برعاية

كوكتيل تعصب ..!!

كوكتيل تعصب ..!!

النص عباره (عن سياق وشفره ) ، السياق الموروث التاريخي لكل تلك الشفرات في ماده القول ،   والشفره هي بصمه الكاتب ، لذلك النص الذي يبقي في الذاكره هو ذلك النص الذي تجاوز كل ذلك الموروث ولم يات ما يتجاوزه .. ولا غرابه ان   يري بول فاليري في النص اي نص كان ،   بانه لا يخلو من ان يكون مجموعه من اقوال الاخرين لان الليث عباره عن مجموعه من الخراف المهضومه علي حد تعبيره .

من الطبيعي ان نتشابه وتتشابه اقوالنا ، وان تتشابه الاحداث   في حياتنا ليس لان التاريخ يعيد نفسه ، ابدا فمن وجهة نظري هذه مقوله للهروب من تحمل الاخفاق او للاجبار علي قبول الفشل ،   فالتاريخ لا يعيد نفسه وانما نحن متشابهون منذ بدايه البشريه حتي اليوم فعناصر تكويننا واحده ، وحتي نهايتنا واحده .. ولاننا نفشل في اعظم دروس التاريخ وهي ان نتعلم من دروسه كما   قال احد الفلاسفه ، نكرر الاخطاء .

التعصب تهمه رياضيه باتت اكثر رواجا هذه الايام ، بل انها نمت موازيه في الايام الاخيره لتهمه التطرف والفكر الداعشي او في الجانب الاخر الغلو والجاميه سياسيا فاصبحت تهمه جاهزه للاستعداء .

نحن نتشابه كما قلت سابقا هنا وهناك ، فالبدوي الذي يتغزل في ناقته في ميادين ام رقيبه هو ذاته الهندي الذي يدفع الاموال للرهان بين صراع الديوك وكالامريكي الذي يصدق لعبه (الديمقراطيه) في بلده فيقضي وقته امام المناظرات التلفزيونيه .. ايضا هناك من يعتقد بان الاسلام هو من يقف خلف السلوك العدواني ،   ويصمت عن ما يمارس في معتقلات امريكا وربما لا يصدق بان هناك في امريكا لعبه تدعو الي قتل المسلمين تباع مقابل 39 دولارا .

الفرق اننا نري انفسنا شياطينا ونري في الاخرين مجتمعا ملائكيا لا يعرف الخطيئه ، وتلك النظره جعلت صاحب السلوك المنحرف اكثر دفاعا عن قناعاته وتمسكا بها .

في عام 64 سقط اكثر من 300 صريع و 500 جريح في مباراه كره قدم بين البيرو والارجنتين ، وفي مواجهه هيسل التاريخيه   بين ليفربول ويوفنتوس مات اكثر من 39 مشجعا وسقط مئات الجرحي ، اما علي المستوي الزمني القريب فلا احد لا يعرف قصه موزه الفيس ، وكل تلك الاحداث كان خلفها التعصب الرياضي.

اذا التعصب الرياضي ليس ماركه سعوديه او نتاج ثقافه خاصه وانما هو ظاهره عالميه ، ولاكون اكثر دقه هو حاله مرضيه تصيب الشعوب التي لا يوجد لديها ما تقاتل من اجله او انها تشعر بحاله ياس من التغلب علي اوضاعها في مجالات اخري ، فيجدون في كره القدم حديث الساعه الذي يشارك فيه جميع اطياف المجتمع بمختلف توجهاتهم الفكريه والدينيه والاقتصاديه .

الاعلام الرياضي لدينا يطرح تلك الحاله المرضيه ولكن علي طريقه (داوها بالتي كانت هي الداء) ، فينظر المتعصبون حول التعصب واسبابه وطرق علاجه ، ولا يعترفون بحالتهم المرضيه ويرمون القميص الملطخ بجملهم وفكرهم مما يجعل المشاهد يقف ليردد بيت شعر ضره رهم بنت الخزرج :

رمتني بدائها وانسلت .. طبيب يداوي الناس وهو عليل

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا