برعاية

الجزء الثاني: دروس من دموع كريستيانو رونالدو

الجزء الثاني: دروس من دموع كريستيانو رونالدو

بعدما تحدثنا في الجزء الاول عن نظريه الـ 1000 ساعه ، وخطا وجهه النظر الكلاسيكيه حول المهاره و التعلم ، و التي “تقوم علي افتراض ان القدرات البيولوجيه الفطريه تلعب دورا مهما في مستوي النجاح و الانجازات التي يمكن ان يحققها اي شخص.” نحو التاكيد انه بقوه العزيمه ، و الايمان بالقدارت ، وبرمجه العقل علي الهدف المنشود ، و ربط هذا بعدد ساعات مرتفع من الممارسه ، يمكن بسهوله الوصول الي مرتبه العظماء في اي مجال ، بشرط الجديه و الالتزام والحفاظ علي سقف عالي من الطموحات.

“تقريبا كل قصه نجاح علي مر التاريخ ، تنطوي علي شخص او مجموعه عملوا بجد اكثر من اقرانهم ، ويتمتعون بالادمان ، والهوس ، و ساعات اكثر من الممارسه..”

لمن فاته الجزء الاول (الجزء الاول ـ دروس من دموع كريستيانو رونالدو)

في هذا الجزء سوف نتطرق لنقطه اخري مشتركه بين الناجحين وهي لحظات “الالم والمعاناه”.

سوف نبدا بافضل لاعب لكره السله علي مر التاريخ “مايكل جوردان”. هل تعلم انه عندما كان في عمر (17 عاما) تم رفض انضمامه لفريق كره السله في الثانويه ، بدعوي انه ليس جيد بما فيه الكفايه و لا يرقي للمستوي المطلوب. هذا الرفض كان نقطه التحول في حياته ، لم يقبل فكره انه ليس جيد بما فيه الكفايه ، وابتعد عن اللعبه ، بل قرر العمل علي تطوير مهاراته. دقه التسديد والتمرير ، خفه الحركه ، المراوغه.. ، كل ذلك من خلال العمل الجاد والتصميم و رفع التحدي.

يقول جوردان عن هذه الفتره:“اعتقد ان رفض انضمامي لفريق الثانويه لكره السله في عمر (17 عاما) كان نقطه التحول في حياتي ، الطريقه التي تقبلت بها القرار كانت ايجابيه ، فكرت بمبدا انهم يقصدون “باني لست جيد بما فيه الكفايه” اني قابل للتطور احتاج للمزيد من العمل فقط ، لكن في الحقيقه هم كانوا يقصدون اني لا اصلح نهائيا للعبه ، هم كانوا مقتنعين بهذه الفكره ، لكن انا كنت مؤمن بفكره اخري. هذا دفعني للعمل ، وعلمني ايضا انه اذا قمت برسم اهداف، والعمل باجتهاد لتحقيقها ، الامر سوف يعطي ثماره دون شك..”

دوافع اثبات جدارته ، جعلته نجم منتخب الناشئين في الثانويه. كان دافعه اثبات خطا الناس ونجح في ذلك بالعمل الجاد و الالتزام و المثابره.

جوردان اصبح فيما بعد اعظم لاعب كره السله في التاريخ. عندما يتحدث عن حياته المهنيه اكثر ما يتحدث عنه هي الاخفاقات والاخطاء التي ارتكبها ، وكيف كانت الاداه التحفيزيه الاهم في نجاحه ، وكيف جعلته شخص علي استعداده لفعل الاشياء دون الخوف من الفشل.

قد نتعامل مع الرفض بشكل سلبي و ندخل في دوامه من الاحباط ، الكثير منا يستسلم و لا يقبل الرفض. حاول التعامل مع الرفض بشكل ايجابي. الرفض جعل من جوردان اعظم لاعب في تاريخ كره السله.

بالعوده الي طفوله كريستيانو رونالدو و رحلته نحو النجاح فهو لا يخرج عن القاعده بل بالعكس تاكيد كبير لها. سنجد انه عاش طفوله بائسه في احياء “ماديرا” الفقيره ، والده كان مدمنا علي شرب الكحول ، ووالدته كانت تعمل لساعات طويله يوميا لتامين مصاريف تربيته وتربيه اشقائه. طفولته كانت صعبه وبائسه جدا ، و كره القدم لم تطلق سراحه فقط بل كانت ايضا مصدر الهام له لمساعدته و عائلته للحصول علي حياه افضل ، وحافز قوي في سن مبكره ليصبح لاعب عظيم.

رونالدو مثل العديد من العظماء في عالم الرياضه جعل من لحظات “الالم والمعاناه” دافع ذاتي ليكون افضل لاعب في العالم ، دموعه في حفل الفيفا العام الماضي كانت شاهده علي مقدار ، تضحياته ، وتفانيه ، وعمله الدؤوب ليقف حيث هو الان شاهده علي ايمانه القوي بقدراته ورفضه فقدان التركيز ، والتفاني ، و المعتقد ، حين فقده الاخرون.

الاستجابه للفشل و التعلم منه ، تحويل اللحظات الصعبه الي دافع ذاتي لا ينضب ، رفض الواقع المفروض و البحث عن حياه افضل ، كلها اسباب رئيسيه صنعت عظمه كريستيانو رونالدو.” فمثل هذه العقليه هي التي قد تدفعنا للامام من خلال بعض من اكثر الفترات صعوبه في حياتنا..”

“من اجل تحقيق النجاح يجب ان تذهب حتما من خلال فترات من الالم والمشقه. ومن النادر جدا العثور علي اي قصه نجاح لا تنطوي علي صعوبات ونضال.”

نماذج اخري من لاعبين حققوا النجاح من رحم المعاناه كحاله “ليبرون جيمس” ، و “مايك تايسون” ، افتقدوا لدور الاب في حياتهم وتربوا من قبل امهاتهم. كانت والده “ليبرون جيمس” تبلغ من العمر (16 عاما) فقط حين انجبته ، وتنقلوا باستمرار من مكان لاخر عندما كان طفلا صغيرا.

في فيلمه “اكثر من مجرد لعبه” يتحدث “ليبرون جيمس” عن مدي حجم المعاناه التي مر منها في صغره ، وكيف ساعدته كره السله علي تخطي المصاعب التي واجهته. وكيف ساهمت الرياضه في اطلاق سراحه والتقدم في حياته.

ليونيل ميسي عاش بدوره نكسات مماثله ، كاخر رياضي من الطراز العالمي يثبت ما يمكن تحقيقه من خلال التغلب علي النكسات وخيبه الامل. في عمر (11 سنه) رفض ميسي في اكثر من نادي لكره القدم في الارجنتين بسبب قصر قامته و بنيته الجسديه الضعيفه. برشلونه كان النادي الذي قبل المخاطره و المقامره عليه ، وكانوا علي استعداد لدفع ثمن حقن هرمون النمو التي كان يحتاجها. ميسي الان احد اساطير اللعبه ومثال يحتدي به في قوه الدافع والرغبه في التغلب علي الانتكاسات و الصعاب.

تحقيق النجاح ليس دائما سهل و مباشر بل يتطلب المرور من نكسات وصعاب كثيره. الناجحون تعاملوا مع الشدائد بشكل ايجابي ، قبلوا الفشل وتعلموا منه ، تحدوا واقعهم وجعلوه دافع ذاتي لاينضب ، رسموا اهداف وعملوا بجهد لتحقيقها بتفاني وانضباط و مثابره هائله.

اكاديميه مانشستر سيتي.. مشروع مستقبلي للسيطره علي الكره الاوروبيه

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا