برعاية

لماذا أصبح من الصعب أن نرى مدافع يتوج بالكرة الذهبية

لماذا أصبح من الصعب أن نرى مدافع يتوج بالكرة الذهبية

لماذا يتم ترشيح بعض اللاعبين للكره الذهبيه بانتظام بغض النظر عن الاداء الفعلي خلال العام؟ و لماذا يتم اختيار المتوج بالجائزه بناءا علي معايير فرديه رغم ان كره القدم لعبه جماعيه ؟ ولماذا لا يتم اختيار ابدا المدافعين في القائمه النهائيه ، في جائزه اصبحت حكرا علي المهاجمين؟

في العقدين الماضيين ، فاز مدافع واحد فقط بالكره الذهبيه ، وهو فابيو كانافارو في عام 2006. كان ذلك خيارا بالاجماع لم يعرف اي اعتراضات. القائد كانافارو قاد المنتخب الإيطالي للفوز بكاس العالم ، في بطوله قدم فيها لربما افضل اداء في مسيرته الكرويه. صاحب المركز الثاني كان زين الدين زيدان الذي لعب نصف موسم فقط ، بينما جاء رونالدينيو في المركز الثالث ، حيث فشل في تقديم المامول منه في البطوله.

في هذه النسخه من جائزة الكرة الذهبية تتويج كانافارو لم يكن بالدرجه الاولي بسبب مردوده الاستثنائي في البطوله ، بل لعوامل اخري لعبت بالصدفه لصالح المدافع الايطالي. كان معروف في تلك الفتره انه في سنه كاس العالم ، الجائزه تذهب دائما الي بطل العالم. لو كانت فرنسا فازت بضربات الترجيح ، فمن غير المرجح ان كانافارو كان سيتوج بالجائزه. السبب الاخر هو عدم اعتلاء مهاجم ايطالي لصداره الهدافين في البطوله. فلو كان لوكا توني فاز بالحذاء الذهبي ، علي سبيل المثال ، كانافارو ما كان ليحصل علي الجائزه. المصوتون دائما يميلون نحو لاعبي خط الهجوم ، ببساطه لان من طبيعه كره القدم ان المهاجمون هم اللاعبون الذين يصنعون الفرق فعليا ، ويكونون اكثر حسما ، ويملكون مهارات لافته للنظر ومثيره للاعجاب.

هذا لا يعني ان الدفاع ليس مهما و لايستحق الاشاده ، بل لانه عمل ومهمه جماعيه ، لا تكتمل سوي بالعمل الجماعي والتنظيم والانضباط.

مثلا لا يمكن ابدا ان تحسن اداء اسوا دفاع في الدوري الممتاز من خلال التعاقد مع افضل مدافع في العالم ، سيظل هناك مشاكل في التمركز وثغرات في المراكز الدفاعيه الاخري للخط الخلفي. بيد ان زرع كريستيانو رونالدو في اسوا هجوم في الدوري الممتاز الامور سوف تتحول بين عشيه وضحاها. رونالدو لديه القدره الفرديه للسيطره علي المباريات ، وصنع وتسجيل الاهداف ومراوغه اكثر من لاعب وبالتالي خلق مساحات كبيره لزملائه في الفريق. ادائه ضد السويد علي سبيل المثال ، كان يوضح تماما انه يسيطر علي المباراه بشكل كامل.

الي جانب ذلك ، في اللعبه الحديثه لا يوجد فعليا مدافع يملك المهارات التي قد ترشحه للمنافسه علي الكره الذهبيه ، رغم اني اعتقد ان هناك واحد لامس هذا الموسم مستوي الكره الذهبيه. سيرجيو راموس كان متجبر هذه السنه ، الي جانب مساهمته الدفاعيه ، سجل اهداف مهمه لفريقه و لعب دور المنقذ اكثر من مره في هجوم ريال مدريد ، قوي في الهواء ، سريع ، ومهاري عندما تكون الكره بين قدميه. كانت حظوظه لتكون اقوي للفوز بالجائزه لو تمكن من حمل لقب كاس العالم. ما عدا ذلك ، ليس هناك الكثير للاختيار ، هناك عدد قليل من المدافعين الذين لعبوا بشكل جيد علي مدار 18 شهرا الماضيه. بواتينج ، جوارين ، بيبي ،  ميراندا.. ، علي سبيل المثال ، لكن لاحد منهم حقا يملك مستوي الكره الذهبيه.

و بالنظر للجيل الحالي و المستقبلي من المدافعين وخاصه في مركز قلب الدفاع  ، ومقارنتهم مع المواهب الصاعده في خط الوسط و الهجوم ، يبدو واضحا انه لا يوجد مدافع قد ينافس بقوه علي جائزه الكره الذهبيه في المستقبل القريب. جيرارد بيكيه كان لفتره وجيزه الافضل مع بيب جوارديولا ، لكن مستواه عرف تراجع كبير في السنوات الاخيره . كما انخفض مستوي فينسنت كومباني منذ احراز لقب الدوري الممتاز الاول مع المان سيتي ، باعترافه شخصيا ، فيما اثرت الاصابات علي مدي العامين الماضيين علي الخط التصاعدي لمستوي ماتس هاملز. تياغو سيلفا لربما كان افضل الاسماء في خط الدفاع في السنوات القليله الماضيه لكن الاصابات و ضعف تنافسيه الدوري الفرنسي اعادته لنفس تصنيف الاسماء السابقه.

ربما كانت الامور مختلفه في بدايه القرن عندما كان باولو مالديني ، ياب ستام ، وفابيو كانافارو ، واليساندرو نيستا ، ليليان تورام ، ايفان كوردوبا ، وروبرتو ايالا.

انخفاض مستوي المدافعين في الاعوام الاخيره يعود لثلاثه اسباب

اولا: تطور المهارات الفنيه في كره القدم ، وقوانين التحكيم اصبحت صارمه علي نحو متزايد ، الدفاع اصبح ببساطه اكثر صعوبه ، ويحتاج لدهاء اكبر في التمركز واعتراض الخصم.

ثانيا: لا يمكن تجاهل ربط تراجع جوده المدافعين مع انخفاض مستوي الدوري الايطالي. اغلبيه المدافعين 7 المذكورين من قبل لعبوا في مرحله من المراحل في الدوري الايطالي ، المعروف بقوه مدافعيه وصرامتهم. بمشاهده سرعه الاداء وغزاره الاهداف في الدوري الممتاز ، والتقنيه العاليه في الدوري الاسباني ، والالتزام التكتيكي في الدوري الالماني ، يظهر ان الدوري الايطالي اصبح في المقعد الخلفي ، ويمكن القول ان مفهوم الدفاع لديه ايضا.

ثالثا: تطور الخطط التكتيكيه ، الدفاع اصبح عمل جماعي يخضع لتعليمات صارمه ، ومن الصعب تميز العمل الفردي الذي يقوم به المدافع في تلك المنظومه وتقيمه.

فيليب لام قدم مستوي مميز جدا هذا الموسم ، وسرعه انسجامه مع دوره الجديد في خط وسط بايرن ميونيخ كان امر مثير للاعجاب ، لكن من الصعب ان ينافس علي الكره الذهبيه هذه السنه ، في ظل تواجد اصحاب الارقام التهديفيه الغزيره.

واقعيا ، افضل اللاعبين في العالم حاليا هم لاعبو الخطوط الاماميه. الكره الذهبيه لديها عيوبها ، ولكن التحيز المتصور تجاه المهاجمين ليس واحد منها.

اكاديميه مانشستر سيتي.. مشروع مستقبلي للسيطره علي الكره الاوروبيه

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا