركاته في كأس آسيا لا يشمل تحقيق لقب او الوصول لنهائي واقتصر التتويج علي صعيد مسابقتي اسيا للشباب والناشئين!

اعاد وزير الاعلام الجزائري السابق والكاتب الرياضي عز الدين ميهوبي، عدم تحقيق المنتخبات العربية نتائج مميزه في كاس العالم الي عدم الاستقرار والارتجاليه في التسيير الاداري والفنّي، واوضح: عدد من اتحادات الكره العربيّه يعاني من فقدان الشرعيّه، وتبنّي منطق المحاباه في اختيار المشرفين علي اداره شؤون الكره، مما انعكس بصوره واضحه علي اداء المنتخبات التي تحوّلت الي رهينه في قبضه اتحادات فاشله، كما نفتقر للاحترافيّه، وهشاشه مستوي الفرق المحليّه، وهذا يعني انّ مستوي المنتخبات العربيّه بقي مثل (التلميذ الذي يعيد السّنه بعد الاخري)، فيما يطلق عليه مرحله ما قبل الاحتراف، اي التحضيري، وعدم اعتماد معايير المنافسه العاليّه، وتطبيق المناهج التدريبيّه المتطوّره، لجعل اللاعبين علي مستوي كبير من التنافسيّه، فضلاً عن انّ النّوادي لا تساعد كثيرا في انتاج لاعبين قادرين علي اللعب في المستوي العالي، اذ انّ الاعلام هو من يصنع النجوم التي لا تضيء الا في الفرق، بينما تكون عاجزه في المنتخب.

وزاد: اسوا ما في التجربه العربيّه للمنتخبات هو تبديل المدربين مثل القمصان والسراويل، فيكفي تقدير رقم لعدد المدربين الذين مرّوا علي مختلف المنتخبات العربيّه، وهو 700 مدرّب وطنيّ واجنبيّ، ولا شكّ انّ السفينه تغرق اذا تداول عليها اكثر من ربّان، واستعجال النتائج هو الذي يُعجّل بتغيير المدربين، بينما الالمان لم يعرفوا سوي عشره مدربين في مائه عام، والنتائج واضحه، اربع مرّات ابطال العالم (يفوزون بكاس العالم كل عشرين سنه) بفضل الاستقرار، والتكوين المستمرّ، واعتماد استراتيجيّه التدرّج في تحقيق النتائج، لهذا لا بدّ من الاستقرار والبحث عن الاحترافيّه ورفع مستوي التنافسيّه في الدوريات المحليّه، وتشجيع اللاعبين المحليين علي الاحتراف في الانديه الخارجيّه لكسب تجربه افضل، ورفع نسق التنافس مع فرق اقوي، كما انّني اثق كثيرا في تجربه رئيس الاتحاد الجزائري محمّد روراوه المهندس الحقيقي لما حقّقه منتخب الجزائر، لانّه تبنّي خطه احترافيّه تعتمد علي انتقاء اللاعبين، وتوفير مناخ لتحويلهم من مجرّد منتخب الي فريق متكامل.

واطالب بالعمل علي فتح نقاش واسع يشارك فيه (الخبراء والفنيون والنقاد والمشرّعون..) لتفكيك واقع الكره في كلّ بلد عربيّ، وعدم اختزال الامر في قرار متسرّع من ايّ جهه كانت، وضروره فضح التلاعبات والغش والفساد الذي ينخر اللعبه في عدد من البلدان العربيّه، والعمل علي مواجهه العنف والاحتقان اللذين تتسبب فيهما بعض وسائل الاعلام غير المهنيّه، واهميّه ايجاد صيغه لاقامه كأس العرب للمنتخبات، مع الدعوه الي عدم الانزلاق في «الشوفينيّه» والتعصّب، ومنطق انا الافضل.

واستطرد الوزير الجزائري السابق: تحقيق المنتخبات العربيه كاس العالم لكره القدم يتطلب انجاب حارس في حجم ياشين الروسي، وظهير ايمن بقيمه ايالا الارجنتيني، وظهير ايسر في مكانه مالديني الايطالي، ومدافع حرّ مثل نادال الاسباني، وقلب دفاع في عبقريّه الالماني بيكنباور، ووسط دفاعي مثل بوبي مور الانجليزي، ومهاجم ايمن مثل رونالدو البرتغالي، ووسط هجومي انييستا الاسباني، وقلب هجوم مثل فان باستن الهولندي، وصانع العاب مثل مارادونا الارجنتيني، وجناح ايسر بقيمه ريفيلينو البرازيلي، ومدرب لا يقل ذكاءً عن الاسباني غوارديولا (مع الاعتذار لكبار النجوم بدءًا ببيليه وانتهاء بميسي)، وهذا لا يعني انّ العرب لا يتوفّرون علي لاعبين موهوبين كبار يمتلكون مهارات عاليه، بل تنقصهم ذهنيّه تفعيل القدرات المتاحه، او البحث عنها. واذا كانت نتائج السعوديّه والمغرب، ونسبيا الجزائر في مونديال 2014م استثنائيه فانّها اشبه بـ(بيضه الدّيك)، فانّ البحث عن التاهل تحوّل الي هدف اسمي، وهو ما يحبط كلّ رغبه في الذهاب ابعد من التاهل ولعب 270 دقيقه ثم حزم الامتعه والعوده سريعًا.. لهذا فانّ سؤال متي يفوز العرب بكاس العالم، علينا ان نؤجّله الي الالفيّه القادمه بحول الله، وعلينا ان نقبل بمشاركه تحفظ ماء الوجه كحدّ ادني. ومع هذا فالحلم مشروع.

بين المدير الفني السابق لمنتخب الجزائر الكابتن رابح سعدان، الي ان عامل النفسيه لدي اللاعبين خلال مشاركتهم في مباريات كاس العالم مهم جداً كون اللاعب العربي لديه امكانات كبيره ومستوي جيد، وهذا ياتي من نقص التجارب المستمره والمتواصله للاعبين في كاس العالم، والمفترض انه حينما يكون هناك مدرب اجنبي للمنتخب العربي في المونديال يكون بجانبه مدرب وطني كمساعد يقوم بتهيئه اللاعبين ويشكل عنصر مهم لهم في كسر الحاجز النفسي والتحرر من «رهبه» المباريات والخصوم.

واشار الكابتن رابح الشهير بـ»شيخ المدربين» بانه ان اردنا تحقيق كاس العالم، فلننظر ماذا عملت المانيا حينما خرجت من دور ربع النهائي في مونديال 1998م بفرنسا، بحثت عن اسباب التراجع للكره الالمانيه، وقامت بعمل جبار جداً من خلال عمل جولات اوروبيه للدول المميزه في كره القدم، اثمرت عن عمليات تكوين اللاعبين وتجنيس البعض من دول تركيا وافريقيا، وقامت بعمل متواصل ومستمر وممنهج علي المدي البعيد من خلال برامج طويله المدي، ولنا نحن العرب بتجربه دوله فقيره مثل، غانا والتي تنجب لاعبين مواهب بمعني الكلمه لهم حضور جيد في المسابقات الرياضيه بمختلف الفئات العمريه.

بدوره ارجع قائد المنتخب السعودي ونادي الاتحاد السابق احمد جميل، عدم تحقيق المنتخبات العربيه لنتائج مميزه يعود الي التفوق الكبير للكرتين الاوروبيه واللاتينيه. صحيح ان هناك لاعبين عرب لهم حضور جيد، ولكن يظل اللاعب العربي يعاب عليه «الكسل والسهر»، اي انه «مزاجي»، ولا يتعامل مع كره القدم علي انها وظيفه اساسيه له في الحياه، اضف لذلك هضم حقوق المدرب العربي وعدم الاهتمام به ودعمه وتهيئته بشكل كامل، والمدرب الوطني يُعد الثروه الحقيقيه لكل دوله، متي ما كثر عدد المدربين الاكفاء سيكون لنا حضور جيد في كاس العالم، فمنتخب فرنسا حينما منح المدربين الفرنسيين الفرصه الكامله ودعمهم تحققت لهم مكاسب كبيره جداً، اذا عدنا الي السابق في مونديال 1994م حينما تاهل المنتخب السعودي لدور الـ16 منح المدرب الارجنتيني سولاري، اللاعبين عطله وراحه وشعر اللاعبون بانهم حققوا المطلوب، فدخلنا مباراتنا امام منتخب السويد في دور ربع النهائي وخسرناها بنتيجه (3/1)، مع العلم بانه لم يكن اقوي منا وانما خسرنا بايدينا، كونها كانت اول مشاركه لنا وكان طموح مدرب المنتخب انذاك محدودا وهو التاهل لدور الـ16 مع انه كان بامكاننا تقديم الافضل، نقطه اخري اشير لها لدور الجهاز الاداري في التعامل مع اللاعب وخاصهً اللاعب السعودي الذي يعتبر مثل «الطفل» يحتاج لرعايه وصبر واهتمام.

ولفت رئيس الاتحاد الاسيوي للصحافه الرياضيه فيصل القناعي، النظر الي ان الاهتمام الكامل والاحتراف الحقيقي في الدول الاوروبيه واللاتينيه التي تشارك في المونديال وتنافس هو سر تميزها، فلاعبوها يمارسون كره القدم كعمل حقيقي ومصدر دخل ثابت لهم كونهم محترفين يطبقون ما لهم وما عليهم وفق نظام محاسبي دقيق جداً، وهذا هو الفرق بينهم وبين اللاعب العربي (قاصر) الطموح علي المشاركه فقط في كاس العالم، والملاعب والانديه في الدول الاوروبيه عددها كبير جداً لكثره الطلب علي ممارسه كره القدم ونشر هذه اللعبه منذ سنين طويله، وعامل البنيه الجسمانيه لديهم مختلف عن اللاعب العربي بالرغم من وجود الفقر في بعض الدول، لكن النظام الغذائي والبعد عن السهر مكمل للتميز.

وختم: وضعنا الحالي يصعب علينا جدا ان ننافس علي كاس العالم في ظل السياسه الكرويه التي تفتقد للكثير من عوامل النجاح، لكنني متفائل ان يكون مونديال 2022م في قطر بدايه جيده للحضور العربي وتقديم مستويات ونتائج جيده، لن ننافس علي كاس العالم اذا لم نطبق خصخصه الانديه وننشئ المدارس الكرويه ونطبق عمليه احتراف كامله للمنظومه الرياضيه من اداره عُليا ولاعبين ومدربين وحكام.

قال نجم نادي الزوراء والمنتخب العراقي السابق احمد راضي، ان كره القدم بكل تفاصيلها واجوائها وثقافتها وسلوكياتها وتنظيمها والبناء الجسدي والفكري هي لعبه توفق فيها الغرب وليست للعرب، قد يكون طرحي غريبا، لكن لو تمعنا جيدا نجد هذا الطرح منطقيا، بدليل ان كل اللاعبين من ذوي الاصول العربيه في الانديه والمنتخبات العالميه، لبسوا لباس الغرب بثقافاتهم وتصرفاتهم وافكارهم السلبيه والايجابيه لكي يستطيعوا النجاح وهذه التجربه.

ونحن لا نستطيع ان نعممها علي مجتمعاتنا لان ثقافتنا ليست كثقافتهم واهتماماتنا مختلفه عنهم، نحن نبدا وعيوننا علي المسؤول والدوله وماذا سنكسب منهم وحب الشهره من اجل اطفاء غرائزنا، لذلك لا نستطيع التنافس مع منتخبات ولاعبين ولدوا بشكل صحيح منذ الصغر فلا نستطيع ان نتغلب علي اهتماماتهم بالحرفيه والمهنيه للمسؤول والاداري واللاعب. الذي نحتاجه ان يتخلفوا قليلا ونتطور كثيرا لكي ننافسهم وان تكون افكارنا الرياضيه مخلصه.

وفند المحلل والناقد المصري خالد بيومي، اسباب عدم تحقيق نتائج مميزه في كاس العالم لكره القدم ما بعد دور الـ»16» لعده عوامل، منها: ثقافه اللاعب العربي، وطموحات المدرب، وكذلك افتقار الاتحادات العربيه للخطط طويله المدي من 20-30 سنه. فالامكانات المتوفره للاعب العربي ونفسه القصير وافتقاده للجوع والاحتياج الذي اقصد به ان اللاعب العربي يتمتع بتشبع اعلامي وجماهيري ومادي، بعكس لاعبي اجانب افريقيا فهم مميزون وناجحون لحاجتهم للاشياء التي ذكرتها.. وعن مساله تحقيق العرب لقب كاس العالم  لكره القدم فلن يحصل ذلك الا اذا تم تعديل القوانين لاجلنا! وهذا الامر صعب جداً في ظل تواجد المنتخبات الاوروبيه. اذاً علينا ان نستفيد نحن العرب من تجارب الاوروبيين، فمثلاً التجربه الالمانيه التي عملت علي تطوير كره القدم من خلال توسيع القاعده ووضع خطط واهداف علي مراحل تتضمن بناء لاعب الماني متكامل وبتعاون كافه منظومه العمل حققت لقب كاس العالم الاخير، لكننا نحن العرب للاسف لدينا ادارات سيئه وغير قادره علي العمل للمدي البعيد.

اوضح رئيس تحرير صحيفه استاد الدوحه القطريه السابق الدكتور محمد عواضه، انه علي الصعيد العربي الافريقي رغم النتائج المميزه مقارنه بعرب اسيا، الا اننا الي الان لم نجد النجم العالمي الذي يستطيع قياده منتخبه الي الادوار المتقدمه في كاس العالم علي الرغم من وجود عدد كبير من اللاعبين العرب الافارقه في الانديه الاوروبيه، فليس بينهم (نجم الشباك)، اما منتخبات عرب اسيا فان تقاعس لاعبيها الموهوبين عن الالتحاق بالانديه الاوروبيه مكتفين بما يحققونه محلياً مادياً ومعنوياً، اثر علي اللاعبين بشكل سلبي ولم يسمح له بمنافسه منتخب بلاده في كاس العالم.

الكره السعوديه تعتبر اكبر قوه عربيه اسيويه قادره علي تحقيق النقله النوعيه فاذا فشلت، فشل ما دونها من قوي اخري. فعندما تكون هناك وفره من اللاعبين العرب المحترفين في افضل الانديه الاوروبيه، وعندما تجد بطولات محليه تفرز نجم شباك واحد علي الاقل من كل بلد عربي لا يقل شاناً عن ميسي او رونالدو او نيمار، فيومها ستحقق المنتخبات العربيه ما يعتبر حاليا بحكم المستحيل!.

اما متي يتحقق ذلك فاتركه للمفتاح السحري وهو الاداره الرياضيه، فعندما تجد ادارات للكره العربيه بمختلف انديتها واتحاداتها تلعب دورها الحقيقي فقط لا غير دون التعدي علي ادوار المدربين ونجوميه اللاعبين لنصنع نجم شباك عربي ياسر الالباب ولا اظن ان هذا الامر سيتحقق في المدي المنظور لان اكبر مشاكل الكره العربيه في اداراتها.

وصف نجم المنتخب السعودي ونادي الاهلي السابق حمزه صالح، البني التحتيه للمنتخبات العربيه بغير القويه وعدها سببا رئيسيا في عدم تحقيق نتائج مميزه بكاس العالم فدول اوروبا سبقتنا بمراحل ونحن ما زلنا متاخرين، اضف لذلك المجاملات في اختيار الاسماء التي تخوض غمار المسابقه العالميه، فنحن نفتقد للاحترافيه الكامله، لن نصل لادوار متقدمه في كاس العالم ما لم نضع الرجل المناسب في المكان المناسب من خلال مختلف النواحي الاداريه والفنيه والاعتماد علي النجوم القدامي واشراكهم في المنظومه الرياضيه واتاحه الفرصه لهم ودعمهم سواء في الاداره او التدريب.

لخص المحلل والناقد الرياضي العماني احمد الرواس، اسباب عدم وجود نتائج مميزه للدول العربيه في كاس العالم تعود للاحترافيه، والامكانيات الماديه، وصقل المواهب والاهتمام بالمدارس السنيه، والبيئه المحيطه باللاعب الاوروبي عامل مساعد وتختلف عن البيئه المحيطه باللاعب العربي التي من وجهه نظري لا تساعده علي النجاح، وسبب اخير ومهم وهو العامل النفسي والطموح لدي اللاعب. فاذا تم التعامل مع هذه المسببات بتطبيق عملي ناجح وقياده محترفه، واصبحت البطولات العربيه بمستوي فني عال جداً تضاهي المنظم في اوروبا فحينها سنصل لنفس المستويات العالميه ونتقدم، ولكن في ظل الوضع الحالي لن نصل ولن نحقق نتائج مميزه الا بعد 300 سنه ضوئيه.

وربط المدرب التونسي الخبير احمد البرهومي، نتائج العرب المتواضعه في كاس العالم بخمسه عناصر هي: الاتحادات، اللاعبون، الفنيون، الاعلاميون، والجماهير.

مبينا: السياسه العامه للمنتخبات لا تخضع عموما لاستنتاجات ميدانيه موضوعيه او دراسات علميه واضحه وانما لـ(املاءات) ظرفيه او (مزاجيه) تاره وقرارات فرديه تاره اخري، فالتخطيط (ظرفي) حسب النتائج ويتغير مع كل اتحاد او مدرب جديد، والاخير لا يتم الثبات عليه وتتم اقالته في اسرع وقت، بجانب عامل ضعف البطولات العربيه واللاعبين المحترفين الاجانب في البطولات العربيه التي تؤثر بشكل سلبي وتؤخر عجله التطور في الفريق، وكذلك التاثير السلبي  للمشاكل الماديه علي الانديه التي تمس اللاعب العربي وتؤثر علي ادائه، فالاحتراف غير مدروس في البلدان العربية وقد يكون بالاسم فقط!

وهناك عامل ضعف البنيه الجسديه للاعب العربي وسوء التغذيه والسهر وقله النوم، وعدم شرب كميه ماء كافيه كل ذلك يؤثر علي مدي تحمل اللاعب لتدريبات ذات حموله عاليه، مما ينتج عن ذلك اصابات عضليه خطيره. اتذكر حينما كنت مدرباً لنادي الجبلين في السعوديه عام 2000م وجدت 9 لاعبين مصابين في الرباط الصليبي وهذا العدد المهول من الاصابات لا يوجد في بطوله اوروبيه، اما مساله تحقيق كاس العالم فتحتاج لبرامج ودراسات ينتج عنها خطط تلائم طبيعه كل بلد.

قال رئيس تحرير الشؤون الرياضيه بصحيفه المدي العراقيه اياد الصالحي: المنتخبات العربيه المشاركه في المونديال لم تحقق الانجاز المنتظر لابعد من دور الـ16 بسبب حاله الخوف من اجواء المناسبه برمتها، اذ لم تزل رهبه الحضور المونديالي وارتباك تحضيرات الاتحادات العربيه و(معاول) الاعلام غير المنضبط، واستعاره مدربين من مدارس عالميه مشهوره قبيل البطوله بشهر او اقل احياناً وكاننا ندخل هؤلاء في حفل (Model) وليس لقياده منتخباتنا في معركه كرويه شرسه، فضلاً عن انتقاء لاعبين شباب لم ينضج وعيهم الاحترافي في دوريات بلدانهم ويُصدمون امام عمالقه كبار يلعبون بجوارهم لا يقل معدل خوضهم المباريات عن 70 في الموسم الواحد، اضف لذلك ان اللاعب العربي يتمرّن بمزاج وملل لانه لا يمتهن كره القدم، بل مرتبط بوظيفه ما او متسكّع بلا هدف! لذلك لا يؤدي الوحدات التدريبيه بحماسه المحترف.

التاهل الي المونديال يمثل منتهي الاحلام العربية السعيدة التي يفسدها كابوس الخسارات المذله المبرره بـ(ديباج الشرفيه) في تعبير لا يستقيم مع المنطق للتحايل وتخفيف حده الانتقادات ثم حمل الحقائب والعوده الي الديار بعد ثلاث مباريات برسم الشفقه! .

واضاف الصالحي: لمسايره طموحات المنتخبات العالميه، يلزمنا اجراء تغييرات طفيفه في التشكيله لاربع سنوات تعزز الانسجام في ما بين اللاعبين لاظهارهم كتله واحده برفقه مدرب معروف له سيره ذاتيه متميزه تضاعف امل المنتخب لبلوغ الادوار المتقدمه من كاس العالم.

ويري المذيع الرياضي الجزائري بقناه بي ان سبورت، لخضر بريش، ان عدم تحقيق نتائج مميزه للعرب في المونديال العالمي يعود لافتقاد المنتخبات العربيه للخطط طويله المدي بالرغم من توفر الامكانيات، ويتطلب الاهتمام بالمدارس الكرويه والاكاديميات الرياضيه حتي نخرج لاعبين مكونين بشكل كامل وصحيح تجلب التميز او بوجود لاعبين عرب محترفين في الخارج تم تكوينهم في مراكز اجنبيه، وبدون هذين الامرين لن تكون هناك انتصارات جيده ولن نحلق بعيداً.

وعن تحقيق المنتخبات العربيه لكاس العالم، قال: لم ولن يتم ذلك ما لم يكن هناك عمل قاعدي وصبر علي اللاعبين والمدربين وتواجد الاداريين من نجوم كره القدم في البلد حتي يشكلوا منظومه متكامله تعمل تحت لواء واحد ومن ثم وضع الاهداف علي مراحل، ولننظر للمدرب الالماني بيكنباور حينما تم منحه الفرصه الكامله لاربع سنوات من قبل سلطات بلاده حقق لقب كاس العالم عام 1990م. لذا نحن العرب بحاجه لثوره كبري في الرياضه وليس في كره القدم فحسب، نحن بحاجه لاحتراف في العقليه والاداره والعمل المستمر والدائم من قبل وزير الرياضه ورئيس الاتحاد حتي وان رحل اي منهما يتم الاستمرار علي نفس النهج والاهداف بدلاً من الهدم، وانا متفائل في مونديال قطر 2022 بان تكون هناك نتائج جيده للعرب وخاصهً من قبل قطر التي تعمل بشكل جيد لتظهر بشكل مشرف، لكن مساله المنافسه علي كاس العالم لن تتم الا بعد العمل علي تحقيق ما ذكرته سابقاً.

ووجه المدرب المغربي الخبير محمد فاخر، المنتخبات العربيه للاستفاده من دروس المنتخبات العالميه الكبيره، بالحفاظ علي استقرار الطاقم التقني ومنح الثقه للمدربين وتهيئه الظروف الناجحه لهم بالابتعاد عن الضغوطات والنتائج الانيه، والالتفات للعمل القاعدي علي مستوي مراكز التكوين، ومساعده اللاعبين علي تجارب احتراف قويه بالخارج، والاهم من هذا العمل علي تقويه الدوريات المحليه والمساهمه في رفع مستواها الفني. وعن فوز منتخب عربي بكاس العالم فهو امر مستحيل التفكير في الوقت الحالي! وذلك للفوارق الكبيره والشاسعه بيننا وكبري المنتخبات العالميه علي كافه المستويات، مبينا: «علينا اولاً ان نفكر بمرور منتخب عربي للادوار المتقدمه ومن ثم العمل بعد ذلك علي تحقيق اللقب، فغياب نجم من طراز عالمي داخل المنتخبات العربيه واستمرار الهوايه المسيطره علي الدوريات العربيه لها اثر كبير علي مستوي القول بكون التتويج بالمونديال مستحيل ايضا.

شدد اللاعب المصري السابق والمدرب في كره القدم الكابتن مجدي عبدالعاطي، ان طبيعه اللاعب العربي وطموحه محدود جداً، لذا فنجاح تجارب الاحتراف العربيه في الخارج محدود، كما ان استيعاب اللاعب العربي لوظائف ومهام مركزه بطيئه وغير مكتمله نتيجه التنشئه غير الصحيحه وعدم ترابط الخطوط وتبادل الادوار داخل الملعب مما يصعب من مهمه المدير الفني، ويستثني من ذلك بعض منتخبات شمال افريقيا وخاصه الجزائر وذلك لاختلاف الثقافه وتشابه تنشئتهم مع العقليه الاوروبيه.

واذا كنا نرغب في فوز منتخب عربي بكاس العالم فلا بد من عمل تخطيط لا يقل عن عشر سنوات، وتهيئه مجموعه من منتخبات الناشئين والاهتمام بهم وغرس شخصيه البطل والبطوله بداخلهم والاحتكاك بشكل متواصل مع ابطال اوروبا وامريكا الجنوبيه، ووضع طرق لعب مواكبه للتغيرات التي تطرا كل يوم علي اللعبه، مما يساهم في تشكيل وتنميه فكرهم ومهاراتهم من البدايه وتطويرهم بشكل مستمر حتي تصل هذه المجموعه لسن 25 عاما ويصبح لهم ثقل فني وتكتيكي واداء يتماشي مع المنتخبات العالميه.

رئيس تحرير موقع البطوله المغربي يوسف الشافعي، قال ان المنتخب الجزائري رفع ولو بقدر يسير سقف الطموحات العربيه في كاس العالم الماضيه بالبرازيل ويستحق التحيه. واردف: بالعوده لاهم الاسباب التي تقف امام «تميز» المنتخبات العربيه في كاس العالم هو اختلاف المستويات ونقص الخبرات وقله الاحتكاك، والاحترام الاكثر من اللازم للمنتخبات الكبيره، كل هذه النقاط تقف كالسور العالي امام الطموحات العربيه.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا